العدد 4171 - الخميس 06 فبراير 2014م الموافق 06 ربيع الثاني 1435هـ

أسئلة لا يمكن للبعض الإجابة عنها

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مهما حاول البعض اختزال المشكل السياسي في البحرين والأزمة المستمرة لثلاث سنوات بمجرد الخلاف مع جمعية الوفاق أو المجلس العلمائي بسبب سعي هاتين الجهتين لتطبيق نظام ولاية الفقيه في البحرين، ومهما حاول إثبات رؤيته هذه لدى البسطاء فإنه لابد أن يصطدم في تحليله هذا بعدد من الأسئلة الأساسية التي لا يمكنه الإجابة عنها مهما زوّر الوقائع وخلط الأوراق واستغبى جمهوره، فعلى الأقل لم نجد حتى الآن تحليلاً منطقياً يمكن من خلاله أن يؤسس لإقناع الناس بهذه الفرضية البائسة.

وأهم ما يربك الشارع المتبني لهذه الفرضية هو السؤال عن استماتة السلطة للدخول في حوار مع هذه الطغمة الباغية التي تتآمر مع جميع دول العالم وتخون الوطن جهاراً، فلماذا حاولت السلطة الدخول لثلاث مرات حتى الآن في حوار ومفاوضات مع جماعة تسعى للإطاحة بها؟ ولماذا تصمت السلطة ولا تتخذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء الخونة؟ ولماذا لا تقطع رأس الفتنة من أساسه ليعود الأمن والاستقرار للوطن دون تقديم أي تنازلات تصب في نهاية المطاف في تحقيق الأهداف المشبوهة لهذه الجماعة؟ بل الأدهى من ذلك كيف قَبِل من يوزعون تهم الخيانة بالمجان على هذه الجماعة أن يجلسوا معها على طاولة الحوار نفسها.

السؤال الآخر والأكثر غرابة، إن كانت الوفاق والمجلس العلمائي يسعيان إلى إقامة نظام الولي الفقيه في البحرين، فلماذا تتحالف معها القوى الديمقراطية والعلمانية التي كانت ومنذ خمسينات القرن الماضي تعمل وتناضل من أجل أن تسود الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحريات السياسية والشخصية في المجتمع؟ وإلا يتعارض مشروع الولي الفقيه مع مشروع القوى الديمقراطية بحيث يلغي أحدهما الآخر وبذلك ليس من المفترض أن يكون هناك أي تحالف بينهما وإنما العكس؟

سؤال آخر نوجهه لمن يدعي أن الوفاق والقوى الديمقراطية الوطنية المعارضة لا تمثل الشارع البحريني على العموم والشارع الشيعي على الخصوص، لماذا يستجيب عشرات الآلاف من المواطنين، وبشكل أسبوعي لكل دعوة لتسيير المظاهرات والاعتصامات في حين لا يملك «المارد» أن يقنع أتباعه، ولو 200 شخص منهم أن يعلنوا موقفهم الوطني المشرف في تظاهرة تنظم ولو كل سنة مرة واحدة؟

السؤال الآخر وليس الأخير، لماذا تقف أغلب الدول بما فيها الدول الصديقة والمنظمات الحقوقية في صف المعارضة البحرينية وتطالب الدولة بتنفيذ إصلاحات جذرية رغم ما أنفقته الدولة من ملايين الدولارات على شركات العلاقات العامة من أجل تبييض صفحتها لدى المجتمع الدولي؟

ليس من السهل التحايل على من يملك فكراً حتى وإن كان بسيطاً تبرير كل ذلك بإجابات ممجوجة وسخيفة تكرر في كل يوم لكي يصدقها الناس، فالحق بيِّن، والكذب مفضوح مهما طال الزمان.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4171 - الخميس 06 فبراير 2014م الموافق 06 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 1:01 م

      أجبت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!

      ماذا ترتجى من أناس عقولهم مصديه؟!! هؤلاء ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة.

    • زائر 20 | 12:00 م

      رد

      المرض هو عدم التفكير في هالاسلة لان اجوبتهه اهي أسرار وضعنه الحالي في البحرين!!
      واتمنى كل شخص يفجر في الاجوبه على الاساله المطروحه .

    • زائر 19 | 10:17 ص

      Sick

      للاسف : كلام يعبر عن حالة مرضية مستعصية كان الله في العون

    • زائر 18 | 8:54 ص

      ابو حسين

      يا ستاذي الفاضل اكبر واعطم مشكلة مع الاسف الذين يكررون ولاية الفقية لا يعرف ابسط معلومة ولا عن قواعدها او اساسياتها واصولها وشروطها مجرد يدد كلام الببغاء لايوجد في البحرين نظرية ولاية الفقية ومن يملك معلومان علمية
      يقدمها من العلم والثقافة والحوار العلمي والمنطقي من اجل الاستفادة العامة اذا
      الشخص صاحب علم وحقيقة اما اذا كان السبب وهو قميص عثمان لهروب استحقاقات المرحلة والهروب من المطالب المشروعة الدسنورية والقانونية
      فهذا امر اخر لا طاقة لنا علية مع الاسف

    • زائر 17 | 6:53 ص

      حجه

      استخدام حجة ايران وولاية الفقيه الحين خذ لهه ثلاثين سنه وتقارير ويكلكس عن البحرين ذكرت من صمن تقاريرها من السفاره الامريكية في البحرين ان لا يوجد دخل لإيران في البحرين ولا يوجد اي دليل عل وجود ايران في هذه الاتهامات !! شنو بعد ويكلكس ليش محد تكلم عنه؟؟ ايران ما تتدخل بالمقابل ......تتدخل في كل شؤون البحرين !!
      ولا ننسى حجة تدخل ايران ذريعة لممارسات ممنهجه من قبل السلطه للاعتقال والتهميش
      هدم المساجًد بسبب شنو؟؟ اعتقال الاطفال بسبب شنو؟؟

    • زائر 16 | 6:50 ص

      نعم

      ما هو الرابط بين حسن مشيمع وحزب ....... وبعد النفي .. فلماذا ذهب لزيارتهم قبل رجوعه للبحرين .. طبعا الكل راح ينفي .. بس مشيمع ما نفى هذا الشي ولا الحزب

    • زائر 14 | 4:22 ص

      مساء الخير

      شكرًا يا أستاذ على هذا المقال الرائع
      في الصميم لأكن لاحيات لمن تنادي عمك اصمخ

    • زائر 13 | 3:12 ص

      مستحيل

      مستحيل يالنسيب يا اخ جميل الحكومة اجاوبك على هاده الاسئلة لان ليس لديها الجواب الصحيح ........................................المشتكى لله

    • زائر 12 | 2:46 ص

      نعم أنا أجيبك ‏

      مثل ما قرر النظام السوري أن يتحاور مع من كان يعتبرهم متآمرين وأعملاء لأمريكا والسعودية ‏ وقطر وهو اليوم يتحاور معهم على أنهم شركاء لوطن المستقبل ‏ الصياد المقابي

    • زائر 15 زائر 12 | 4:37 ص

      و انا أجاوبك على سؤال

      تسال يا المحاري ليش القوى السياسية الاخرى التي تدعي الديموقراطية تتحالف مع الوفاق ؟ اذا عرفت قيادات هذه القوى يمكنك و بكل سهولة ان تجد الجواب. السؤال هو اين هم قيادات وعد و الديموقراطي الذين همشتهم و اسقطتهم القيادات التي سرقت هذه القوى لتسيطر على القرار الطائفي و الذي لابد لك يا محاري ان تراه واضحا. اللهم أصلح حال هذه الامة.

    • زائر 9 | 1:45 ص

      خطيب الدراز

      استطيع ان اقول لك اخي الكاتب بإنني احرص على حضور خطبة الجمعة في الدراز في كل اسبوع . ولم تشهد اذني كلمة دولة ولاية الفقيه من امام الصلاة . بل تردد على مسامعي طرح - الدولة المدنية -

    • زائر 7 | 1:39 ص

      توجد أسئلة مناقضة أيضا

      إذا كانت جمعيات المعارضة بقيادة الوفاق تسعى إلى تحقيق الملكية الدستورية من خلال وثيقة المنامة وبالتالي يتعارض ذلك مع مصالح الحكم،فلماذا تصر السلطة على التمسك بورقتهم؟لماذا تسمح لهم السلطة بتشكيل وفد إلى أوروبا؟لماذا تسمح لهم باطلاق مسيرات شعبية كبيرة؟

    • زائر 6 | 1:09 ص

      روووووعه

      مقااال رائع وفي الصميم....وهذا مانعانيه من دوله تدير ظهرها لمطالب عادله تطالب به. المعارضه..للسنه وللشيعه على السواء . وموالاة ليس لهم هدف سوى معارضة اي شيئ تطالب به المعارضه...ولو عاشوا الذل من الدوله ..والعيش على الفتات وما ترمي به الدوله عليهم من اكراميات . ياموالاة ضعوا يدكم مع المعارضه لننال كلنا كشعب حقوقنا وكراماتنا...صدقوني سنعيش عيش الاحرار وليس من ظلم لاحد في ظل حكم ديمقراطي للجميع.

    • زائر 5 | 12:35 ص

      ولاية الفقيه الكلمة التي نسمعها من الاعلام الرسمي ولا نسمعها في اعلام المعارضة بتاتا

      نتحدّاها ان يأتوا لنا بخطاب واحد من أي قطب من اقطاب المعارضة يتحدث عن ولاية الفقيه
      نتحداهم ان يأتوا بفصيل من المعارضة يقول بإمكانية تطبيق ولاية الفقيه في أي بلد عدى الجمهورية الاسلامية حتى في العراق لم تطبّق
      اذا كانت لم تطبق في العراق وفي لبنان حزب الله لم يتبنى تطبيقها وهو الاقرب لإيران فما الذي يدعوا شعب البحرين الى الكلام عنها وبالبحرين خليط من كل الطوائف
      ما اغرب هؤلاء حين يخوفون الناس من شيء لا وجود له فقط للضحك على العالم

    • زائر 4 | 12:31 ص

      ولاية الفقيه اللهو الخفي

      الكثير من الموالين للسلطة يكررون كلمة ولاية الفقيه من دون ان يعوها او يعرفوا حقيقتها ومن يلتزم بها من الطائفة الشيعية: نظرية ولاية الفقيه هي نظرية موجودة في الفكر الشيعي ولكن غالبية المراجع الشيعية يرون تعذر وصعوبة تطبيقها لذلك لا يدعون اليها
      وفي البحرين غالبية الشيعة من مقلدي السيستاني وباقي المراجع وعدد مقلدي السيد الخميني والخامنائي يمثلون نسبة بسيطة من غالبية المجتمع الشيعي فهل يعقل ان تعمّم نظرية القلّة على الكثرة ؟

    • زائر 2 | 10:29 م

      الصراع ليس بين السنة و الشيعة و الدليل السجون من طيف واحد

      الصراع ليس سنيا شيعيا فلو كان كدلك لكانت السجون تعج بالطرفين و هذا ليس الواقع مما يعني انتفاضة الأكثر تضررا من سياسة ما في مواجهة من يمنعه منها

    • زائر 1 | 10:22 م

      انه الفشل المبين ولك بقرار الاتحاد الأوربي البارحة أنموذج

      كلامهم كذب وطرحهم كذب انه المرض الطائفي العنصري الذين يحملونه ويرفضون وصفة علاجه وهي بسيطة جداً وهي العدالة وتفعيل المواطنة الحقه

اقرأ ايضاً