العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ

لماذا تستكثرون على شعب البحرين العيش الكريم؟

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في أحد مواقفه الشجاعة التي تدلّ على الكثير من الحكمة والبلاغة والحصافة وبعد النظر: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته». هذه المقولة ذات العمق في المعنى والدلالات تحتاج ربما إلى كتاب أو ربما كتب في علم السياسة والاجتماع والاقتصاد لشرحها وتحليلها، ولكن باختصار شديد جداً لدلالتها هو ان الإمام علياً رضي الله عنه يقول لكل من يعنيه الأمر بما معناه: ان الفقر هو المدخل والسبب الرئيسي للفوضى المجتمعية والمتمثلة في التفكك الأسري والفساد وانتشار الرشوة والبغاء والتسيب الوظيفي وضياع الشباب... وبالتالي انهيار المجتمع ومؤسساته. وعكس ذلك فإن العيش الكريم للإنسان يجنب المجتمع الفوضى والاضمحلال.

أتعلمون ان سبب الثورات التي حدثت في الغرب والشرق وكان آخرها الربيع العربي هو ما كان يعنيه الإمام علي رضوان الله عليه من مقولته المأثورة.

يتوجب على الجميع، وبالذات من يعنيه الأمر في البحرين، أن يقف وقفة جادة أمام ما قاله سيدنا علي رضي الله عنه من حيث الأسباب والدلالات والتوقيت الذي قيلت فيه تلك العبارة، ويربط ذلك بموقف الحكومة الرافض لتحسين أوضاع شعب البحرين المعيشية من جهة وتقاعس «نواب الشعب» عن الضغط الفعال على الحكومة من خلال عدم استخدامهم للأدوات البرلمانية المتاحة لهم لمساءلة ومحاسبة الحكومة على رفضها، بل لامبالاتها بأوضاع المواطنين المعيشية المتردية من جهة أخرى! وعلى من يعنيه الأمر أن يقرأ جيداً من بين وخلف وفوق وتحت السطور قبل خراب البصرة!

إنني لن أدخل في حسابات اقتصادية بشأن أسباب رفض الحكومة لتحسين أوضاع المواطنين المعيشية والتي نسبها وزير المالية في اجتماعه مؤخراً مع النواب الأشاوس إلى العجز المالي! الذي سوف تصاب به موازنة الدولة ويجر ذلك الويلات على البلاد والعباد، لأن هذا ليس مجاله هنا، ولأن مسألة العجز المالي مقابل تحسين الأوضاع المعيشية تحتاج إلى دراسات معمقة والحكومة لا تملك تلك الدراسات وليس عندها الإرادة للقيام بذلك، وهو - أي العجز - نتاج لسياسات خاطئة، لأن سياسات الحكومة وكما تعلمون عبارة عن ردة فعل وليس الفعل نفسه!

أضف إلى ذلك أن المواطن البحريني وهو الذي يهمنا أمره هنا والذي يسمع ويقرأ يومياً عن ملايين الدنانير التي تتطاير من فوق رأسه والتي تصرف على الحفلات والدورات والمهرجانات والسباقات والقائمة تطول... كيف تريدونه أن يصدّق ذلك! كيف تريدون المواطن أن يصدّق والبحرين الدولة الخليجية الوحيدة التي بها ثلاثون وزيراً، ومع الأسف ليس لديّ إحصائية عن المستشارين، وكل وزير يتم إعفاؤه لهذا السبب أو ذاك يصبح مستشاراً أو سفيراً «والحسّابة تحسب»!

كيف تريدون المواطن تصديقكم بالنسبة للعجز وهو لايزال يتساءل عن مصير أكثر من ستين، نعم أكثر من ستين كيلومتراً مربعاً من المخزون الاستراتيجي لأراضي البحرين التي وُزّعت على عددٍ من المتنفّذين لا يتجاوز أصابع اليدين وربما اليد الواحدة. اسألوا رئيس مجلس النواب ونواب الشعب المغاوير عن مصير التقرير البرلماني الذي كشف عن المستور في نهاية العام 2010!

كيف تريدون المواطن أن يصدّقكم بعد أن يقرأ في الصحافة والمواقع الالكترونية وعلى مدى السنوات العشر الماضية من عمر المشروع الإصلاحي ما تتضمنه تقارير ديوان الرقابة الإدارية والمالية العتيدة من مخالفات قانونية وتجاوزات إدارية ومالية يشيب لها شعر الوليد دون أن يُتخذ أي إجراء قانوني رادع لمن أهدر المال العام واستولى عليه من غير وجه حق.

