العدد 4342 - الأحد 27 يوليو 2014م الموافق 30 رمضان 1435هـ

داعشيون بيننا

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

تناول عديد من الكتاب المحليين التفاعلات المحلية مع بروز الحالة الداعشية وتداعياتها، وأسهب بعضهم في تحليل ودراسة أسباب قيام هذه الحركة المتطرفة كلٌّ حسب رؤيته وتوجهاته، ولكن قليلاً منهم من تناول حجم التأييد الضمني والعلني الذي تلقاه توجهات هذه الحركة محلياً.

مع كل أسف لا توجد لدينا مراكز أبحاث ودراسات متخصصة تتناول دراسة التوجهات الفكرية والسياسية في المملكة، وتستقصي مدى التأثيرات التفاعلية مع القضايا والتطورات الإقليمية، كي يمكن تشكيل رؤية علمية دقيقة للتعاطي معها. لذا فإن كثيراً منا يعطي تصورات وانطباعات عامة، بعضها ليس دقيقاً حول هذا الموضوع، ولكنه قد يشكّل مقاربة مبدئية حول هذه الظاهرة وغيرها.

ما لفت انتباهي هو حجم التأييد الذي تلقاه حركة «داعش» في الأوساط المحلية، خصوصاً في أوساط الشباب وعديد من المثقفين والعلماء، بصورةٍ لم أكن أتوقعها، وذلك من خلال النقاشات والحوارات والتعليقات التي أقرأها وأشارك فيها.

الجماعات الجهادية المتطرفة كطالبان والقاعدة وداعش وحركة جهيمان التي سبقتها، كلها جماعات أصولية متطرفة لها روابطها المحلية وتداخلاتها مع الوضع الداخلي، إما بصورة مباشرة أو غير ذلك. ولعل هناك كثيرين في وطننا ممن يحملون نفس التوجهات والأفكار لهذه الجماعات، ويؤيدون ما تقوم به هذه الجماعات من أعمال إرهابية ضد مخالفيهم من أنظمة سياسية أو وجود اجتماعي.

بعضهم هنا يرى توافقاً ذهنياً بين ممارسات هذه الجماعات وبين المنظومة الفكرية التي نشأ عليها؛ لذا فهو لا يستنكر مطلقاً تخيير المسيحيين في الموصل بالعراق بين دفع الجزية أو التهجير، ولا يرى إشكالاً في رجم المتهمات بالزنا أو صلب المخالفين والمتهمين بالتظاهر بالإفطار.

الشاب الذي قام بتحطيم التماثيل في اليابان لا يختلف في المنطلقات الفكرية عن الجماعة التي تهدم القبور والمزارات حالياً في مختلف أنحاء العراق، والداعية الذي يملأ المسجد هنا صراخاً ضد أتباع الديانات والمذاهب الأخرى يمارس نفس الدور الذي يقوم به خطباء هذه الجماعات.

التأييد لهذه الجماعات لدى بعضهم نابع من كونهم يستقون فكرهم الأحادي والتكفيري من ذات المصدر، وأن قيام الدولة الإسلامية المتمثلة في الخلافة يعتبر مشروعاً مثالياً مشتركاً يسعون إليه؛ حيث إن الصورة الذهنية المتمثلة لديهم تدفعهم إلى العمل لتحقيق هذا النموذج.

أتفق مع ما ذهب إليه عديد من المثقفين الواعين بأنه لا مناص من إعادة النظر بصورة فاحصة في المكونات الأساسية للفكر المتشدد الذي نبت عليه هؤلاء وغيرهم، والتصدي له عبر مشروع مناصحة وطنية شاملة ليس لأفراد بذاتهم بل لكل متلقٍ لهذه الأفكار.

إننا بحاجة إلى مراجعة المناهج التعليمية -خصوصاً الدينية منها- كي تكون أكثر انفتاحاً وتسامحاً واتساعاً للتنوع الإنساني، وأن تعالج البيئة التعليمية الحاضنة كي تُنقى من حالات التشدد والتصنيف والتمييز، كما ينبغي أيضاً العمل على مشروع وطني لنشر ثقافة التسامح والتعايش في المجتمع السعودي.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4342 - الأحد 27 يوليو 2014م الموافق 30 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 8:49 ص

      ال ايه

      ال ايه خليفة المسلمين وهو سفاك دماء الاسلام برى عنك ياقاتل النفس البريئه انته الحين قتلتهم ليش اتقطع رؤسهم لازالت الاحقاد موجوده ... الله يهلك داعش والي ايده الى نار جهنم وهاده الى راح اصير

