العدد 3820 - الأربعاء 20 فبراير 2013م الموافق 09 ربيع الثاني 1434هـ

مجموعة العشرين الاقتصادية وسوق السندات

يتمثل موضوع الخلاف في اعتقاد البعض أن اليابان تهدف إلى الوصول بالين الياباني إلى سعر أقل لتحقيق مزية تنافسية لصادراتها. وقد يكونوا محقين في هذا الاعتقاد (حيث تعاملت شركة آبي آند كومباني بمنتهى الشفافية في هذا الصدد قبل أعمال منتدى دافوس)، ولكن إذا كان المدَّعون يتوقعون في الأساس أن ما من شيء سيهدّئ روعهم سوى الإنكار، فهم دون شك مخطئون.

فاليابان أبعد ما تكون عن صوغ السياسة النقدية بمفردها على المستويات الطارئة؛ فضلاً عن أنها تضع هدف تحقيق الاستقرار في بعض الظروف الاقتصادية غير العادية نصب أعينها، وهذا بالتحديد ما أقرّته مجموعة السبعة/ مجموعة العشرين، إلا أن هذا ما دفع العملة إلى التراجع الحتمي؛ إذ حُرم المستثمرون من اختزان القيمة. لا يمكن أن تكفل القيود التي يفرضها الاستقرار المستقبلي للأسعار تحديد نقطة معينة يتشكل عندها ناتج السياسة الراهنة لأن ذلك مجرد درب من دروب الحدس، وخصوصاً في هذه اللحظة التي تبنَّت فيها اليابان «تكهناً» غير ملائم وعدلت عن طريق اتباع السياسات التي تعتقد الحكومة في أنها تبعث على الشعور بالتفاؤل بدفع اقتصادها إلى الأمام وانتشاله من مستنقع الركود بعد عِقدين من الإخفاق.

لا يوقف ذلك محاولات المدعين بالقطع، كما يبدو أن الاتحاد الأوروبي متورط أيضاً في مشاحنة منفصلة مع الولايات المتحدة كما أوردت وكالة رويترز (ليس ثمة مفاجئات خلف هذا الستار). لقد بات جليًّاً أن ألمانيا والبنك المركزي الأوروبي يدفعان الولايات المتحدة إلى الالتزام بعهود تخفيض النفقات التي قطعتها على نفسها العام 2010، بيد أنه ليس من العجيب عدم رغبة الولايات المتحدة في التعجيل بخطط التقشف إلى هذا الحد.

ومع ذلك، لايزال الحزن الدائم الذي يخيم على بيانات منطقة اليورو يعطي بارقة أمل في تخفيف الاتحاد الأوروبي لحدّة لهجته الرامية لاتباع «سياسة تقشفية»؛ وذلك ما لخَّصه عضو البنك المركزي الأوروبي، ينس ويدمان، في التصريح الذي أدلى به في وقت لاحق عندما سُئل عن عجز فرنسا الواضح عن تحقيق هدفها لهذا العام حين ذكر أنه لابد من اتخاذ المزيد من الإجراءات، شريطة أن تكون فرنسا وألمانيا «مسئولتين خصوصاً عن الالتزام بقواعد الموازنة الخاصة بالاتحاد الأوروبي». وقد يكون هذا غير صريح ومباشر إلى حد كبير: فقد جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي من أنحاء أوروبا كافة هذا الأسبوع مروّعة ومناقضة للتصريحات الأخيرة القائلة بالثقة في أن «بوادر التحسن» التي تلوح في الأفق، والشعور المتنامي بخيبة الأمل قد صارا واضحين للغاية.

نيل ميلور

«بي إن واي ملن»

العدد 3820 - الأربعاء 20 فبراير 2013م الموافق 09 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً