العدد 3762 - الإثنين 24 ديسمبر 2012م الموافق 10 صفر 1434هـ

شخصية العام 2012... مالالا أم أوباما؟

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

يتهامسون، يتساءلون: من أكون؟ حتّى تقرّ الأمم المتحدة لي يوماً عالمياً بتاريخ العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، فتكتب لي الخلود، ولم يتجاوز عمري ربيعه الخامس عشر؟

يتحدّثون، يفكّرون من أكون؟ حتّى ترشّحني مجلة «تايم» الأسبوعية الأميركية لأنافس أكبر الشخصيّات، وأشدّها تأثيراً في أحداث العام 2012؟

في حيرة يقولون: من تكون هذه التي فاز عليها الرئيس الأميركي باراك أوباما في الاستفتاء السنويّ لمجلة «تايم» بفارق ضئيل، كما صرّح بذلك رئيس تحرير المجلّة، ريك ستنجل؟

من تكون هذه التي نافست رئيس شركة ياهو (Yahoo) ماريس ماير، ورئيس شركة «أبل» (Aple) تيم كوك؟ من تكون هذه التي فاقت الرئيس المصري محمد مرسي وهيلاري كلينتون في الاستفتاء المذكور؟

من تكون هذه التي وضعت جنباً إلى جنب من حيث المنزلة لهذا العام مع العالمة في المجال النووي فابويلا جيانوتي لكي تنافسها على شخصية العام 2012؟

من تراها تكون غير مالالا يوسف زاي، زهرة من باكستان، أينعت رغم قساوة الجبال في وادي سوات، وتألّقت باسمها الذي يضمّ ثلاث أدوات نفي بلغتنا العربية (ما، لا، لا) فمقاطع اسمها عنوان أو صيحة رفض عربية بلسان باكستاني؛ رفض أفكار طالبان في وادي سوات، طالبان الذين منعوا البنات من حقّهنّ الإلهي في النور والمعرفة، ولأنّ مالالا يوسف زاي نشطت ضدّ أفكارهم دفاعاً عن حقوق المرأة في التعلم، وناضلت فعلاً وقولاً، فارتادت المدرسة ولسان حالها يقول: ما كنت أرضى بالجهل والعالم من حولي نور.. لا أرضى بغير العلم نوراً بين هذه القبور.. ولا أسكت عن حقّي يوماً على مرّ العصور.

ولأنها كذلك، قام رجال مسلّحون من طالبان في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، باعتراض مسار الحافلة التي تقلّ مالالا وعدداً من الطالبات اللواتي يتلقّين تعليمهنّ في مدرسة حوشكال الحكومية، حيث اقتحموا الحافلة وأطلقوا النار عليها ليصيبوها في منطقة الرقبة إلى جانب إصابة فتاتين بجروح خطيرة. لكن من ألطاف الله أنّ ثلاثتهنّ بقين على قيد الحياة شاهدات على عام من الإرهاب.

نعم. أعلنت الأمم المتحدة بكل فخر العاشر من نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً لمالالا، تكريماً لها، وحظيت الفتاة بتعاطف عالمي من الكبار والصغار الذين خرجوا في مظاهرات في شتى مدن العالم وأشعلوا الشموع وأدانوا الهجوم على مالالا وصلّوا من أجلها حتى تتعافى.

لكن، وبالمقابل: هل ستقرّ الأمم المتحدة يوم أوباما العالمي؟ كلاّ وألف كلاّ.

هل سيحظى رئيس شركتي «ياهو» و»أبل» بكل الحبّ والتعاطف الذي حظيت به مالالا؟ كلاّ وألف كلاّ.

هل ستخرج المظاهرات في شتى مدن العالم وتشعل الشموع وتقول نعم لمحمّد مرسي في الاستفتاء على الدستور؟ كلاّ وألف كلاّ.

مالالا هي حقّاً شخصية العام 2012؛ فلقد تحوّلت إلى رمز، إلى أسطورة سيضمّنها الشعراء قصائدهم، والرسامون لوحاتهم بما هي رمز عالمي ضدّ الجهل والتخلّف.

في الاحتفال الأول من يوم مالالا العالمي، في نوفمبر الماضي، شارك المبعوث الأممي، وحمل معه عريضة فيها توقيع أكثر من مليون شخص في العالم دعماً لمالالا وإدانة لإرهاب الأطفال.

إنّ شخصيّة بهذا الحجم والتأثير في وسائل الإعلام، وفي كواليس الأمم المتحدة، لا تستمدّ إشعاعها من اختلاف أغلب الناس مع منهج طالبان وإنما من إرادتها الحديدية التي تحدّت بها هذه الجماعة.

مالالا يوسف زاي بلا منازع شخصية العام 2012، تعيد توجيه اهتمامات العالم نحو مواجهة الجماعات المتطرفة فكرياً وإعلامياً، وتدعو إلى إعادة النظر والتفكير في طرق مواجهتها، لأنه تأكّد بما لا يدع مجالاً للشك، أن التعامل بالعنف معهم لا يولّد إلا العنف، واسألوا من قاد الحملة على أفغانستان ثم العراق واليوم يؤججون نار الفتنة في سورية: ماذا جنينا من وراء ذلك، هل انتهى تنظيم القاعدة؟ هل توقفت اعتداءات طالبان أفغانستان؟ هل دارُ السلام في سلام؟ وهل ما ينتظر سورية، وقد انتشر السلاح والخراب بين أيدي الجميع، أفضل مما كانت عليه؟

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3762 - الإثنين 24 ديسمبر 2012م الموافق 10 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:32 م

      كلنا ملالا

      ملالا هي شخصية العام وأما البقية فيكفيهم فخرا أنهم نافسوها

    • زائر 7 | 11:54 م

      العام 2012

      والله عاد هو عام كغيره لم يبرز فيه سوى نجوم السياسة لأن الإعلام منصب عليهم
      لكن الحق مالالا أحق باللقب

    • زائر 6 | 3:04 م

      شخصية العام

      الحق أن بشار الأسد هو شخصية العام لأنه لم تنقطع الأخبار عنه وعن سوريا يوما واحدا بل نشرة واحدة من نشرات الأخبار

    • زائر 5 | 7:45 ص

      وكيف السبيل إلى محاورتهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      مالالا يوسف زاي بلا منازع شخصية العام 2012، تعيد توجيه اهتمامات العالم نحو مواجهة الجماعات المتطرفة فكرياً وإعلامياً، وتدعو إلى إعادة النظر والتفكير في طرق مواجهتها، لأنه تأكّد بما لا يدع مجالاً للشك، أن التعامل بالعنف معهم لا يولّد إلا العنف،

    • زائر 4 | 4:57 ص

      ملالا

      مالالا هي حقّاً شخصية العام 2012؛ فلقد تحوّلت إلى رمز، إلى أسطورة سيضمّنها الشعراء قصائدهم، والرسامون لوحاتهم بما هي رمز عالمي ضدّ الجهل والتخلّف

    • زائر 3 | 4:27 ص

      مالالا يوسف زاي بلا منازع شخصية العام 2012،

      أوافق وبشدة على كونها شخصية العام 20121

    • زائر 2 | 12:37 ص

      bahraini

      السلام عليكم ،،موضوع فعلا صائب وبه كثير من التأمل والاراده ،،شكرا ثانيه

    • زائر 1 | 10:31 م

      سلمت أصابعك

      والله فيما قلت كير من الحق جازاك الله خيرا

اقرأ ايضاً