اعتبر الدكتور هاني مهدي حسن أن مشاكل العمود الفقري والآلام التي تصيب أسفل الظهر باتت من أبرز أمراض القرن الواحد والعشرين، مشيراً إلى أنه في السابق كانت تقتصر فقط على كبار السن، أما في وقتنا الحالي فإنها تصيب الشباب وصغار السن أيضا.

وأوضح رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الكندي التخصصي، أن السبب يكمن في تطور وسائل الراحة والمواصلات، وقلة ممارسة الأنشطة الرياضية أو ممارستها بشكل غير سليم وأداء أنشطة الحياة اليومية بطرق غير صحيحة مما يؤثر في النهاية على الجسم وصحة العمود الفقري، مبيناً أن دور التوعية مهم للوقاية من آلام أسفل الظهر والحماية من مشاكل العمود الفقري.

وأشار الدكتور حسن إلى أن المشاكل التي تصيب منطقة أسفل الظهر تتركز عند الفقرات القطنية أو العجزية ومنطقة الحوض، وقد تكون على شكل آلام مركزية موضعية، أي تصيب منتصف منطقة أسفل الظهر أو قد تكون على شكل آلام انتشارية تمتد من منطقة أسفل الظهر إلى جانبي الجسم وحتى أسفل القدمين، مبيناً أنه وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية أن الإنسان معرض للإصابة بآلام أسفل الظهر، ولو لمرة واحدة فقط في حياته.

أما أعراض آلام أسفل الظهر، فإن الدكتور هاني مهدي حسن يلخصها في عدة نقاط، أبرزها وجود آلام حادة في منتصف منطقة الظهر يصاحبها تقلصات أو شد عضلي، وقد تمتد هذه التقلصات إلى منطقة أعلى الظهر، إضافة إلى آلام على جانبي منطقة أسفل الظهر ومنطقة الحوض، وآلام حادة ووخزات أو شعور بالثقل أو الحرارة في الساقين أو القدمين مصاحبة لآلام الظهر، علاوة على آلام في منطقة أسفل الظهر أو الساقين عند الاستيقاظ من النوم، والجلوس والوقوف والمشي أو الانحناء إلى الأمام.

وتطرق رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الكندي التخصصي إلى الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بآلام أسفل الظهر، مبيناً أن ممارسة أنشطة الحياة اليومية بطريقة خاطئة وعدم مراعاة الوضعية الصحيحة للعمود الفقري في المنزل والعمل أو قيادة السيارة من بين تلك الأسباب، متابعاً: “إضافة إلى كثرة الانحناء إلى الأمام في حالتي الوقوف أو الجلوس، وحمل الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة، كما يعتبر ضعف عضلات البطن والعضلات العميقة المثبتة لفقرات العمود الفقري من أسباب آلام أسفل الظهر”.

في الوقت الذي اعتبر فيه الدكتور أن أمراض العمود الفقري بدورها تسبب آلام أسفل الظهر، على غرار الالتهابات أو تآكل فقرات العمود الفقري، والانزلاق الغضروفي، وهشاشة العظام أو الأورام السرطانية، علاوة عن زيادة الوزن.

واعتبر الدكتور هاني مهدي حسن أن أفضل سبل الوقاية من آلام أسفل الظهر، تبدأ بالمشي بانتظام لمدة 15 إلى 20 دقيقة مرتين أو ثلاث يومياًّ، للتخفيف من زيادة الوزن الذي يؤثر على أنسجة الظهر، إلى جانب تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، وفي حال الضرورة فإنه ينصح بأخذ فاصل من المشي كل 20 دقيقة لتغيير وضعية الجسم.

ويضيف الدكتور: “يجب على الشخص تجنب الجلوس بشكل منحني للأمام، كما يجب أن يكون طول المكتب أو المنضدة مناسباً، لكي لا يميل الظهر أكثر من اللازم”، مشيراً إلى أنه في حال وضع وسادة صغيرة أثناء الجلوس ما بين أسفل الظهر والكرسي يجب مراعاة أن يكون حجم الوسادة مساويا للفراغ.

وينصح الدكتور هاني مهدي حسن بتجنب الانحناء للأمام أثناء العطس أو الكحة، مبيناً أن ذلك يتم من خلال القبض على عضلات الظهر والبطن قبل العطس أو الكحة، إلى جانب ضرورة الابتعاد عن القراءة أو مشاهدة التلفاز في وضعية الاستلقاء على السرير، إذ إن ذلك يتم في الغالب عبر وضعية سيئة للظهر.

في الوقت الذي اعتبر فيه أن السباحة من الرياضات المفيدة والآمنة للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، حيث تساعد قوة دفع الماء لأعلى على التقليل من الضغوط على أسفل الظهر، كما أن تعريض الظهر لتيارات الهواء ومحاولة تجنب التغييرات المفاجئة للجو يؤدي إلى التقليل من الآلام.