    • زائر 14 | 7:04 ص

      كالعاده اخي الادمن

      لاتنشر كل مداخلاتي عموما شكرا والله يعطيك العافيه

    • زائر 7 | 3:55 ص

      هذا الداعشي = الناصبي

      والناصبي نشأ وتربى ونمى على بغض الطرف الاخر لا يقبل به ابدا يرميه بكل عيب وسيئة رسخوا في ذهنه ان هؤلاء لا يستحقون الحياة قتلهم ونهبهم وانتهاك عرضهم يتقرب به الله والداعشيون لا ترى في فكرهم الا التعظيم لخلفاء الاسلام ولا ترى عندهم ذكر قلبي ولاعقلي لائمة الشيعة وينظرون للشيعة كفرة مشركون

    • زائر 10 زائر 7 | 4:32 ص

      داعش بيننا

      موجودون بيننا ومستعدون فكريا للقيام بما يقوم به الداعشيون في العراق وسوريا والفرق ان النظام هنا لا زال مسيطر سياسيا والبلد صغير ومحكم والا لرأينا ذات الأفعال المتخلفة !

    • زائر 6 | 3:14 ص

      قريبا ستمارس الخطط

      ربما قريبا سنشهد قطع رؤوس من يدري أو نفس الممارسات التي يقوم بها داعش الأم

    • زائر 4 | 12:54 ص

      حاسب يا جعفر

      حاسب يا جعفر ، ترى الي يخاف من البوعبوع يطلع له ، المالكي خوف الجيش من الداعشين ، لذلك هرب الجيش عندما رأى اول رجل من داعش

    • زائر 5 زائر 4 | 3:12 ص

      الجيش لم يهرب

      الجيش تم تسريحه في خطه تم التنسيق لها

    • زائر 3 | 12:33 ص

      كل نمونه بيننا

      ما في شيئ غير موجود بيننا كل نمونه بيننا

    • زائر 2 | 12:31 ص

      داعش ارهابية و كذلك حزب الشيطان اللبناني

      مثلما داعش ارهابية و يجب محاربة فكرها المنحرف كذلك حزب الشيطان اللبناني إرهابي و يجب محاربة فكره المنحرف

    • زائر 11 زائر 2 | 4:34 ص

      اخجل من نفسك

      داعش صديقها قبل عدوها وثق لها بالصوت والصوره هدم المساجد والكنائس وهتك الاعراض وقتل النساء والاطفال داعش حتى من احتضنها بات يشكو من جهلها وتخلفها وعقيدتها معروفه الذبح على الهوية وتكفيير كل من لا ينتمي لفكرها

    • زائر 12 زائر 2 | 4:38 ص

      حزب الله اللبناني

      هوالحزب الوحيد الذي حرر اراضيه من احتلال اسرائيل هو الحزب المعروف عالميا باخلاقياته العاليه في القتال فلم نسمع يوما ان هدموا او اغتصبوا او اجهزوا على جرحى.. حزب الله صمام امان من حرب طائفية يراد لها ان تكون في لبنان .. حزب الله العدو يشهد له ولكن فقط في قنواتكم العمياء والعوراء ترونه حزب شيطاني لانكم مساكين مظللين والهدف واضح فقط افتح قلبك وستعرف الحقيقه

    • زائر 13 زائر 2 | 4:53 ص

      حزب الله اشراف لا يقطعون الرقاب

      وليسوا إرهابيين كداعش

    • زائر 16 زائر 2 | 7:24 ص

      نأمن للنصارى والبوذيين ولا نأمن لهم

      نعم نشعر بالأمان مع النصارى والبوذيين ولا نأمن لهم لان النصارى والبوذيين في حالهم ولن يضرونا في شيئ أما هم فأصبحنا نخاف على أنفسنا وعرضنا منهم ولا نصدقهم فألحقد الطائفي أعمى قلوبهم اللهم احفظنا منهم بحق محمد وفاطمة وعلي والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم

    • زائر 18 زائر 2 | 12:49 م

      لا

      المقارنه باطله

    • زائر 19 زائر 2 | 7:37 م

      هل رأيت حزب الله يقتل المسلمين

      خاف الله يا أخي
      شتان في التشبيه لو السالفة بس حقد تم حقنك به
      حاول ان ترى ببصيرتك وعقلك وهل رأيت يوما حزب الله علق الرؤوس أو قتل مسلم بأسم الله أكبر
      الله أكبر على الفكر المنحرف

    • زائر 1 | 12:00 ص

      ما يوجد لدينا يحسبون انهم مسيطرون عليهم

      لدينا الكثير من المليشيات الجاهزة للفتك لكنهم يحسبونها تحت سيطرتهم وهي المشبعة بروح الحقد والكراهية وعلوهم كفئة مميزة من ذوات الدم النقي وأقول سيكونون ضدهم وتكلفة التخلص منهم متعبة ونتمنى ان يضرب الله الظالم بالزالم

    • زائر 8 زائر 1 | 4:10 ص

      صدقت

      ولا نملك سوى الدعاء بان يحمينا الله من شرهم ويرد كيدهم في نحورهم فأصعب شيئ أن تعيش بين أناس تتوقع منهم البطش والغدر في أي لحظة اللهم آمنا في أوطاننا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا

اقرأ ايضاً