العدد 3832 - الإثنين 04 مارس 2013م الموافق 21 ربيع الثاني 1434هـ

أليس في بلد العجائب

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

قيل لأليس إن هناك بلد العجائب تدعى دلمون. فقالت أليس: وما هي أعاجيبها؟ فقيل لها إن بها الكثير الكثير من العجائب! أولاً أنها تتفجر بالينابيع في البر والبحر، حيث يمكنك أن تستخرجي الماء العذب وسط أجاج مياه البحر المالحة... ولذا سُمّيت باسم البحرين.

لكن أليس عندما هبطت أرض البحرين، وجدت أن عيون الماء العذبة قد غارت ولم يبقَ من آثارها سوى سواقٍ جافة.

وقيل لأليس: إن دلمون تُدعى بأرض المليون نخلة، تكسوها غابات النخيل والأشجار المثمرة، لكن أليس عندما حطّت رجلها بأرض دلمون لم تجد سوى جذوع النخل الميتة.

قيل لأليس: إن بحار دلمون تزخر باللآلئ والدانات، لكنها عندما سألت عن اللآلئ لم تجدها، بل إنه حتى دوار اللؤلؤة قد اختفى.

قيل لأليس: إن شواطئ دلمون نظيفة كالفضة، تحيط بثلاثٍ وثلاثين جزيرة حالمة، لكن أليس عندما حاولت الوصول إلى الشاطئ وجدت جدران الأسمنت الصمّاء تحول بينها وبين البحر.

قيل لأليس: إنها أرض الخلود وجنّة الله على أرضه، حيث الكل في حبورٍ وسعادة، لكنها وجدت الكلّ في ألم وحزن ومعاناة. وقيل لها إن بها شجرة الحياة كرمزٍ للخلود، لكن شجرة الخلود أضحت يابسةً تشكو من جور الزمان.

قيل لها أيضاً إن بها عين ماء تُدعى عذاري، تفجّرت مياهها كما تقول الأسطورة عندما استغاثت امرأةٌ بربها لتسقي ابنها العطشان، فاستجاب لها ربها، وتفجّرت الأرض بالمياه، لكن أليس لم تجد عين عذاري ولا سواقيها.

قيل لها إن شعب دلمون متحاب بين أبنائه، يسوده العدل والتآزر، لكن أليس وجدت خليطاً من أجناس الأرض، هم في حذرٍ من بعضهم البعض. وقيل لها إن دلمون بلد الأمن والأمان، لكن أليس وجدت الشرطة المدجّجة بالسلاح عند كل زاوية.

قيل لأليس الكثير، وكان ذلك صحيحاً فيما مضى، لكن أليس استغرقت عقوداً حتى شدّت الرحال إلى أرض دلمون، فلم تعد دلمون كما كانت ولم يعد شعب دلمون كما كان... وهذه هي الأقدار، فمتى تستعيد دلمون نفسها من جديد؟

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3832 - الإثنين 04 مارس 2013م الموافق 21 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:57 ص

      نعم كانت جنه الخلد

      الان اصبحت جحيم الخلد لا تستطيع ان تبارح مكانك الئ وسئلت من اين انت ومن اى منطقه شوارع البديع فى الماضى مشجره بلوز والنخيل دوبك ترى الشمس من كثره الاغصان اليوم حواجز وتعطيل وازدحام بربك اقنعنى هادى الحواجز التى بلقرب من الاشاره الضوئيه شنوا فاتدتها بس لازدحام بقلى كشان وكششان

    • زائر 11 | 4:50 ص

      با ختصار جدا

      مسكين انت يا خوى معدرتأ كل واحد على قد فهمه الى الامور الاستاد كلامه جميل ولكن معدرتأ على الدى يفهم ويفصح ويدقق فى الامور الامس القريب رجع الجار مفزوع بسرعه سئلته ايش يابو خالد اشفيك فقال الباب ما قفلته فتبسمت فتعجب منى فقال لم اقصدك انت جار العمر بس كنت خايف فقلت له يا بو خالد معاك حق كنا فى الماضى كل جيران الفريج ابوابهم مفتوحه على بعض وامان اليوم اتحداك اترك الباب ساعه وارجع بيتك نظيف لا تتسرع على انتقاد الاخرين

    • زائر 10 | 4:43 ص

      أوضح لنا يا استاذ

      أي أليس تقصد؟
      لأن أليس عن أليس يفرق.
      هناك أليس تنطق بالحق .. وهناك أليس تنطق بحسب قيمة الأجرة المدفوعة.
      فأيهما تقصد؟

    • زائر 9 | 3:58 ص

      واأسفاه على ما مضى

      وقال الواصفون بها كثيراً وخير الوصف ما شافت أليسا

    • زائر 8 | 2:06 ص

      اوال

      اوال اوال كم ستقاسين من الاهوال وهذا ماذكر فكم سنقاسي الم يكفهم مافعلوا بها فوالله اقرحت قلب الحجر الاصم

    • زائر 7 | 1:23 ص

      الآن اصبح الهدف تدمير الانسان البحريني

      بعد تدمير البيئة والموارد الطبيعية جاء الآن دور تدمير الإنسان البحريني وهويته
      فوتيرة التدمير زادت منذ 14 فبراير للخوف من أن يوقف الانسان البحريني هذا
      التدمير فقبل ان يتمكن من ذلك هاهم يحاولون تدمير كل شيء يمت لهذا الانسان
      صاحب الحضارة العريقة

    • زائر 6 | 12:18 ص

      ضربت على الوتر الحساس، قبل فترة قصيرة فقط.. كانت الشواطئ الجميلة تحيط البحرين والقرى تطل على البحر الجميل

      هذا البحر الذي وجد المواطن فيه الرزق والجمال والعلاج الجسدي والنفسي لكثير من الهموم. أتذكر نسيم البحري وصوت الامواج الجميلة وهي تداعب الساحل ذات الرمال السحرية. كان أبي بحارا وكنت أذهب معاه البحر ليلا ونهارا، حتى اصبحت اعشق البحر. هذا البحر الذين يعتبر من اجمل النعم الطبيعية وأكثرها بركة واحساسا ونعومة ورقه.
      اليوم يا دكتور لا يكاد يمر يوما دون تتساقط فيه أدمعي كلما رأيت الوحوش الاسمنتية القبيحة التي لوثت البحر والبيئة وخنقتنا بعبرتنا. ما أقول يا دكتور إلا المشتكى لله.

    • زائر 5 | 12:15 ص

      هذه الحقيقة ياأستاذ

      هذه فعلا الحقيقة ياأستاذ فاالمخضرمين يعرفون ذلك فقبل عشرين سنة كيف كانت دلمون جنة خضراء من البساتين والنخيل والخضرة والمر والعيون أين هي الآن أملاك خاصة لمتنفذين

    • زائر 3 | 11:22 م

      مقال جميل و معبر عن الحقيقة بعكس ما دكر من الزائر 1

      مقال جميل و معبر عن الحقيقة بعكس ما دكر من الزائر 1

    • زائر 2 | 10:22 م

      ابو كرار

      قيل لأليس ان بها شعب لاينقطع الامل منه وهو مثابرا لايتوقف حتى يحقق مايريد
      نعم فتفاجأت أليس من هذا الامل الغير متناهي وبالصبر على الالم يبتسمون ودموعهم في اعينهم

    • زائر 1 | 9:43 م

      صبحك الله بالخير .. أولاً .. ما ادري أي أليس تقصد !!!! ولكن

      اسمح لي يا استاذنا بأن أقول لك بأن كل ما ذكرته خطأ لأنك تنظر وانت على الأرض فقط ولذلك لا ترى كل ما قالوا عن دلمون، ولأننا لا نركب الطائرات إلا نادراً فإننا ننظر مثلك أيضاً وللتأكيد بأن كل ما قلته وكل ما نراه خطأ، ارجع إلى الصحف قبل شهر تقريباً أو أكثر واقرأ ما قالته ضيفة دلمون المشهورة (كركشان) عندما طللت من دريشة الطيارة وصرخت بأعلى صوتها وقالت (يا إلهي) أنزلوني بسرعة على أجمل بقعة على كوكب الأرض !! وأقول لك يا أستاذنا إذا أردت أن تكتب مرة ثانية فتسلق جبل الدخان لكي ترى من العلالي وشكراً

اقرأ ايضاً