العدد 3557 - السبت 02 يونيو 2012م الموافق 12 رجب 1433هـ

أعداد اللاعبات الرياضيات المسلمات في ازدياد

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

في أول احتفال من نوعه جرى تكريم ابتهاج محمد، لاعبة رياضية المبارزة التي تأمل الفوز في الألعاب الأولمبية، نتيجة لإنجازاتها كرياضية مسلمة، وذلك ضمن جوائز الأمبسادور. قامت مؤسسة لاعبات الرياضة المسلمات باستضافة حفل توزيع الجوائز في الأسبوع الأول من شهر مايو/ أيار لتكريم النساء المسلمات في هذا المجال. وتشكّل الجوائز تذكاراً بأن اللاعبات الرياضيات المسلمات قطعن شوطاً وفتحن مجالاً جديداً في عالم الرياضة وساعدن على تغيير وجهات النظر في المجتمع على اتساعه.

وعلى رغم وجود عدد أكبر من النساء اللاتي يتنافسن في الألعاب الرياضية اليوم، مقارنة بما كان الوضع عليه في الماضي، إلا أن إرثهن جرى إغفاله. على سبيل المثال، كانت هاليت تشامبل أو امرأة مسلمة تتنافس في الألعاب الأولمبية، وقد فعلت ذلك في العام 1936 حيث مثّلت تركيا. وقد تم تكريم العديد من الرياضيات مثلها في حفل الجوائز الذي فازت فيه ابتهاج محمد بلقب رياضية السنة العالمية. إلا أن مشاركة النساء في الألعاب الرياضية في بعض الدول مازالت محدودة.

من بين التحديات التي اضطرت بعض الرياضيات المسلمات التعامل معها الإجراءات والأنظمة الخاصة باللباس الرياضي. ولكنهن قمن كذلك بتمهيد الطريق أمام لاعبات أخريات يرغبن بارتداء ملابس رياضية محافِظة والبقاء منافِسات في اللعبة التي يحببنها. في العام 2007 على سبيل المثال، منع الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا) ارتداء الحجاب خلال المباريات بسبب مخاوف من أن يؤدي إلى الاختناق. أدى ذلك المنع إلى اعتبار فريق كرة القدم النسائي الإيراني غير مؤهل للعب مباراة تصفية في الألعاب الأولمبية. ولكن هذه السنة، يخطط الاتحاد لتفادي ذلك القانون نظراً لظهور حجاب جديد مصمم خصيصاً للاعبات. سيتم الإعلان عن هذا القرار يوم 2 يوليو/ تموز بعد إجراء المزيد من الفحوصات والاختبارات على الحجاب الجديد لضمان سلامتهم.

تقول ابتهاج محمد إن دينها، الذي يتطلب من المرأة أن ترتدي لباساً محافظاً، وجّه خيارها نحو لعبة المبارزة، وهي رياضة تتطلب من اللاعبات تغطية جسدهن من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين. وتقول ابتهاج محمد: «أحياناً، عندما أخوض المنافسة، أكون الأميركية الوحيدة من أصول إفريقية، والسوداء الوحيدة، وبالتأكيد المسلمة الوحيدة، ليس فقط التي تمثل الولايات المتحدة وإنما في المنافسة نفسها. يمكن للأمر أن يكون صعباً».

تشكل لاعبات الرياضة المسلمات، إذا أخذنا بالاعتبار تنوعهن، إلهاماً للفتيات حول العالم. إلا أن بعض الشابات من خلفيات مسلمة مازلن يواجهن تحديات في التغلب على القيود الثقافية، إما بسبب والديهن الذين يعتقدون أن الفتيات يجب أن يصبحن رياضيات أو ربما ببساطة لأنه لا توجد أمامهن أمثلة يحتذى بها. إلا أن هذه المعوقات لم توقف العدّاءة الباكستانية نسيم حميد، التي فازت بالجائزة الذهبية عن أدائها في سباق المئة متر في ألعاب جنوب آسيا العام 2010، بحيث تعتبر أسرع امرأة في جنوب آسيا.

في الوقت الذي تبرز فيه المزيد من الرياضيات أمثال نسيم حميد إلى الأضواء، ربما تكون للفتيات اللاتي يشاهدنهن توقعات أكبر حول ما يستطعن تحقيقه، وخاصة في مجال الرياضة.

تعاملت لاعبات مسلمات أخريات مع معوقات أكبر بكثير. صدف رحيمي، الملاكمة البالغة من العمر 17 عاماً من أفغانستان ومرشحة أخرى لجائزة الأمبسادور، تغلبت على عدم وجود المرافق والمعدات للتدرّب، وصعوبة العيش تحت نظام «طالبان»، الذي منع النساء من ممارسة الألعاب الرياضية. حطّمت صدف رحيمي، التي ستمثل أفغانستان في الألعاب الأولمبية في لندن العام 2012 الصور النمطية حول المرأة الأفغانية. ومثلها مثل زميلاتها، تواجه صدف سوء الفهم بأن النساء المسلمات لا يستطعن ممارسة الرياضة، وفي الوقت نفسه تثبت أن الصمود والمثابرة يستطيعان التغلب على أصعب العقبات.

وفي جزء آخر من العالم المسلم، أعلنت قطر أخيراً أنها سترسل رياضيات إلى الألعاب الأولمبية للمرة الأولى. كذلك رشحت سلطنة بروناي عداءة في سباق 400 متر حواجز هي مازيا محوسن للانضمام إلى الفريق الأولمبي للمرة الأولى. تشكل مشاركتهن فجر حقبة جديدة تضم جميع النساء وتثبت أن الحكومات تتبع في أعقاب النساء الرائدات.

تقول العديد من الرياضيات في جوائز الأمبسادور إنهن لم يتوقعن أن يتميزن كما فعلن، وهو واقع يُظهر للشابات أن بإمكانهن تحقيق أكثر مما يعتقدنه ممكناً.

تستذكر ابتهاج محمد أثناء الحدث كيف شكّل إيمانها والرياضة هويتها. «لم أكن أعتقد في يوم من الأيام أن حجابي سيؤدي بي إلى ممارسة رياضة المبارزة، أو حتى إلى الرياضة، ولكن كذلك لأن أحب الرياضة بهذا الشكل. إنها جزء من كينونتي، ولا أستطيع حتى تصور الحياة من دونها».

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3557 - السبت 02 يونيو 2012م الموافق 12 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً