العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ

المناصب العليا بوزارة التربية والتعليم... الدلالات الواضحة

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

حين تنعت إجراءات وقرارات وممارسات وزارة التربية والتعليم بالطائفية، تراها تتحسس من هذا النعت كثيراً، وتجدها في أحايين كثيرة تسارع إلى نفيها بشدة وتصفها بالخرافة، وتتهم من يتحدث عن هذه المأساة الوطنية بالطائفية، دون أن تعطي للناس أي دليل حقيقي يؤكد صحة قولها، ظناً منها بأن استخدامها العبارات الإنشائية الفارغة التي لا تستند إلى دليل واقعي، يستطيع تغطية الحقيقة الجلية التي يراها الداني والقاصي بوضوح من دون تعب أو عناء.

عندما نتحدث عن حال وزارة التربية والتعليم المأساوي الذي تعاني منه منذ سنوات طوال، لا نقصد المساس بمشاعر أي إنسان حساس في الوزارة، فالكلّ في ثقافتنا الوطنية مقدّرون ومحترمون، وكل ما نقصده هو تسليط الضوء على الزوايا التربوية التي تعاني من خلل في تطبيق مبادئ المواطنة الحقيقية، ويكون فيها التمييز الطائفي بارزاً ويكاد يكون أوضح من الشمس في رابعة النهار. ولو حاولنا على سبيل المثال لا الحصر، النظر بعين بصيرة وبعيداً عن المؤثرات النفسية السلبية إلى زاوية المناصب العليا الرئيسة في الوزارة، والتي لا تخفى على كل المتابعين والعارفين بالشأن التعليمي في البلاد، ونقصد بها إدارة البعثات والملحقيات وإدارة شئون المنظمات واللجان وإدارة العلاقات العامة والإعلام والأمين العام لمجلس التعليم العالي، ووكيل الوزارة لشئون التعليم والمناهج، ووكيل الوزارة للموارد والخدمات، والأمين العام المساعد للموارد البشرية، والوكيل المساعد للتخطيط والمعلومات، وإدارة الموارد والتجهيزات، وإدارة نظم المعلومات، وإدارة التدريب والتطوير المهني، وإدارة التخطيط والمشاريع التربوية، والوكيل المساعد للخدمات التربوية والأنشطة الطلابية، وإدارة التعليم الابتدائي، وإدارة رياض الأطفال، وإدارة المناهج، وإدارة التعليم الإعدادي، وإدارة التعليم الخاص، وإدارة المكتبات العامة، وإدارة التقنيات ومصادر التعلم، وإدارة التعليم الثانوي، وإدارة الامتحانات، وإدارة التعليم الفني والمهني، وإدارة التربية الرياضية والكشفية والمرشدات... يا ترى عند تصفحنا لها هل سنجد الوطن ممثلاً بكل مكوناته الوطنية بصورة حقيقية أم لا؟

إن قلنا نعم سنجد الأرقام تكشف لنا خلاف ذلك تماماً، وستقول لنا بكل وضوح أن النسبة الموجودة هي 11 % إلى 89 %، وهي نسبة لا تشير إلا إلى أن الوزارة تعاني من التمييز الواضح تماماً وبنسبة كبيرة، ولا يمكن للوزارة أن تنفي وجود هذا التمييز لأنه مأخوذٌ من موقعها الإلكتروني.

والأمر الذي نود التأكيد عليه أنه لا أحد من الكفاءات التربوية الوطنية المؤهلة يطالب بأن يعطى استحقاقات غيره، وكل ما يطالبون به بكل بساطة، هو أن تطبق الوزارة مع الجميع، وبكل شفافية وعدالة، مبدأ المواطنة الحقيقية التي وضعتها كنظريات في مناهجها الدراسية، وتدرّسها لطلبة المرحلة الابتدائية بأعلى معانيها الوطنية في كل مفاصل وزارة التربية والتعليم؛ وأن تتعامل مع جميع المكونات التربوية والتعليمية بمختلف تخصصاتها، بمعايير وطنية خالصة، سواءً من ناحية التعيينات أو التوظيف والترقيات والحوافز والمكافآت وتطبيق الجزاءات والعقوبات، وكذلك التنقلات والبعثات الدراسية وغيرها من القضايا التربوية والتعليمية، وأن لا تحجر على أية كفاءة وطنية علمية الوصول إلى أي منصب متقدم. والوزارة على دراية كاملة أن جودة التعليم لن تتحقق إلا إذا ما أخذت بمبدأ المواطنة المتكافئة، في تعاملاتها التربوية، أليس في مطالباتهم المشروعة الخير الكثير للوطن في مختلف الاتجاهات التعليمية والثقافية والعلمية والمهنية؟

ليس في قولنا خرافة كما تحاول إدارة العلاقات العامة والإعلام بالوزارة أن تصوّره للرأي العام، ونحن لا نتحدث إلا بالبينة المشهودة وبمبدأ النسبة والتناسب، وجميع ذكرناه آنفاً ليس جديداً على أحد، فأغلب الناس يتحدّثون عنها في المجالس والمنتديات والمحافل، وفي مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. والوزارة تعلم قبل غيرها أن كل ما قيل حقيقة وليس خرافةً كما تدّعي. وهي تعلم أن كلّ هذه الحقائق ليست خافيةً على الجمهور، فلابد لها أن تضع في بالها حقيقةً واحدةً عندما تريد مخاطبة المجتمع، بأنه وصل إلى مستويات متقدمة من الوعي والإدراك بكل القضايا العامة، بما فيها أوضاع وزارة التربية والتعليم وسياساتها. نسأل الله أن يمنّ على التعليم في وطننا الحبيب بنعمة العدل والمساواة والإنصاف، وأن يتيح له من يعمل بمبدأ تكافؤ الفرص، وأن يجعل أيام قطاع التعليم القادمة أفضل من حاضره وماضيه.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 4:53 م

      الى الله اشكو

      الى الله اشكو لا الى الناس اشتكي

    • زائر 31 | 8:09 ص

      هزاع

      بس هالوزارة ياولد الحلال؟
      كل الوزارات على هالشاكلة ... من قبل فبراير 2011 ومن قبل تقرير 2006 !!!

    • زائر 30 | 8:00 ص

      الترقيات إلى وظيفة المدير والمدير المساعد أيضا

      يتم الترقية لهذه الوظائف حسب الطائفة والألقاب ولا ينظر للكفاءة والخبرة خاصة في الثلاث السنوات الماضية مما يؤدي إلى تدهور أداء المدارس أو اعتماد هؤلاء المدراء والمدراء المساعدين على الكفاءات وذوات الخبرة من الفئة المغضوب عليها في إنجاز المهام من تخطيط وإعداد حوارات الأداء وإغداد التقارير ووووووو .......الخ

    • زائر 29 | 7:16 ص

      و مناصب اخرى

      جامعة البحرين و المعهد و البولتيكنيك

    • زائر 26 | 6:03 ص

      إن لم تستح

      طبعا سترد الوزارة بصلافتها المعهودة، وستدعي أن من وصل الى هذه المناصب والرتب ما لكفاءته، وهل ننسى كيف أخليت مواقع في الوزارة من طائفة وحولوا الى المدارس مدراء او معلمين أوائل وحتى معلمين، ليحل محلهم آخرون من طائفة أخرى.. ونذكر جيدا مبرر الوزارة أن نقلهم لمصلحة التعليم. سؤال: من لا يكون مؤهلا كمعلم، هل كيف يكون اختصاصي او غيره؟!!!

    • زائر 25 | 4:29 ص

      على الجرح

      شكراً أستاذي على المقال الأكثر من رائع وعلى كشف الحقائق المخبوءة

    • زائر 24 | 4:13 ص

      علمت العدل ؟؟

      يا سيدي هل من العدل ومصلحة أبنائنا ان نضع في المناصب العليا من اثار الفتنة الطائفية وطالب بالاضراب ومقاطعة الدراسة ؟ هل تأمن امثال هؤلاء على أولادك ؟

    • زائر 23 | 3:42 ص

      ياسيدي

      يا سيدي قبل يومين تم توزيع خمسون جواز على مدرسين أجانب وأمس تم توزيع استمارات منح الجنسية في الوزارة وستعمم على المدارس وأقسم بالله على صدق قولي

    • زائر 22 | 3:34 ص

      وزارة المهزلة خ.. دعاء تلاعب الغريب فيها عزيز اوالقريب مسلوب الحق

      لكم يوم يا آكلي حقوق الاشراف رغم الأسى وسياسة الظلم والجور الممارسة بوزارة اللاتربية إلا ان طوق النجاة االذي ينقذ الموقف بعمله المخلص المسئول هو الطائفة الشيعية والكل يشهد ويدرك الحقيقة ةلا تخلو الساحة من أخوة ضوي معدن أصيل وشرف رفيع يرصدوم الموقف اامخزي الدائر بوزارة المكر والفساد للأسف صارت الوزارة مهنة مت لا منهنة له ههههههه وكلمن يرمض وراء ترس جيوبه ا حسبنا الله وكفى

    • زائر 21 | 2:44 ص

      المضحك المبكي في هذه الوزارة

      في فترة السلامة (الرعب) اغلب المدارس اللي صار فيها غياب هي مدارس البحارنه اما مدارسهم لم يحصل فيها اي غياب ولان الوزير من العقليه الامنية جاب وشكل موضع المتطوعين من المتردية والنطيحه وسوى للناس هوسه عشان يثبت انه وجد حل لمسالة الاضراب وانه سار بالعمليه التعليمية لبر الامان
      رغم ان في كل دول العالم مسالة الاضراب مسالة طبيعية الا في الدول البوليسية يسونها سيادة وطنية

    • زائر 19 | 2:18 ص

      قضية طلبة كلية المعلمين

      فصل طلبة وتجويعهم ومطالبتهم بغرامات مالية كبيرة حين ان عقدها معهم يثبت لهم حقهم في الدراسة ولو على حسابهم الخاص، ماذا ستخسر الوزارة لو سمحت لهم بذلك؟
      لكن الطائفية الممنهجة ضد هذه الفئة من الشعب من الغير ممكن ان تزول في لحظة مثل هذه اللحظات..
      لكم الله يا زملائي

    • زائر 18 | 2:02 ص

      مقال روعه

      العبارات الإنشائية لم تعد تنفعك يا وزارة التربية فالظلم في كل رواق من أروقتك و لكن الله لك بالمرصاد فالله يمهل و لا يهمل و عدالة رب السماء قادمة

    • زائر 16 | 1:21 ص

      أصبت كبد الحقيقة

      اصبت كبد الحقيقة يا استاذ فهذه الوزارة ....

    • زائر 15 | 12:55 ص

      شكراً

      مقال رائع يا استاذي ماقصرت

    • زائر 14 | 12:53 ص

      نعلم أن العنصرية فاقعة في جميع الوزارات و لكن التربية غير

      وزارة التربية هي مصنع الرجال و النساء في أي بلد و مخرجاتها تعمل في كافة الوزارات و القطاعات الاخرى. لذا اذا صلحت وزارة التربية صلح البلد و العكس صحيح. هذا ما يعكس اهمية وزارة التربية القصى لوضع الناس في كل بلد. نتمنى أن يناقش هذا الموضوع في الحوارات القادمة.

    • زائر 13 | 12:33 ص

      هذا طرح طائفي

      هذا كلام ما يقنع لان الرد عليه سهل و بسيط وهو مسالة كفاءات. طلعوا دراسات تثبت أن مخرجات التعليم بمثل التركيبه من الإدارات والقاءمين عليها سيئة وبالتالي يؤثر على الاقتصاد والتوظيف وغير ذلك

    • زائر 12 | 12:33 ص

      وزارة التربية ارجو التركيز ،الطائفية في المراكز القيادية في الوزارة

      الكاتب موضوعه محدد و ليكن الرد محدد ليجيب عن السؤال ؛ لماذا هذا الخلل الفاحش في شغل الوظائف القيادية في الوزارة لصالح فئة على حساب فئة اخرى . ارجو عدم التذرع بالكفاءة لانها اهانة للفئة الاقل نصيبا و اعتبارها تفتقر للكفاءات

    • زائر 8 | 12:31 ص

      طائفية مع مرتبة الشرف

      لم ارى وزارة ينخر في عظامها سوس الطائفية كوزارة اللا تربية ومهما قالت فأن قولها لا يتطابق مع الواقع المرير الذي نعيشة وحتى لو ارادت تغطية ذلك فان رائحتها النتنة في الطائفية تصل لانوف جميع منسبيها من الشيعة المهمشين .

    • زائر 7 | 11:51 م

      التمييز واضح حتى قي الترشيح التدريب

      يتم ترشيح فئة اضعاف فئة أخرى لورش العمل والدورات التدريبية المخلية متها والخارجية بشكل خاص. فيتم ترشيح شخص ما لورش خارجية بناء على مذهبه سواء كانت الورشة تتناسب وتخصص العلمي والوظيفي أم لا اتتناسب!!. ناهيك عن التمييز في الترشيح للمكافآت و الحوافز والدرجات الوظيفية. وحتى في تقارير الأداء الوظيفية.

    • زائر 6 | 11:42 م

      لاينفع ضرب الميت

      استاذنا... وزارة التربية ...................قلوب ميتة صُمت آذانها..وقست قلوبها..فلا ينفع معها شيء.. لا ينفع معهم الحديث ..ولكننا ننتظر الفرج من صاحب الفرج هم يعتقدون إنهم بأفعالهم هذا فهم كسروا رؤوس طائفة كاملة ..ويلعبون بمقادير الناس..وينتهكون حقوق المعلم .ظننا منهم إن عبد لهم ..وكل يوم يرفعون صرخات اتهامات التخوين للمعلم المعطاء..بروحه ودمه ..لكن صبرا والله المطلع

    • زائر 5 | 11:39 م

      مدعومين بالحقد و الكراهية و حب الذات

      لهذا ترهم يغضلون العبودية على الحرية من اجل المناصب يستجدونها و لكنهم لايعقلون فهي اقل من حقهم

    • زائر 4 | 11:06 م

      سلمت أناملك حقاً

      أعجبني مقالك كثيراً؛ الفكرة واضحة والدلائل فاضحة. ونقول : ما خفي أعظم، وصل الفساد في الوزارة إلى حد التلاعب بمقدرات الوطن.

    • زائر 3 | 10:52 م

      بارك الله فيك

      هذا غيض من فيض استاذنا الكريم في هذه الوزارة الاقصائية ..

    • زائر 2 | 10:49 م

      صح كلامك

      مقال رائع في الصميم وتسلم أناملك

    • زائر 1 | 10:44 م

      وزارة التربية والتعليم

      وزارة التربية والتعليم مع الأسف أكبر وزارة تمارس فيها الطائفية بشكل فج
      وهي بقياداتها الحالية لم تنجح لافي التربية ولا في التعليم

اقرأ ايضاً