هل تريدون أن يصدّقكم بعد أن عرف حجم الفروق في سعر البترول والفائض من دخل البترول ومشتقاته والتي تزيد على 500 مليون دينار! هل تريدون أن يصدّقكم بعد أن عرف ما عرف عن الفساد في شركة ألبا وطيران الخليج ومستشفى الملك حمد...إلخ. هل تريدون أن يصدّقكم بعد أن عرف كل هذا بأن موازنة الدولة تعاني من عجز، وفوق كل هذا وذاك هل تريدونه أن يصدّق بأن البحرين دولة محدودة الموارد كما يُروّج لذلك! ضعوا يا سادة قلماً وورقةً واحسبوا الملايين من المال العام التي أكلها الفساد والهدر، حتى طفل الروضة سوف يعمل «الحسبه»! وبعدها تعالوا لنتكلم عن العجز.

لا ومليون لا. المواطن لن يصدّقكم، ومصداقاً لما قلت أدعو الوزراء للنزول من برجهم العاجي والتوجه إلى أهل الديرة البسطاء وليس إلى المنافقين وجماعة «البطاقات المدفوعة الأجر سلفاً» وهم كثر هذه الأيام والعياذ بالله، والتحدّث مع أهل الديرة مباشرةً وسوف يعرفون الحقيقة المرّة عن أوضاعهم وكيف يعيشون وماذا يأكلون. ودعوني أذكّركم بزيارة سمو ولي العهد قبل نحو عقد من الزمان إلى قرية المقشع، أتذكرون فحوى ما قال سموه: لم يكن يتوقع أن يكون في البحرين ما رآه في قرية المقشع! وللعلم ما هو موجودٌ في المقشع موجودٌ في البسيتين القديمة وكرانة والحالة ومهزّة والبديع وبوصيبع وفرجان المحرق وأينما تولي وجهك في البحرين. واسألوا وزارة التنمية والجمعيات الخيرية عن قوائم الأسر المعوزة التي تتسلم مساعدات، والأسر التي على قائمة الانتظار إن كنتم لا تعلمون.

إن البحرين ليست دولة محدودة الموارد كما يُشاع عنها عمداً. البحرين هي الدولة الخليجية الوحيدة ذات مصادر الدخل المتعدّدة، واسألوا خبراء الاقتصاد واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «اسكو» التابعة للأمم المتحدة. أكاد أجزم بأن حكومة البحرين قادرة إن أرادت بما تملكه من موارد ومصادر دخل ودون «مارشالات»، أن تحقّق العيش الكريم للمواطن، ولكن في ظل سوء التخطيط وعدم المبالاة باحتياجات المواطنين وسوء إدارة المال العام والهدر غير المبرّر له والاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة كما عرضته تقارير ديوان الرقابة التسعة العتيدة وفي مجلس نواب لا حول له ولا قوة، يبدو أن الأيام الجميلة لن يراها أو يعيشها المواطن في الدنيا، ربما بعد مماته.

إن شعب البحرين الأبي الذي التحم مع الحكم في المنعطفات التاريخية ونذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر تصويته بالإجماع على عروبة البحرين واستقلالها ضد الأطماع الإيرانية في العام 1970 وتصويته بشبه إجماع على ميثاق العمل الوطني واحتفاؤه غير المسبوق والاستثنائي بالملك في سترة والمحرق مع تدشين المشروع الإصلاحي، يستحق أن يعيش مرفوع الرأس وليس مكسور الظهر! بل يتوجب أن يقام له نصب تذكاري في أحد المناطق الحيوية في البحرين تكريماً له. هذا الشعب الكريم لن يقبل بالمكرمات وفتات الموائد بعد الآن، وهو يطالب بأبسط حقوقه المشروعة في التوزيع العادل للثروات والعيش الكريم. وحذار ثم حذار من الاستهانة بإرادة الشعوب وغضبها عندما تكون في وضعٍ ليس لديها ما تخسره.

الحكام في بلدان الربيع العربي لم تنفعهم أموالهم ولا جيوشهم ولا أجهزتهم الأمنية القمعية التي لا تحصى أمام انتفاضة الشعوب ضد الذل والقهر والفقر. فمقولة سيدنا علي رضي الله عنه لم يقلها من فراغ بل أطلقها للتحذير والتنوير والاتعاظ. واسمحوا لي على الإطالة، فالشعب البحريني يستحق منا الكثير ولو كتبنا عن معاناته سوف نحتاج إلى مجلدات وليس الى مقال فقط... فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 10:49 ص

