العدد 4070 - الإثنين 28 أكتوبر 2013م الموافق 23 ذي الحجة 1434هـ

التمديد للمجلس النيابي الحالي... الخيار الأفضل للسلطة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بين جميع الإشاعات التي صدرت خلال الفترة الأخيرة من تعديل وزاري مرتقب والقرب من حل سياسي برعاية أميركية بريطانية، تبقى الإشاعة الأقرب واقعية، والأكثر صدقا هي التمديد للمجلس النيابي الحالي، لفترة سنتين أخريين، وهي مسألة تعني فيما تعنيه، استمرار الوضع الحالي المتأزم، وعدم رغبة السلطة في إجراء مصالحة وطنية حقيقية أو الخروج بحلول مرضية للجميع.

دستورياً يمكن تمديد الفصل التشريعي وفقا للمادة (58) من الدستور والتي تنص على أن «مدة مجلس النواب أربع سنوات ميلادية من تاريخ أول اجتماع له، وتجرى في خلال الشهور الأربعة الأخيرة من تلك المدة انتخابات المجلس الجديد مع مراعاة حكم المادة (64) من هذا الدستور. ويجوز إعادة انتخاب من انتهت مدة عضويته. وللملك أن يمد الفصل التشريعي لمجلس النواب عند الضرورة بأمر ملكي مدة لا تزيد على سنتين».

وفي حين نفت السلطة على لسان وزيرة الدولة لشئون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة رجب الإشاعات الخاصة بالتعديل الوزاري وقالت خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب جلسة مجلس الوزراء الأخيرة «إن كل ما قيل بهذا الخصوص مجرد إشاعات لا وجود لها على أرض الواقع»، وقالت في ردها على إشاعة تمديد عمر دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث خلال المؤتمر الصحافي قبل الأخير «لا توجد لديّ أية معلومات رسمية عن هذا الموضوع، وبالتالي لا أستطيع نفيه أو تأكيده»، وهي بذلك لم تنفِ هذا الأمر.

ويبدو أن مسألة التمديد للمجلس بتركيبته الحالية لسنتين أخريين يبقى الخيار الأفضل بالنسبة للسلطة وخصوصا مع إعلان القوى السياسية المعارضة عن نيتها مقاطعتها للانتخابات النيابية المقبلة في العام 2014، ذلك أن إجراء انتخابات نيابية في ظل مقاطعة شعبية قد تفوق الـ60 أو 70 في المئة من الكتلة الانتخابية قد يحرج السلطة ويثبت ما لدى القوى السياسية المعارضة من تأثير كبير على الشارع، وبالتالي إثبات تمثيلها المطلق للشارع البحريني.

ومن جهة أخرى فإن التشكيلة الحالية لمجلس النواب، وبعد الانتخابات التكميلية تعتبر حلما ورديا، وقفازات مخملية، وجائزة كبرى لا يمكن التفريط بها بالنسبة لأي حكومة، وخصوصا في الظرف الراهن.

لقد عملت الحكومة بكل ما لديها من إمكانات وقوة خلال الفترة السابقة لتغيير مواقف المؤسسات الأهلية والنقابية، لتتفق مع الطرح الرسمي، فقامت بإغلاق جمعيات سياسية وأهلية فيما غيّرت مجالس إدارات جمعيات أخرى بمختلف الطرق، وأوجدت جمعيات ونقابات عمالية من العدم، لتثبت للرأي العام الداخلي والخارجي أن أغلب مؤسسات المجتمع المدني تقف مع ما تتخذه الحكومة من إجراءات، فما بالك بمجلس نواب من المفترض أن يمثل الإرادة الشعبية والجهة الرقابية والتشريعية في الدولة.

مثل هذا المجلس من حيث الطاعة العمياء لأعضائه، وضعف أدائه البيِّن، وعدم تمكنه من محاسبة ولو مدير إدارة في وزارة خدمية، لا يمكن تكراره، ولو حتى بالتزوير، ولذلك يمكن التأكيد أن السلطة ستكافئه على كل هذه الإنجازات بالتمديد له لسنتين أخريين.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4070 - الإثنين 28 أكتوبر 2013م الموافق 23 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 12:55 م

      الحر

      ما شاء. الله المقاطعة بتوصل 60 أو 70. جان قلت 90 بعد لأن أنتوا تمثلون 99 في المئه من الشعب. هههههه

    • زائر 12 | 6:08 ص

      اذا ما الحل

      إذا على القوى المعارضة وكافة الأطياف في الدولة المشاركة وبقوة في الانتخابات وتفعيل جميع المواد الدستورية القانونية ومحاسبة الحكومة حتى لا تسير الدولة إلى المجهول

    • زائر 11 | 6:03 ص

      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

      واعوذ بالله من نواب لا يمثلون شعبهم

    • زائر 9 | 4:07 ص

      يجب تغير اسم المجلس الى اجل مسمّى

      المجلس النيابي: هذا المجلس لا يستحق تسمية كهذه لذلك فليبحثوا له عن اسم آخر كالذي يتداوله الناس من مسميات تليق بالمجلس ومن به

    • زائر 8 | 3:41 ص

      التمديد غير مقبوووووووووووول ومخالف

      لا نريد تمديد لاعضاء المصلحة والعازة

    • زائر 7 | 3:36 ص

      المعارضة تمثل 60 الى 70%

      صحح معلوماتك يمكن تقصد 60% من مناطق نفوذ المعارضة ولا تعتبر أغلبية مطلقة عزيزي

    • زائر 13 زائر 7 | 12:28 م

      لا يالحبيب انت صحح معلوماتك

      و روح راجع آخر انتخابات فقد حصلت الوفاق على 63%من اصوات الناخبين و ليس من مناطق المعارضة ... لا وهذا بعد التزوير و التجنيس فاللي ذكره الكاتب بالاحصاءات الرسمية و الا فهو يعلم ان المعارضة او الشارع المناهض للحكومة هو اكثر من 80%

    • زائر 6 | 2:48 ص

      لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب !

      بكل بساطه على القوى الوطنية المعارضة إعلان مشاركتها في انتخابات 2014 وسحب البساط من المناورة الحكومية أن كانت تملك الحس الدبلوماسي السياسي وتفويت فرصة الحلم الوردي وألقفازات المخملية بعد كل هذا الهذيان السياسي السابق

    • زائر 5 | 2:05 ص

      هؤلاء النواب لا يستحقون البقاء ساعة فكيف يمدّد لهم؟؟؟؟؟؟؟

      والله ان هؤلاء النواب اسوأ ما يمرّ على البلد فهم يشفطون من خيراتها في مناصب دفع الشعب ثمنها دماء ثمن يطعنون الشعب في خاصرته ! ان الوضع في البحرين سوف يزداد سوءا وسوف يكون لنا حسابا مع كل من وقف من هؤلاء النواب موقفا غير مشرف ضد شعبه. الايام تدور

    • زائر 3 | 12:51 ص

      نواب السمع والطاعة

      عجبتني في الاسطر الثلاثه الاخير وكنت في طريقي للتعليق بنفس الفكرة ... شكرا لك

    • زائر 2 | 12:19 ص

      الله يحفظ البحرين

      الله يحفظ البحرين و أهلها
      شكرا لقلمك الصريح.

اقرأ ايضاً