العدد 4023 - الأربعاء 11 سبتمبر 2013م الموافق 06 ذي القعدة 1434هـ

يا نافي بيلاي: تجاربنا الديمقراطية وصلت إلى غابات الأمازون!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

لا تريد أن تكون حزيناً ومحبطاً؛ لكن بعض المنظمات التي تسمّي نفسها حقوقية تطعنك في مقتل بتقاريرها المُغرضة والمقصودة التي ترمي من ورائها تشويه «إنجازات» حازت إعجاب العالم؛ وخصوصاً في الملف الحقوقي!

المفوّضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، والمفترض أن تسمّى «نافية» باعتبارها أنثى؛ على رغم أن رجولتها طاغية ويمكن أن نطلق عليها «مسترجلة» فيما يتعلق بالحقوق، وكأنها هنا الـ «لا النافية»، على رغم أنها «تؤكد» دائماً أن دولنا متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، لا شغل لها إلا بلادنا والمنطقة العربية فحسب. لا ترى الأبراج الشاهقة، ومشاريع المترو، ومطاعم الدرجة الأولى والشوارع الرحْبة، والسجون/ الفنادق. لا ترى السواحل بمياهها الزرقاء، لا ترى اختفاء المتسوّلين، وسجلّنا صفْر في سوق عمل الأطفال، لا ترى انعدام البيوت الآيلة للسقوط، لا ترى حرية النقد لأكبر مسئول حتى أصغر فرّاش، لدرجة أن دولنا تخصّص أكثر من لجنة مهمّتها فقط تحريض الناس على ممارسة حقهم في الانتقاد، وقد يعاقبهم القانون إذا لم يمارسوا ذلك الحق وأهملوه؛ لأنهم يفوّتون على بلادهم مزيداً من فرص الإصلاح، ومزيداً من «التجارب العريقة» التي أسّست لها، وصارت حديث العالم من موزمبيق وحتى القطب المتجمّد الشمالي!

دائماً ما تنكر «نافي» أو نافية« – كما أرى – أن التجارب الديمقراطية الحقّة انطلقت من دولنا! نعم من دولنا، وأن الديمقراطيات الغربية ما هي إلا «قص ولصق» لما حققناه وأنجزناه عبر عقود من النضال والمشاركة، وعبر سنوات من السهر على الحقوق، لدرجة تخصيص أيضاً عسس فقط يتابعون احتياجات الناس – إن حدثت – في السر من دون حاجةٍ إلى مرافقين ومذيعين عباقرة من القنوات الرسمية أو القنوات الخاصة، إن وجدت، مراعاة لحق الناس في التعفّف! وتعرف بيلاي وجوقة الدول التي اجتمعت للكيْد بدولنا، والتشويش على «الإنجازات» و»التجارب العريقة» أن دولنا – ولله الحمد – بعد أن تأكّدت أن دول العالم أخذت حصّتها من الديمقراطية والحقوق بفعل تجاربنا، ولّت وجهها شطْر أدغال إفريقيا، وبعض الكهوف التي تم التمكّن من الوصول إليها في جنوب شرق آسيا، وعلى رغم الكُلف الباهظة تم الوصول أيضاً إلى مناطق لم يصلها الإنسان في غابات الأمازون، وهي مناطق بكْر يسكنها بشر لا تغطي عوراتهم حتى أوراق التوت، ولم تغادر الوفود المناطق المحفوفة بخطر السباع والضباع والأفاعي إلا وتجاربنا قد استوت وترسّخت في عقولهم؛ ما أثّر تأثيراً مباشراً حتى على بقية المخلوقات في تلك المناطق من دوابّ وغيرها؛ فصارت وادعة محبّة وديمقراطية فيما بينها. ذلك يعني أن تجارب دولنا وصلت إلى الكائنات الأخرى التي لسنا مسئولين عن تعميم تجارب الديمقراطية والحقوق عليها؛ ولكنه من باب «زيادة الخير خيرين»! ثم إنه يا أعضاء مفوّضية حقوق الإنسان، تركتم السرقات في السويد، وردم البحار في النرويج، وتسوير السواحل في النمسا، والرشا في اليابان، وتجارة الرقيق الأبيض في القارات البيضاء والسمراء والصفراء، والفوز بالتزكية في الانتخابات في جزر معزولة باليابان، وانتهاك حقوق الموقوفين في فنلندا، والتعذيب في هولندا، ولم تجدوا شيئاً تتسلّون به إلا دولنا التي هي إلى اليوم تعمل على ما يُسعد الإنسان من شرق الأرض إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها؛ فيما دول مشغولة بهراء غزو المريخ والبعثات إلى المشتري والبحث عن بدائل للأعضاء البشرية!

