ولعه وحبه دفعه للبحث والقراءة عن الزراعة بدون تربة في الانترنت، فتنامت الأفكار لديه لاستخدام التقنية الحديثة في الزراعة، فقام بتجربة صغيرة على زراعة الطماطم بدون تربة، وبعد نجاحها قام بتعميمها، وإنشاء شركة تسنيم، متخصصة في الزراعة الحديثة التي تعتمد على التقنية.

صاحب الأعمال هاني النصيف، أراد أن يبدأ مشروعه الزراعي باستخدام التقنيات الحديثة والزراعة بدون تربة، فحقق قصة نجاح يمكن أن تكون نموذجاً للنجاح في الزراعة الحديثة بمملكة البحرين.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة «تسنيم» هاني النصيف في حديث إلى «الوسط»، إن الزراعة بدون تربة ستحدث تطوراً كبيراً في القطاع الزراعي على مستوى الإنتاج والجودة والتقنيات والمساهمة في التنمية الاقتصادية إلى جانب المساهمة في الأمن الغذائي لمملكة البحرين

وأضاف «الزراعة بدون تربة سيكون لها دور في خلق وظائف للجنسين (المرأة والرجل) في القطاع الزراعي الذي يعاني من عزوف المواطنين عنه بسبب الصورة القديمة التي خلقتها الزراعة التقليدية عن طبيعة العمل.

وشركة «تسنيم» هي شركة بحرينية متخصصة في التقنيات الحديثة للزراعة بدون تربة، وكذلك إنشاء البيوت المحمية الزراعية باستخدام تقنيات متطورة حديثة والتي تقع في قرية أبوصيبع، ولها معرض دائم لإطلاع الجمهور على آخر تقنيات الزراعة الحديثة بدون تربة وأنواع البيوت المحمية وشراء المحاصيل الزراعية مباشرة بطريقة القطف المباشر من البيوت المحمية ومن المزروعات الخضرية مباشرة من الماء، ويعتبر المعرض الأول من نوعه في البحرين في هذا المجال.

وذكر النصيف أن الشركة تزرع في الوقت الحالي 12 منتجاً، وكل منتج فيه عدة أنواع، وتخطط الشركة إلى زراعة أنواع أكثر والتوسّع في المستقبل وفق استراتيجية مدروسة، لإنتاج محاصيل وفيرة في غير موسمها».

وعن كفاءة التقنية الحديثة، ذكر النصيف أن مساحة ألفي متر مربع، بالطريقة التقليدية ستزرع 10 آلاف نبتة، أما بالطريقة الحديثة يمكن زراعة 35 ألف نبتة، في المساحة نفسها، وهو فارق في الإنتاج بنسبة تصل إلى 70 في المئة؛ إذ إن الزراعة تكون بشكل عمودي أو رفوف.

وتحدّث هاني النصيف عن حاجة القطاع الزراعي في البحرين إلى مزيد من الدعم. وقال، إن التحوّل من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الحديثة مكلف نوعاً ما، وقال: «الزراعة بدون تربة تحتاج إلى كلفة وبحاجة إلى تمويل ودعم على عدّة مستويات».

وأكد أهمية دعم المنتج الزراعي المحلي، وخصوصاً في فترات المواسم التي تمتلئ فيها الأسواق بالمنتج الأجنبي، بحيث يتمكّن المزارع من تسويق منتجاته، والمستهلك يستفيد من مختلف العروض.

وقال: «وجدنا اهتماماً من الجهات المعنية في الدولة في هذا المجال». وأعرب عن شكره لوكيل وزارة الزراعة لشئون الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة، لافتتاحه المعرض الدائم لشركة تسنيم في أبوصيبع في 23 يناير/ كانون الثاني 2013.

الزراعة بدون تربة

من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة تسنيم قاسم محمد، إن الزراعة بدون تربة هي تحوّل في الوعي الزراعي من أدواته التقليدية إلى أدوات حديثة تعتمد على المنهج العلمي وتتجاوز أزمة ندرة المياه والتربة عبر التقنية الحديثة، موضحاً أن الزراعة بدون تربة هي استخدام أي وسيلة من شأنها زراعة وتنمية النباتات بدون دخول الأرض كوسط للزراعة؛ إذ تزرع النباتات بمعزل عن التربة ما دام النظام المتبع يسمح بتدعيم النبات وتوفير الماء والعناصر الغذائية اللازمة للنمو.

ورأى أن القطاع الزراعي في البحرين يواجه تحديات كمساحة الأراضي الزراعية، وقلة المياه، وانحسار الموسم الزراعي، وما تشهده البيئة من معدّلات تبخر عالية، ومنافسة المنتجات الزراعية الأجنبية.

وأكد الحاجة إلى تقنية الزراعة من دون تربة وهي نمط زراعة يعتمد على توظيف التقنيات الحديثة في الزراعة وتهدف إلى الوصول إلى أقصى إنتاجية ممكنة لوحدة الماء ووحدة المساحة؛ ما يعني أن المزارع سيتحوّل من دوره العملي التقليدي إلى دور تقني متطور لإنتاج محاصيل ذات نوعية وجودة عالية خارج موسم الزراعة. منوهاً إلى أن الدراسات أثبتت جدواها الاقتصادية في معظم دول العالم بسبب تغلبها على الكثير من معوّقات الزراعة في المياه والمناخ والأراضي وضعف خصوبة التربة بالإضافة إلى أنها تمثل أحد الحلول المطروحة لحل مشكلة الإنتاج للمحاصيل.

مميزات الزراعة بدون تربة

وقال، إن للزراعة بدون تربة الكثير من الميّزات أهمها الإنتاجية المرتفعة والاستخدام الأمثل للمياه ومساحة الأرض، إلى جانب استخدام مساحات زراعية أقل، إضافة إلى الإنتاج في أراض غير قابلة للزراعة، وإنتاج المحاصيل الزراعية بجودة عالية.

وأضاف «ومن ميّزات تقنية الزراعة بدون تربة التحكّم الدقيق بالريّ والتسميد ومعالجة الوسط الغذائي والأمراض والأوبئة بسرعة وكفاءة عالية؛ ما يساهم في زيادة كفاءة التغذية وقلة التكاليف على المدى البعيد».

وكذلك، قلة الاحتياجات العمالية لغرض خدمة وتحضير التربة من حراثة وغيرها من العمليات المتبعة في الزراعة التقليدية، إلى جانب سهولة وكفاءة عملية الري التي تتم بشكل دقيق جداً وضمن احتياجات النبات ودون هدر في العناصر نتيجة زيادة معدّلات الاستعمال أو نقصان نتيجة قلة التسميد.

النظرة المستقبلية للشركة

وقال، إن الشركة في صدد توسعة المشروع والمعرض الحالي نظراً للإقبال الجماهيري الكبير على زيارة المعرض وشراء المنتجات الزراعية الطازجة من خلال القطف المباشر من المزرعة وتتطلّع الشركة إلى استغلال معظم المساحات المتوافرة في المزرعة لبناء محميات إضافية لزراعة أصناف أخرى متنوعة من الخضروات والفواكه لفتحها للجمهور. كما أن الشركة في صدد إدخال تقنيات زراعية مائية أخرى بدون تربة كالزراعة الهوائية AEROPONIC والزراعة بالأسماك AQUAPONIC والمساهمة في تدريب المزارعين على تطبيق التقنيات الزراعية المائية بدون تربة.