العدد 4132 - الأحد 29 ديسمبر 2013م الموافق 25 صفر 1435هـ

2013 عام الانتكاسات

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

ونحن نودع العام الحالي 2013، ونستقبل قريباً عاماً جديداً، لنراجع وضعنا في المنطقة العربية وما آلت إليه أمور بلداننا ومجتمعاتنا العربية، علنا نجد في ذلك أفقاً لتجاوز ما نحن فيه من محن وأزمات كبيرة.

على المستوى السياسي، تفاقمت الأزمات القائمة في معظم دول المنطقة، وخصوصاً تلك التي مرت عليها رياح التغيير في السنوات الماضية. فدخلت مصر في دوامة من النزاع السياسي المحتدم بين القوى المختلفة، وتحوّلت من مركز إشعاعٍ وبؤرة أمل للتحوّل الديمقراطي في المنطقة بعد ثورة يناير 2011، إلى محطة خلاف تراجع تأثيرها وقوتها ونفوذها سريعاً.

وكاد الأمر يصل إلى الحال ذاته في تونس أيضاً، لولا وعي ويقظة النخب السياسية التي ساهمت في كبح جماح محاولات التفرد والتسلط والتشدد التي أرادت العودة بالبلاد لما كانت عليه من قبل، وهي أيضاً تقاوم حالياً التدخلات الخارجية التي تستهدف استنزافها وإفشال تجربتها في التغيير.

تحوّلت سورية إلى ساحة صراع وحرب بين مختلف القوى الإقليمية وعلى حساب الشعب السوري الذي أراد كغيره العيش في ظل نظام ديمقراطي يحقق له خياراته وطموحاته. لقد تم إنهاك مؤسسات الدولة وتدمير كل مراكز قوتها، كما جرى تصفية مئات الآلاف من المواطنين وتشريد الملايين منهم دون تحقيق أي نتيجة على أرض الواقع.

العراق أصبح ممزّقاً، وعشعشت الاتجاهات الطائفية وتعمقت فيه بكل صورها، مما يشكل تهديداً حقيقياً للسلم الأهلي ويكرس حالة المحاصصة والتمييز على أساس العرق والمذهب. وأصبحت العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات المتشددة وجبة يومية يذهب ضحاياها عشرات الأبرياء.

الحال في اليمن وكذا البحرين، توقف فيهما الحوار الوطني ولم يؤتِ نتائج ملموسة تنعكس على الاستجابة لما تتطلبه المصلحة الوطنية، مما يعني أن مستقبلاً قاتماً ومبهماً يسود الموقف في هذه المرحلة، وأن الأوضاع مفتوحة على كل الخيارات.

وفي منطقة الخليج بشكل عام، زادت القبضة الأمنية ونتج عنها سلسلة واسعة من حملات الاعتقالات، وتقييد الحريات، وإصدار أحكام مطولة بالسجن للعديد من السياسيين والإصلاحيين تحت تهم مختلفة، مما يعني غياب البيئة المناسبة للعمل المدني الأهلي.

ولو تتبعنا بقية دول المنطقة العربية لرأينا أن الأوضاع تزداد سوءًا من حيث احتمالات التفكك والتجزئة في الكثير منها، وزيادة مستوى الإحباط لدى عموم المواطنين لانسداد آفاق الإصلاح والتغيير فيها.

وعلى الصعيد الاجتماعي، سادت المنطقة أجواء طائفية حادة شارك في صنعها مختلف الأطراف وأفضت إلى المزيد من التشنجات والتشظيات في المجتمعات العربية، وأدت إلى خلق أرضية قدسية وتحت غطاء مذهبي وديني لاستهداف المختلفين ومواصلة الاعتداءات عليهم.

خلال هذا العام، لم تقدم المنطقة العربية للعالم أي إنجازات تتناسب مع الإمكانيات المتاحة لدى دولها، بل حصل تدهور واضح وتراجع في الدور العالمي الذي كانت تلعبه دول المنطقة، واستثمر هذا التراجع أطراف أخرى بالطبع.

في مؤتمر عربي حضرته مؤخراً شارك فيه مجموعة من أبرز النخب الثقافية والسياسية في المنطقة العربية، رأيت أن كلاً منهم يجمع على أن أوضاع بلده هي الأسوأ في تاريخها، وأن بصيص الأمل بدأ يخبو بصورة متسارعة. عسى ألا يكون الأمر كذلك، ولكن هذا هو واقع الحال.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4132 - الأحد 29 ديسمبر 2013م الموافق 25 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:43 ص

      أين الإيجابية؟

      لم السلبية في طرح الموضوع, تفائلوا بالخير تجدوه.
      على الأقل الجزائر تأهلت للمونديال من الدول العربية (انجاز بحد ذاته)
      وصار عندنا أول بحرينية تطأ قدمها القطب الجنوبي (راجع العدد 3885)
      و صار عندنا أول مخترعة بحرينية تفوز بالجائزة الماسية على مستوى العالم
      وتم تدشين التقرير الـ UNDP عن تحديات الماء والحلول المقترحة بأيادي وخبرات عربية بحته.
      يا أخي لا تنظر إلى السلبية فالسلبية ظلام وضياع, بل أنظر الى الجانب الإيجابي وبما تحقق وكيف ممكن ان نحقق أكثر.
      هناك الكثير مما تحقق لكن لا تسعني ذاكرتي لذكرها

اقرأ ايضاً