ثم لا أدري ما هذه الضجّة على كوريا الجنوبية وموقفها المبدئي من التصدّي لهذه الموجة الشرسة والافتراءات والترصّد؟ كل ما في الأمر أنها تساعد دولنا عبر شركتها الوطنية العملاقة «سامسونج» لتثبيت مزيد من العراقة في الديمقراطية والحقوق عبر أجهزة تجسس «مباحة» للصالح العام ولتعميق تجاربنا في إيصال الحقوق للمواطنين المتعففين؛ بمعرفة حتى أحلامهم وأمانيهم كي تجد طريقها إلى أرض الواقع! ولأن دولنا نشأت على الخوف من الله، وصلة الأرحام وحب الخيرات والسعي إليها؛ ولأننا نرفض التدخل في شئون الآخرين؛ وتركنا مشكلات إخوة وأنظمة قريبة تجد طريقها إلى الحُلول الداخلية؛ لم نجيّش ونسرج ونموّل أعداءنا وأعداءكم وأعداء الإنسانية من الانتحاريين والتكفيريين كي يحوّلوا المدن إلى أطلال، والأعراس إلى مآتم، والجنان إلى قفار؛ لأن ذلك خلاف توجّهنا الأزلي في تكريس الحقوق وتعميقها؛ ثم لا تنسوا، نحن من اخترع «إعطاء كل ذي حقّ حقه» وأحياناً لكثرة الفراغ والاستقرار نعطي حتى الذين لا حق لهم كل حق لا نجد من يطالب به!

ولكي لا تتهمي بأنك تجسيد لـ «لا النافية» يا نافي بيلاي، نرجو إعادة النظر، ولا بأس في أخذ «استخارة» قبل التشويش على إنجازات الدول ونضالاتها منذ عقود في فرْم وهرْس كل من يقترب من المساس بحقوق الإنسان! أختم رسالتي هذه من فريق «الرَسْتة» في منطقة تسمّى الدراز التي لفرط سعادة أهلها لن تجدي مواطناً نحيلاً كهيئتك سوايَ، والله ولي التوفيق.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 4023 - الأربعاء 11 سبتمبر 2013م الموافق 06 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:51 ص

      الحلم

      على شاكلة النبي ظهر في الحلم يوصي على مرسي.. البعض كل يوم يحلم بالانبياء والمرسلين يشيدون بديمقراطية البحرين.

    • زائر 5 | 3:05 ص

      وصول بعض الحقيقة هذه نتيجته اذا لو وصلت كل الحقيقة فأين سنصل

      لقد سمعنا امس بعض التصريحات الداعية الى محاولة قلع الالسن واخماد الاصوات لكي لا تصل الحقيقة المزعجة للعالم، وبدل من القيام باصلاح يجعل الناس ترتاح له ولا تتألم وتنقل المها للعالم كلا. يستمر الالم ولكنهم يحاولون اخماد صوت المتألم هذه الطرق العقيمة في التعامل سوف لن تجدي ولن تنفع

    • زائر 3 | 1:24 ص

      كلام في الصميم

      موفقين يا استاذ

    • زائر 2 | 1:17 ص

      شكرًا

      شششششسسسكرا

    • زائر 1 | 12:32 ص

      الحمد لله

      البحرين بخير دام الناس الطيبين فيها و الحمد لله البحرينين اين ذهبو معروفين بطيبه والاخلاق والكرم . والمواطن البحرينى متعلم ومثقف ومحبوب من اخوانه الخليجين والعرب . والله لا يغير علينا والله يحفظ البحرين من كل الفتن والمتربصين بخيراتنا

    • زائر 4 زائر 1 | 2:03 ص

      اسطوانه مشروخه

      إخوانك العرب ما يصدقون اعلان عن وظيفه في البحرين الا وهم أول المتقدمين, مع علمهم بمظلومية الناس.. وإخوانك الخليجيين سايحين في العسل والوظايف والرواتب العاليه والسفرات لكل اصقاع الدنيا, مع ذلك يستكثرون علينا حتى المطالبه بزيادة كم ملطوش في رواتبنا .. أما حبهم للبحرين فتعرف وغيرك ليش ..

اقرأ ايضاً