      الشريف شريف

      والقلم امانه ولكن قله ممن حافظوا عليها امثالك يا عيسى سيار والكثير يعرف طريق الصواب ولكن الطمع والجشع والمغريات جعلتهم يتمسكون بالباطل ويحاربون الحق

    • زائر 24 | 9:28 ص

      والله اصيل عيسى سيار

      نشم من مقالاته ريحة الوطنية والرجل البحريني الاصيل وعساك على القوة دوم

    • زائر 23 | 9:23 ص

      سلمت يداك

      سلمت يداك المرهفات

    • زائر 22 | 7:50 ص

      ودي اصدق يحسين

      لن نقبل ولن نرجع بيوتنا الا بأخذ حقي و محاكمة من زراع الفتنة

    • زائر 21 | 4:16 ص

      البرلمان مايتدخل في الفقر والسبب

      البرلمان مشغول ان حزب الله ارهابي عنده اهم من لقمة محتاج او كسوة محتاج وعلى نياتكم ترزقون.

    • زائر 20 | 4:01 ص

      انظر الفرق لمن تهمه الناس ومن تهمه نفسه

      اذا قرأت لك يا استاذ مقال كله خدمة للناس وتضحياتها ، واذا قرأت لتلك الفئة المتمصلحة ، تحريض وسب وقذف دون تقديم الحلول للناس بل يزيدون الجرح اذى شكرا لكم ولقلمكم الشريف وتعسا لأولئك الشرذمة المتمصلحين الذين اول من سيحاسبون على يد الشعب .

    • زائر 19 | 3:16 ص

      اسمع يابو عبد الله

      كله تمام يافندم . معليك من البحرينين تره عندهم واجد بيزات بس خاشينها حتي يحلبون الدوله .

    • زائر 18 | 3:12 ص

      كيف لايستحق شعب البحرين العيش الكريم وانت منهم

      حقيقة كنت اعرفك من خلال مقالتك وارائك في الصحف ولكنني عرفتك اكثر بعد 14 فبراير كيف لا وانت ابن المحرق الاصلاء فشكرا لك على وطنيتك الصادقة النابعة من عائلتك العريقة الله يحفظك ويحفظ شعب البحرين

    • زائر 17 | 2:43 ص

      انتظر 20 سنة قسيمة من وزارة الاسكان

      استاذ عيسى تدري شنهو ريوقي -افطار الصباح- لمواطن خليجي قرص 20فلس 3 سمبوسات 50 فلس بيبسي 150فلس 220فلس واصبرللغداء كيلولحم 1جينار 500فلس خضار 1كيلو عيش-رز-500فلس سلطة 400فلس والعشى اي شيء والاولاد 500فلس للمدرسة وهم 4اولاد والحسبة 6 دينار و500فلس يوميا واذا طالب الاولاد بزيادة للمدرسة ومتطلباتها تحدث مشكلة لان الراتب 250 دينار وفاتورة الكهرباء والموبيلات نحن فقراء استاذ عيسى متى الفرج؟

    • زائر 16 | 2:39 ص

      ولأن كل المتنفذين والمستفيدين من الوضع الحالي سيقفون عقبة في سلم نيل الحقوق

      هؤلاء الذين يقاتلون في الحوار بما اتوا ويحاولون ان يضعوا العصى في كل ما تطرحه المعارضة هم جزء من هذا المجتمع الفاسد الذي خلقته هذه الحقبة الفاسدة.
      لقد خلقت لنا هذه الحقبة مجموعة من المتنفذين واصحاب المصالح والاطماع
      والانانية الذين هم الآن يحاربون اي اصلاح او تغيير. لأن اي تغيير ولو بسيط سوف
      يمسّ مصالحهم ومخافة المساءلة من اين لك هذا هذه تجعل البعض منه يستميت في الدفاع حتى لا يصحل هذا الشعب على القيل من حقوقه

    • زائر 15 | 2:27 ص

      وزير لكل مواطن

      " وزير لكل مواطن" هذا هو شعار الحكومة حاليا. يبدو انها عجزت عن المشاكل المعيشية للناس فقررت تعين وزير لكل مواطن حتى يقوم على خدمته. هل تريدون افضل من ذلك. (!!) كلما فشل وزير او عجز عن القيام بمهامه لقلة الكفاءة تم تعين وزير اخر لمساعدته باسم وزير دولة. والله شيء عجيب. سلطة ليس لها هيكل تنظيمي تحدد فيه المهام وهو ابسط الامور الادارية. ويتم التعيين لمراضاة فلان وعلان وتحميله على الميزانية العامة المرهقة اصلا.

    • زائر 14 | 2:26 ص

      الأهوال كثيرة

      إستاذنا عيسى سيار فرضة آبائك وآبائي وأجدادك وأجدادي ماسلمت العوين الله.

