العدد 4366 - الأربعاء 20 أغسطس 2014م الموافق 24 شوال 1435هـ

فظائع «موت وتنكيل» ضريبة العمل الإنساني

هاني الريس comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي بحريني

حلّ اليوم العالمي للعاملين والمتطوعين في ميدان العمل الانساني (19 أغسطس/ آب) هذا العام، تزامناً مع الذكرى الحادية عشرة لعملية التفجير الانتحارية، التي استهدفت مقر بعثة الأمم المتحدة في بغداد في العام 2003، وراح ضحيتها أكثر من 22 شخصاً وجرح 100 آخرين، من عمّال وموظفي المنظمة الدولية، وفي مقدمتهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يومها، سيرجيو فييرا دي ميلو، من قبل تنظيم متطرف تابع للقاعدة.

ولاتزال فوضى الحروب والنزاعات والكوارث البيئية، تجتاح مناطق عديدة في العالم، وتحصد أرواح المئات من العاملين والمتطوعين الذين كانوا يؤدون واجباتهم الإنسانية والأخلاقية في هذا الميدان.

وكشف التقرير الذي أعده مركز «أبحاث النتائج الإنسانية» التابع لمنظمة «هيومانتاريان أوتكامز» الدولية، ونشرت نتائجه منظمة الأمم المتحدة، عن وجود حالات مزرية وفظائع موت وتنكيل تعرض لها عمال الإغاثة الإنسانية حول العالم خلال العامين 2013 و2014، سواءً من خلال الهجمات الإرهابية المنظمة والعشوائية وأعمال العنف، أو من جهة الكوارث البيئية، التي أهلكت الزرع والحرث والإنسان، حيث شهد العام الماضي مقتل حوالي 155 عامل إغاثة، وإصابة 171 بجروح خطيرة، وخطف 134 آخرين، في حوادث وقعت في مناطق عديدة من أنحاء العالم، وخصوصاً في سورية وأفغانستان وباكستان والسودان ودولة جنوب السودان، بنسبة مئوية تزيد عن 66 في المئة عن الأرقام المسجلة في العام 2012.

ومند مطلع شهر يناير/ كانون الثاني 2014 حتى النصف الأول من شهر أغسطس/ آب الجاري، قتل 97 عامل إغاثة إنسانية، من بينهم 6 عمال قضوا على أيدي عصابات مسلحة في دولة جنوب السودان، و11 شخصاً من موظّفي الأمم المتحدة في عمليات قصف على مراكز إيواء اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، و3 موظفين محليين تابعين لمنظمة «بيبول إن نير» التشيكية الخيرية في عمليات قصف بقذائف هاون استهدفت مواقع عملهم الرسمية.

وعلى الرغم من تفاقم الأزمات واتساع رقعة الحروب والنزاعات وأوقات العنف والكوارث البيئية وكثافة الحوادث القاتلة والاختطافات، ينشط العاملون والمتطوعون في ميدان العمل الإنساني، الذي يرمز دائماً إلى قيم ومبادئ وأهداف إنسانية وأخلاقية سامية ومفعمة بروح التحدي والسلام والمحبة والأخوة والمصير، انطلاقاً من أحاسيسهم ومشاعرهم المرهفة وإيمانهم الصادق والقوي بأهمية ذلك العمل الإنساني الجليل، رغم كثرة متاعبه ومشقاته وهمومه وقوة مخاطره المحدقة.

وفي هذه المناسبة الاحتفالية الدولية، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، العالم برمته، بأن يقف وقفة واحدة وموحدة ضد ممارسات التطرف والإرهاب، والعمل الحقيقي والجدي من أجل حماية عمال الإغاثة الإنسانية بالقول «نحتفي في هذا اليوم بأبطال العمل الإنساني الذين يسارعون بشجاعة لمساعدة المحتاجين، ونتذكر تضحياتهم ونلتفت إلى ملايين الناس الذين يعوّلون على هؤلاء في المجال الإنساني لتأمين أسباب البقاء لهم، وقد حان الوقت لتكريم أولئك الذين ضحوا بحياتهم، بأن نحمي من ينوبون عنهم في أداء الواجب ولنساند عمليات الإغاثة الإنسانية في أنحاء العالم».

ولاشك، بأن هناك العديد من العاملين والمتطوعين في ميدان العمل الإنساني حول العالم، يدفعون أثماناً باهظة في حياتهم من خلال تأدية واجباتهم الإنسانية والروحية والأخلاقية، ويتعرّضون لمختلف الحوادث والصعاب والمخاطر، وهم اليوم في أشد الحاجة التامة والملحة لخدمات الرعاية والاهتمام والتكريم والحماية الموجبة والمستحقة، من كافة أفراد المجتمعات والمؤسسات الرسمية والأهلية، ومختلف المنظمات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان. وهذه هي أبسط الواجبات الإنسانية تجاه من يعرّضون أرواحهم لمخاطر القتل أو الاختطاف أو التغييب من أجل حماية البشرية.

إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"

العدد 4366 - الأربعاء 20 أغسطس 2014م الموافق 24 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:01 ص

      تضحية كبيرة ولكن ؟؟

      نعم هناك واجب على الجميع ان يتحمل مسؤليته تجاه هؤلاء الابطال الذين يضحون بكل شيء وقتهم وانفسهم في سبيل خدمة الناس ولكن مع الاسف لا يحصلون من الاخرين على مايستحقونه كنتيجة لتضحياتهم لان البعض ينكرون الجميل للاسف .

اقرأ ايضاً