العدد 4139 - الأحد 05 يناير 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1435هـ

السيد البدوي لـ(د.ب.أ) : الشعب سيقبل من السيسي ما لن يقبله من غيره .. والإخوان يهرولون نحو مزيد من الخسارة

أكد السياسي المصري السيد البدوي رئيس حزب "الوفد الجديد" أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي سيكون هو مرشح كافة القوى المدنية إذا ما قرر الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ، ورأى أن السيسي يملك ميزة لا يملكها أي ممن قد يترشحون وهي أن المصريين "سيقبلون منه ما قد لا يقبلون من أي حاكم آخر" ولكنه حذر في الوقت نفسه من اعتبار أن الرجل يملك عصا سحرية لحل المشاكل.

وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بمقر حزبه إنه يفضل تعديل خارطة الطريق والتبكير بإجراء الانتخابات الرئاسية.واعتبر البدوي أن "السيسي بما يملكه من شعبية جارفة بين المصريين يملك ميزة كبرى ، وهي أن الشعب سيقبل منه ما قد لا يقبله من أي حاكم آخر .. فلو ترشح وتولى المسؤولية وتأخر الإصلاح المستقبلي قليلا سيصبر الشعب ويقبل بذلك ، ولو طالب السيسي الشعب بشد الأحزمة على البطون كما فعل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر فسيلتزم الشعب أيضا".وأبدى البدوي تفهمه لتعلق الناس بالسيسي واعتباره البطل المنقذ وتعليق الآمال عليه في تحقيق الأمن والاستقرار ، ولكنه انتقد في الوقت نفسه "فكرة إلقاء مسؤولية الإصلاح المستقبلي بشكل كلي على عاتق قرار السيسي بالترشح للرئاسة أو على عاتق السيسي إذا صار رئيسا" ، وأوضح :"الرئيس القادم ، طبقا لمشروع الدستور المعدل ، سيكون محدود الصلاحيات وأغلب الملفات الداخلية التي تتعلق بالمواطن ستكون في يد الحكومة ، وبالتالي فإن المصريين سيظلمون أنفسهم ويظلمون السيسي إذا ما تصوروا أن الرجل يملك عصا سحرية لحل كافة المشاكل".

وحول ما تردد عن عزم زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ، قال البدوي :"أنا على يقين بأن صباحي لن يقدم على مواجهة السيسي إذا ما قرر الأخير خوض الانتخابات حتى لا تتفتت الأصوات المدنية .. ولكن في حال عدم ترشحه ، سيكون على القوى المدنية أن تجمع على مرشح مدني واحد".أما فيما يتعلق بالتعاطي مع "جماعة الإخوان المسلمين" ورؤيته لمستقبلها بعد إعلانها من قبل الحكومة "تنظيما إرهابيا" ومدى إمكانية التصالح معها ، قال البدوي :"لم أكن أتوقع من الجماعة وقياداتها أن يفقدوا رشدهم السياسي وأن يسعوا بكل هذه القوة والسرعة لوضع نهاية تنظيمهم".وتابع أن العنف الذي يشهده الشارع والذي تواجه الجماعة اتهامات بالوقوف وراءه "أعاد لذاكرة المصريين تاريخ الإخوان وجهازهم السري وما تم على يديه من اغتيالات قبل ثورة 1952 والتي كان الشعب المصري قد تسامح فيها".

وأكد أنه "في اللحظة الراهنة وبعد حوادث العنف الأخيرة ، لا يجرؤ أي سياسي مصري مهما بلغ من القوة والشعبية ، بما في ذلك الفريق السيسي ذاته ، بأن يدعو للحوار مع الإخوان لأنه يعلم أن الشعب لن يقبل بذلك".

وقال :"الجماعة سلكت طريق اللا عودة بإصرارها على شروط تجاوزها الزمن كعودة (الرئيس المعزول محمد) مرسي للحكم ، واختارت بذلك طريق الصدام.."، لافتا إلى أن "مصر خاضت معركة طويلة ضد الإرهاب عقب اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات واستطاعت نهاية الأمر الانتصار عليه ، ولذلك أقول إن الجماعة خسرت ولا تزال تهرول نحو المزيد من الخسارة".وكشف البدوي عن جهود كبيرة بذلت ، وكان هو أحد المشاركين فيه ، لنصح الإخوان بفض اعتصام رابعة سلميا إلى جانب جهود أخرى بذلت على "مستوى رسمي عال" حسب وصفه لذات الهدف، إلا أن "الإخوان أصروا على الصدام وإظهار أنفسهم كضحايا".وحمل البدوي قيادات الجماعة "مسؤولية كل الدماء التي سالت خلال فض اعتصام رابعة منتصف آب/أغسطس الماضي خاصة دماء شباب التنظيم الذين استخدموا كدروع بشرية لمسلحي الجماعة خلال إطلاقهم الرصاص صوب قوات الجيش والشرطة".

