العدد 3526 - الأربعاء 02 مايو 2012م الموافق 11 جمادى الآخرة 1433هـ

حرية الصحافة... حرية التعبير وركيزة لكرامة البشرية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

اليوم (الخميس) يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 مايو/ أيار الذي من المقرر أن يقام في تونس الخضراء وهو اليوم الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من حقوق الإنسان في التعبير الحر عما يحدث في محيط الإنسان الداخلي والخارجي مؤثراً ومتأثراً به. وهي فرصة لمواصلة النضال من أجل حرية الصحافة والإعلام على اعتبار أنها تمثل دعامة من دعائم الحقوق الفردية وأساساً رئيسياً لبناء مجتمعات سليمة وقوة دافعة للانفتاح والتقدم.

إن الضغوط التي يعيشها الصحافيون اليوم لاسيما المستقلين منهم تعد أحد الأسباب الرئيسية في تهديد ومقتل الكثير منهم في مواقع شتى خلال ممارسة عملهم. وهذا الضغط لا يشمل فقط الصحافي بل حتى المؤسسات التي يعملون بها وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لها وللصحافي.

وهناك الكثير من القصص والنماذج التي تكتظ بانتهاكات شتى للصحافيين والناشطين وقد يكون الصحافي والناشط لحقوق الإنسان الآذربيجاني عين الله فاتواللاييف الذي يبلغ من العمر 35 عاماًَ، أحد هذه النماذج وهو الذي سبق وأن التقيته في مدينة نيويورك في أواخر العام 2011 خلال تكريمه من قبل لجنة حماية الصحافيين الدولية وقد كرم بعد سنوات من سجنه في العام 2007 لمواقفه وعمله الصحافي الحر.

وفاتواللاييف الذي كان مدير تحرير صحيفتين في أذربيجان أطلق سراحه العام الماضي بعفو رئاسي بمناسبة يوم الجمهورية في أذربيجان، 26 مايو/ أيار، الأمر الذي حظي بترحيب من قبل الأسرة الدولية. وأنشأ فاتواللاييف في يوليو/ تموز 2011، «الاتحاد العام لحقوق الإنسان» وهي منظمة غير حكومية تعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان.

تجربة فاتواللاييف الذي من المقرر أن يمنح جائزة اليونسكو - غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة للعام 2012 في تونس، كانت مؤثرة جداً عندما استمعت إليها في نيويورك برفقة صحافيين آخريين. ورغم قساوة الجهاز الأمني في أذربيجان ضد الصحافيين بشكل عام وبشكل خاص مع تجربة فاتواللاييف فإنه يبقى مثالاً لبطش الأنظمة ضد حرية الصحافة.

وبالنظر إلى أوضاع الصحافيين في العام 2011 فقد أدانت منظمة اليونسكو مقتل 62 صحافياً لقوا حتفهم أثناء تأدية عملهم فهؤلاء - بحسب اليونسكو - وهي تبقى جرائم بلا عقاب بما فيه المدنون وصحافيي الإنترنت الذين هم في تزايد يوماً بعد يوم، يتعرضون لكثير من المضايقات يصل بعضها إلى التهديد بالقتل أو الاعتداء المباشر أو الاعتقال.

واليوم تعي اليونسكو أهمية توفير الحماية لكل من صحافي الإعلام التقليدي والجديد فلا فرق بين الاثنين. وقد تمت مناقشة ذلك في سبتمبر/ أيلول في العام الماضي، إذ كان أول اجتماع يعقد بين وكالات الأمم المتحدة بشأن «سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب» في مقر اليونسكو من خلال وضع خطة عمل من أجل بناء بيئة أكثر حرية وسلامة للصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام أياً كان مكان عملهم.

خطة وكالات الأمم المتحدة لم تقتصر على ذلك بل ذهبت إلى تعزيز الأسس القانونية التي تحمي وتدافع عن وسائل الإعلام الحرة والتعددية والمستقلة خاصة في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية أو إعادة بناء من بعد خروجها من نزاعات إضافة إلى دعم الشباب في تطوير مهاراتهم وزيادة درايتهم الإعلامية.

وفي رسالة مشتركة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمديرة العامة لليونسكو، ايرينا بوكوفا، في يوم حرية الصحافة للعام 2012 فقد أوضح كلاهما بأن حرية التعبير تمثل اليوم واحدة من أثمن الحقوق لأنها تعتبر الركيزة التي تقوم عليها كل حرية أخرى وهي أساس لكرامة البشرية بل وتمثل وسائل الإعلام الحرة والتعددية والمستقلة شرطاً أساسياً لممارسة هذه الحرية.

وأضافت رسالتهما «هذه هي الرسالة التي يحملها اليوم العالمي لحرية الصحافة. وتفضي حرية وسائل الإعلام إلى التمتع بحرية اعتناق الآراء والتماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود. كما ورد في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتعد هذه الحرية عنصراً أساسياً في بناء مجتمعات سليمة ومفعمة بالحياة».

وبالنظر إلى ما تم ذكره في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة اليونسكو فإن مثل هذه المعايير لا يمكن أن تفعل بصورة كاملة إلا في مجتمعات تحترم أخلاقيات المهنة وحقوق الإنسان، بينما مجتمعات أخرى مازالت تحكمها أنظمة لا تعترف بحرية التعبير ولا بحقوق الإنسان ولا حتى باحترام عمل الصحافي والأمثلة في منطقتنا العربية لا تعد ولا تحصى.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3526 - الأربعاء 02 مايو 2012م الموافق 11 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:13 ص

      الفعل والعمل ومرآة الصور

      توصل بعض الناس الى أن الحرية فعل والصحيفة صورة.
      وللعمل صور عديدة، منها الحرفي ومنها المهني، ولكل منها انعكاس. فالصحفي يعكس صورة الحرية التي يعيشها المجتمع ونوعها وهويتها ...
      فهل هوية الصحف المحلية تكشف وتُعَرِّفْ هوايات أفراد أم أهواءهم ؟؟

    • زائر 4 | 6:14 ص

      متأخرون

      هؤلاء من بيدهم القرار لازالو يعيشون في العصور القديمه ويريدون منا ان نبقى على حسب تفكيرهم القديم فكيف تطور شخص عقله قبلي وعنصري وطائفي ومذهبي لايفقه في الحريات ولا الحقوق سوى ما ينتهي الا لمصلحته ومصلحة قبيلته

    • زائر 3 | 3:46 ص

      احسنت

      احسنت يا ابنتي ولو ان معظم كلامش ما فهمته لان ثقافتي بسيطة تحت ثقافتك العالية رغم صغر سنك واحلى شيء فيش وطنيتك يالغالية زوجة الغالي

    • زائر 1 | 2:19 ص

      الضمير الحي للصحفي هو الحق

      عندما يموت الضمير وانت حي يكون الصحفي مجرد جامع نقود او صندوق او حصالة نقود فقط

      لا فائدتا منه الا وجوده الصنمي

      ويكون مثل الطبل يخرج الصوت منه فقط وقت الحاجة وعند طرقة وداخلة اجوف لا شيئ

اقرأ ايضاً