    • زائر 13 | 2:18 ص

      السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد البلغاء والمتكلمين

      ومن ضمن درره عليه السلام. ولا ترى نعمة موفوره قط وإلا وبجانبها حق مضيع. وهو الحاصل الآن فالمتنفذين ومن باعوا قيمهم ومبادئهم ولم يراعوا الله في مصادر دخلهم سواء من حرام او حلال او على حساب ذلك الفقير. المهم زياده حساباتهم البنكيه. واما الفقير فاليمت من الجوع والقهر.

    • زائر 12 | 1:54 ص

      قل الحق ولو على نفسك

      سلمت وسلمت يداك ياشريف الكلمة والمنطق , نعم وفيت واوفيت فلك الشكر الجزيل . مثل ماقال سيدنا امير المؤمنين عليٍ عليه السلام قل الحق ولو على نفسك

    • زائر 10 | 1:22 ص

      الدولة تسعى للعكس!!

      أستاذي العزيز أقولها لك بأن سياسة الدولة هي سياسة التفقير والتجويع وللأسف الشديد هذه سياسة موجهة ضد فئة معينة من المجتمع البحريني وذلك انتقاما منهم لمطالبتهم بالحقوق المشروعة والعيش الكريم لجميع المواطنين ومما يحز في النفس أكثر إن الفئة الأخرى تقف ضد هذه المطالب وضد أخوانهم في الوطن وضد مصالحهم التي يدافع عنها الغير ويدفع عن ذلك فاتورة باهضه من الدم والحرمان من الحرية والتعذيب والتنكيل والفصل من الأعمال فقط للتخندق الطائفي البغيض من الدولة التي حرمت كل المواطنين من خيرات الوطن

    • زائر 9 | 1:20 ص

      شكرًا لكم

      أولا سلام الله عليك يا ابو الحسن علي ابن أبي طالب. ثانيا شكرًا علي هذا المقال. ولقد وضعت يدك علي الجرح. ومعانات الشعب البحريني كثيره والنصر قريب انشالله

    • زائر 8 | 1:11 ص

      يعجز القلم...

      استاذ ...
      عيسى سيار .. الله يكثر من امثالك رجال الوطن المخلصون
      وربي يعجز القلم عن ايصال الشكر الجيزيل لك على هالمقال الرائع
      الله يوفقك يااستاذ عيسى

    • زائر 7 | 1:02 ص

      هكذا المخلصون

      أنت وأمثالك ياعيسى عملة نادرة في هذا الزمن الذي كثر فيه المتمصلحون والمنافقون وقل فيه الثابتون على الحق المستشرفون للمستقبل, المتطلعين لوعد الله تعالى في نصرة المظلوم ولو بعد حين, فدمت للبحرين فخرا وأنت تضع النقاط على الحروف وتدافع بقلمك الشريف عن أهلك وناسك وشعبك وعند الله لن يضيع يوم يوفى الصابرون أجرهم. وشكرا يليق بمقامك السامي.

    • زائر 4 | 12:22 ص

      لو بيدى جعلتك وزبر وليس صحفيا

      لك الف تحية واننى اقبل اقبل اناملك الشريفة التى دائما تلامس الوقع البحرينى
      المر

    • زائر 28 زائر 4 | 3:55 م

      الأستاذ عيسى هو وزير فعلاً أخي زائر 4

      نعم هو وزير، فلقد حمل وزر الكلمة الصادقة في حب البحرين و أهلها سنةً و شيعة، و هو وزر لا يحمله إلا الشرفاء الأباة الذين لا يخافون في الحق لومة لائم،لا المتملقين والمتمصلحين والراقصين طرباً و فرحاً على جراح هذا الشعب الطيب .

    • زائر 3 | 12:17 ص

      ملخص

      الإقتصاد الذى أسسه الإنسان على هذه الكرة مبنية على إستغلال البشر لا غير. لو تغير ت الحكومات كل يوم لما تغيرت الأحوال لأن الإقتصاد يبقى كما هو: إستغلال الناس.فعليه مائة ربيع عربى سوف لا يحسن أحوال المواطنين. لأن الخلف يطبق نظام السلف الإقتصادى.

    • زائر 2 | 10:43 م

      رائع كالعادة استاذ عيسى

      مقال ممتاز و تحليل دقيق وصادق، بارك فيك يا رمز الشجاعة والوطنية، في زمن قل فيه من يتحلى بصفات الصبر والإصرار على قول كلمة الحق رغم علمه بتتائج ذلك، الله يحفظك

اقرأ ايضاً