واعتبر البدوي أن "قيادات الجماعة هم الصناع الحقيقيون لثورة 30 حزيران/يونيو بسوء تصرفهم وإدارتهم للبلاد خلال عام كامل" ، وأضاف :"لقد أداروا دولة كبيرة وعريقة على أنها جماعة ، وهو ما أغضب المصريين ودفعهم للثورة".ورأى البدوي أن "أبرز مساوئ الحقبة الإخوانية كان العبث بمفهوم وقيمة وأهمية الأمن القومي المصري" ، وأوضح :"لقد اخترقت سيناء من قبل القاعدة ومثيلاتها من الجماعات المتطرفة فضلا عن توطين ما يقرب من خمسة آلاف جهادي تكفيري كان مرسي يعتمد عليهم ليكونوا جيش مصر الحر الذي سيدعمه أمام أي معارض لحكمه".واستبعد البدوي عودة الإخوان لصدارة المشهد السياسي قبل ثلاثين عاما على الأقل ، مشددا على أن هذا "لن يحدث قبل مراجعتهم لأفكارهم وتقديم اعتذار للشعب المصري والتعايش معه".

وتوقع البدوي أن يخوض الإخوان الانتخابات البرلمانية القادمة "عبر الدفع بوجوه إخوانية جديدة لا يعلم أحد بحقيقة انتمائها للتنظيم أو عبر الاستعانة ببعض الوجوه المعروفة في دوائرهم عبر دعمهم ماليا وإعلاميا ليكونوا ممثلين عن الجماعة في البرلمان".وتوقع البدوي أن يحصل تيار الإسلام السياسي على اختلاف تياراته على نسبة تتراوح بين 20 إلى 30% من مقاعد البرلمان القادم يكون نصيب الإخوان منها ما بين سبعة إلى عشرة% .

وقال إن الاستطلاع الذي أجراه مركز "بصيرة" مؤخرا حول شعبية الأحزاب السياسية وجاء فيه حزب الوفد في المركز الأول وبعده حزب النور السلفي ثم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين "دليل على أن الأحزاب الإسلامية لا تزال موجودة بالشارع".وحول مستقبل جبهة الإنقاذ ، التي تشكلت في ظل حكم مرسي وضمت تقريبا جميع الأحزاب الليبرالية المعارضة لحكمه ، قال البدوي إن "الجبهة سينتهي دورها السياسي عقب إقرار الدستور" ، متوقعا انقسامها إلى تحالفات انتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية ، ولكنه أعرب عن ثقته في أن حزبه سيحقق في تلك الانتخابات نسبة تكفل له أن يكون جزءا رئيسيا من تشكيل أي حكومة قادمة.وفيما يتعلق بالاستفتاء على الدستور المعدل ، أعرب البدوي ، الذي كان عضوا في لجنة الخمسين لتعديل الدستور ، عن ثقته في أنه سيتم تمريره بنسبة تفوق عن 75% ، مرجعا ذلك لكونه "دستورا توافقيا يمنع التمييز ويحقق العدالة الاجتماعية فضلا عن انحيازه للطبقات المهمشة واشتماله على نصوص واضحة تؤكد على النهوض بمستوى المواطن على كافة الأصعدة خاصة الصحي والتعليمي".وشدد على أن "أي عمليات عنف أو حتى عمليات اغتيال لعدد من رموز المجتمع لن تثني المصريين عن الخروج للتصويت وإقراره وإكمال جميع مراحل خارطة الطريق".ورفض البدوي ما يتردد عن عودة الدولة الأمنية أو القمعية والاسترشاد على ذلك بالتوسع في الاعتقالات في صفوف الإخوان وصدور أحكام قضائية بالسجن بحق بعض النشطاء , وقال :"يجب أن نفرق بين الحديث عن عودة الدولة الأمنية أو القمعية وبين سيادة القانون وأحكامه".

وتابع :"بالطبع ، لست سعيدا بسجن نشطاء من أبناء ثورة كانون ثان/يناير ولكني أري أنهم أخطأوا في التعبير عن رفضهم لقانون التظاهر بتحديهم لأحكامه والحرص على إظهار التأكيد على أنه لا يوجد من يملك فرض أي شيء عليهم .. وكان أمامهم ، بما يتمتعون به من قدرة على إسماع آرائهم ، طرق أخرى للسعي لتعديله عبر طلب رئيس الجمهورية والتفاوض معه ومع كافة المسؤولين حول مطالبهم".وفيما يتعلق بالعلاقات مع الدول المعارضة لعزل مرسي ، قال البدوي :"العلاقات بين الحكومة التركية والمصرية سيئة الآن ، ولكن رئيس الوزراء التركي ليس دائما ، والمهم هو أن العلاقات بين الشعبين عميقة وقوية".

واعتبر البدوي أن سياسات قطر المناهضة لمصر من تصريحات أو احتضان لقيادات هاربة من العدالة المصرية "لا تنبع عن حب لجماعة الإخوان وإنما من واقع تعليمات أمريكية ، فإذا توقفت التعليمات قد تسحب قطر غطاءها عن الإخوان" ، وأوضح أن ضغط قطر على مصر بورقة استرداد الودائع القطرية "لم يؤثر علي الاقتصاد المصري لأن هناك دولا أخرى كالسعودية والإمارات والكويت ساندت مصر".

وأما عن العلاقات مع الولايات المتحدة ، فقال :"العلاقات بين الجانبين تمر بمرحلة شد وجذب ، ولكنها بالأساس استراتيجية ولا يستغني فيها طرف عن الآخر ، والجميع يرحب بها طالما بقيت في إطار من التكافؤ بين الطرفين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:00 ص

      CC

      قاهر الإخوانجية والوجه الذي سيفاجئ الأعراب ان شرائه من المستحيل

اقرأ ايضاً