العدد 4086 - الأربعاء 13 نوفمبر 2013م الموافق 09 محرم 1435هـ

لا يوم كيومك والشواهد ضحى لا تسترها أموال تستميل الموتى!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

دم على قطيفة لا التراب. دم في تربته أكثر من عنوان للسماء. لا دم يشبهه في العالمين استبيح بما لصاحبه من مركز حضور وأثر وصِلَةٍ بنبي الأمة وامتداده إلى السماء، ومن حيث الجرأة لا شبيه له في الحق والمروءة والفناء في ذات الله، تلمّساً وامتداداً لمركزية جدِّه وأبيه وأخيه.

دمٌ ليس كأي دم يُهْرقُ في التكالب على المغانم والكراسي والزعامات. دمٌ هو أطهر من أن يكون في صعيد يكتظ بالخبث والشهوة والجنون بالخزائن وما تودي بأصحابها في دنيا المطامع ومحصّلاتها!

لا يوم كيومك في الشرف والبذل قبله امتداداً وبعده انتهاءً. لا يوم كيومك احتقاراً لوهم التسلّط والبغي وترعرع الجاهلية المقيتة في الذين زوراً وكذباً وبِدعاً وغصْباً خلفوا رسول الأمة؛ انحرافاً برسالته، وتجاوزاً لسنّته، وقفزاً على وصاياه، وتجرؤاً عليه وعلى مصدر الرسالة.

لا يوم كيومك نذْراً للنفس وبذلاً للروح وعطاء لن تجد له أيضاً في دنيا البشر بدقائق وحرج الزمن والبطش والقوة وسطوة المال وشيوع الوشاية ما يماثله أو يدنو من ملمحه.

لا يوم كيومك سعياً إلى إنسان سيد على الزمان لا الزمان السيد عليه، من حيث هيمنة من يأخذون به إلى الدرك الأسفل من التحقير والإهانة والوجود/ العدم.

لا يوم كيومك أبا عبدالله بعزّ وشرف وسؤدد وخلاص من عبوديات البشر أردته خلاصاً للإنسان وهو يضرب المثل في الحياة وللحياة، خروجاً على ما يحيلها إلى موت، ورفضاً لكل ما يُغيّب قيمته وخياراته في أن يحيا كما يريد متوائماً مع السماء ومنسجماً مع الفطري والنبيل على الأرض.

لا يوم كيومك سيد الشهداء، بذلك الدويّ الذي مازال أثره إلى الآن يرنّ في مسمع الدهر، ويظل المثل والشاهد الذي لا يجاريه مثلٌ ولا يجرؤ على الدنوّ منه شاهدٌ في زمن عزّ فيه الصدوع بالحق والجرأة في ذات الله طلباً لمرضاته وانحيازاً لمن كرّم من خلقه.

لا يوم كيومك أبا الأحرار، حين يُصار إلى الحياة نهباً وتحريفاً وتجاوزاً وتطاولاً واستباحة ورهْناً وتملُّكاً، يهيمن فيها الوضيع، ويُقصى الشريف، لا نهْج يحضر مثل نجواك لله وهي للإنسان مخرج؛ حين تستحيل الحياة في واقع مزْرٍ كالذي شهدته ولمّا نزلْ بتعاقب الركون والاستكانة والجبْن، نجواك وصرختك في آن: «إنّي لا أرى الموت إلا سعادة، والحياةَ مع الظالمين إلا برَماً». وليس موتاً ذاك بسعادة تلازمه. وليست حياة تلك التي لا ينفكّ إنسانها يصحو وينام ويسعى ويسكن في ظل بَرَم لا انتهاء له، بتجنّب الصدوع بكلمة الحق، ومواجهة الذين يحيون وهْم استعباد الناس فجعلوهم خولاً وأموالهم دولاً. لا كَلِمَ بعد كلِم جدك وأبيك وأمك وأخيك في النازلات والخطوب؛ إذ المخلوق أمام تمحيص الله الحق وتأكيد الثبات في قلوب من يحب ويحبّونه. أقف أمام يقين ما ستؤول إليه نفوس القتَلَة من بعدك، تعاقباً في الذبح والنحر والاجتثاث والسحْل والتمثيل. كل ذلك على مرأى ومسمع العالم؛ وليس كما يدّعي مناوؤوك إلى اليوم بالمبالغة في تفاصيل ما حدث من قبل مشايعيك وأتباعك: «يَاأُمَّةَ السّوء، بِئسَمَا خَلفْتُم مُحَمَّداً فِي عِترتِه، أما إنكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إياي».

مررت مئات المرّات عليها طوال أكثر من 40 عاماً، وكلما امتد الزمن ومكّن أصحاب السطوة، أمعنوا ذبحاً وقتلاً وتفنُّناً في ارتكاب ما لم تسمع به أذن ولم تره عين ولم يخطر على بال بشر! دونك هذه الجغرافيات وما يحدث فيها من بعدك والذين أثروا الحياة قيمة، نكوصاً وارتداداً من النقيض، أخذًا بها إلى مهالك ومحارق لا تريد - وهي في الصميم من التوجّه - أن تترك ما يدل على الحياة، استلهاماً لنهج قتَلَة الأمس، بين ظهرانينا اليوم يعصفون بالحياة أيما عصف، وينكّلون بالأحرار أيما تنكيل!

ليست نبوءة؛ بل علم نهلْته من المنبع؛ فالتجرؤ على من خصّهم الله بمحبّته تطهيراً لهم بصريح النص وتفاصيل الوجود والسيرة، لن يحول دون التجرؤ على ما عداهم من خلقه، ممن هم دونهم مقاماً ومنزلة ورفعة وحظوة. والشواهد تتْرى كأنها لعنة صُبّت من نُطفٍ أدّت الدور لعنة وشهوة منقطعة النظير في سفك الدم والاستباحات!

لا يوم كيومك سيدي، بإصلاح طلبته «وإني لم أخرج أشِراً ولا بطراً، ولا مُفسِداً ولا ظالماً، وإنما خَرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جَدِّي محمد صلى الله عليه وآله...». وجاهك عند الله والناس ممن الله مرجعهم أعظم شرفاً من كرسيّ، نفسك أطهر وأسمى من أن تهفو إليه، ويكون شغلها الشاغل إلا أن تقيم حقاً وتدفع باطلاً. هو ذاته الإصلاح المعضلة في كل زمن وعصر؛ إذا يُتهم المتصدون له بالخيانة والمروق والخروج على الدّين وشق عصا الأمة! كأن الإفساد هو الإصلاح الذي يرمون؛ وبه يتجاوزون.

لا يوم كيومك. يوم سفك فيه دمك، واستحلّت حرمك، ولم يراعَ الله في ذرّة أخلاق، لم تعدمها الجاهلية الأولى وأبتِ الجاهلية الثانية إلا أن تتكالب سبقاً للتوحّش والانسلاخ عن الآدمية وحتى أدنى المخلوقات.

لا يوم كيومك والشواهد ضحى لا تسترها أموال تستميل الموتى!

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 4086 - الأربعاء 13 نوفمبر 2013م الموافق 09 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 10:15 ص

      الحسين

      الحسين ثمرة فواْد رسول الله

    • زائر 3 | 2:00 ص

      الحسين سفينة النجاة

      ْ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ..

    • زائر 2 | 9:38 م

      الحسين سفينة النجاة

      نعم لايوم كيومك ياسيدي .. ففي هذا اليو ضربت اروع المثل في حب الله ونبيه ودينه ( اني لم اخرج اشرا ولابطرا وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله) ولاجل هذا قدمت الابن والاخ والاهل بما فيهم حتى الطفل الصغير والانصار لاجل رفعة وسمو هذا الدين الذي اراد اراذل القوم ان يمحوه .. فالسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ابد الدهر مابقيت وبقى الليل واانهار ...

    • زائر 1 | 9:34 م

      الحسين سفينة النجاة

      نعم لايوم كيومك ياسيدي .. ففي هذا اليو ضربت اروع المثل في حب الله ونبيه ودينه ( اني لم اخرج اشرا ولابطرا وإنما خرجت لطلب في أمة جدي رسول الله) ولاجل هذا فدمت الابن والاخ والاهل بما فيهم الطفل الصغير والانصار لاجل رفعة وسمو هذا الدين الذي اراد اراذل القوم ان يمحوه .. فالسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ابد الدهر مابقيت وبقى الليل واانهار ...

اقرأ ايضاً