العدد 4417 - الجمعة 10 أكتوبر 2014م الموافق 16 ذي الحجة 1435هـ

«ملالا» تبعث الأمل في مستقبل أجمل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في وسط المآسي التي نمُرُّ بها بسبب الحقبة الظلامية التي تقدس القتل والجهل باسم الدين، فازت الطالبة الباكستانية اليافعة «ملالا يوسفزاي» يوم أمس بجائزة نوبل للسلام (مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي)، وذلك تكريماً «لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال في التعلم».

ساتيارثي (60 عاماً) قاد مظاهرات سلمية ضد استغلال ملايين الأطفال الذين يعانون من ظروف صعبة في بلده الهند... ويوسفزاي (17 عاماً) هي أصغر شخصية تحصل على «نوبل» في تاريخ هذه الجائزة منذ 114 عاماً.

ملالا يوسفزاي كانت قد استُهدفت في 2012 بمحاولة قتل من قبَل مسلحين من حركة «طالبان باكستان» بينما كانت في حافلة مدرسية، وذلك لأنها انتقدت هيمنة هذه الحركة على منطقتها في وادي سوات (شمال غرب باكستان من 2007 إلى 2009)، ودافعت عن حق البنات في التعليم. إلا أنها نجت بأعجوبة من إصابتها بالرصاص في رأسها وأصبحت سفيرة عالمية تدافع عن حق جميع الأطفال من صبيان وبنات في التعليم، وهي تعيش حالياً في بريطانيا حيث تلقت العلاج الذي أعادها من موت محقق.

في الوقت الذي تنتشر فيه الحركات الظلامية والإرهابية، تخرج بنت صغيرة من وسط هذه الآلام لتتحدى خطاب الموت والدمار والتجهيل، وتنجو من الموت بأعجوبة، وذلك بفضل العمل الحديث والمتطور الذي يحاربه الداعون إلى العودة إلى حقب الجهل والظلام. وتماماً كما تتحدث الأساطير عن طائر العنقاء الذي يولد من رماد الموت ليبعث الأمل بحياة متجددة، فإن «ملالا» يمكن أن تكون مشعلاً في هذا الظلام الدامس الذي يجتذب الشباب من كل مكان للهجرة إلى أماكن مثل العراق وسورية من أجل قتل أناس لا يعرفونهم، وينخدعون بخطابات الكراهية المتسترة بعبارات دينية.

الأمل الذي نراه في عينَيّ «ملالا» يضيف نكهة لحياتنا، ويؤكد لنا أن الخوف الذي تتسبب به الأحداث المرعبة التي نمرُّ بها لا يمكن أن يسود ولا يمكن أن ينتصر على إرادة الخير والعدل.

الطالبة «ملالا» فخر لمنطقتنا الغارقة في الاستبداد والعنف؛ لأنها أثبتت أن بإمكاننا أن نكون جزءاً فاعلاً من حركة عالمية تؤمن بحق الناس في السعي من أجل عيش كريم مدعوم بتضامن حقيقي وصداقة منفتحة على الجميع، بعيداً عن التعصب والجهل والكراهية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4417 - الجمعة 10 أكتوبر 2014م الموافق 16 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 4:06 ص

      الامل دائماً ينتصر

      انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء هذه هي الدنيا لا يحبها الا من ينظر لها انها حنته ولا يزهد فيها الا من يراها دار العبور لجنته الخالده

    • زائر 13 | 12:48 م

      أين هو المستقبل الأجمل ....هناك تعزيز ل الارهاب المدمر ..... ام محمود

      المنطقة العربية تترقب مستقبل قاتم و غامض و مجهول بسبب المؤامرة الجديدة هناك تحشيد عالمي من الدول الكبرى في العراق و سوريا من أجل عمل تغييرات معينة هناك دمار واسع في عدة دول هناك قتل و تفجيرات في صفوف المتظاهرين و الجنود في اليمن هناك انتصارات لقوى البطش مثل داعش و القاعدة بسبب الدعم اللامحدود هناك فساد و انحراف اخلاقي غير مسبوق و زنا سافر بين الشباب و جرهم في التنظيمات الدموية و أهمها هناك استغفال و ألعاب جديدة ضد المواطن العربي بمعنى انهم سينتصرون للعراق مثلا و يحررونه و الحقيقة هي العكس

    • زائر 12 | 12:36 م

      الحقبة الظلاميه التي نعيشها بسبب الحركات الارهابية تسببت بمآسي لا حد لها ... ام محمود

      اشتقنا لكتاباتك دكتور منصور فلقد غبت عنا عدة أيام كان من المفترض أن تكتب عن عين العرب المدينة الكردية السورية التي غزاها داعش فهي الحديث الشاغل لوسائل الاعلام حاليا بسبب عدم مد يد العون لها عمدا مع انها تقع في مد بصر الدبابات التركية و التحالف الغربي لم يشارك في انقاذها و هناك تخوف من قتل و اعدام السكان الذين يعيشون بداخلها و عددهم بالآلاف احتلالها يعني اضافة 400 كيلومتر لداعش من الاراضي السورية .. الطفلة ملالا التي نجت بأعجوبة تستحق جائزة نوبل بسبب صمودها و شجاعتها و لكن لو كانت طفلة عربية هل

    • زائر 9 | 4:31 ص

      محب الوطن 1109

      صباح الخير دكتور العزيز مستقبل أفضل البحرين يوم ما يتحد المواطنين على جمعيات وطنيه فقط لاغير ونبذ جميع هذه الجمعيات الطاءفيه ونشوف المواطن العزيز سني وشيعة يختارون المرشح على كفاءته فقط لا غير وإنشاء الله نحل السرقات والتمييز وكل مشاكلنا المعيشية وبعون الله نستطيع قريب ترك التعصب المذهبي شيعه وسنه قولو امين

    • زائر 7 | 1:19 ص

      امل ويش يا دكتور

      لا تحاول دكتور حكومات الخليج تبعث الموت وليس الامل

    • زائر 5 | 11:39 م

      جائزة نوبل و المعايير المزدوجة 4

      لو كنت مسؤولا عن جائزة نوبل لأعطيتها لكل أطفال و نساء فلسطين و العراق و سوريا و اليمن و باكستان و أفغانستان بلا استثناء الذين تعرضوا لكل انواع الظلم و العدوان بسبب سياسات دولهم الاستعمارية التي لا يهمها الا مصالحها،و لعملت جائزة نوبل أخرى و أسميها جائزة نوبل للزعران يتوج بها كل مجرم و فاسق يعمل على اغتصاب حقوق غيره.

    • زائر 8 زائر 5 | 2:49 ص

      اوافقك. اوافقك

      موافق مع كل ما كتبت. كلها بهرجة إعلامية لا تغير شيئا و تفرقع لأهداف معينة.

    • زائر 4 | 11:24 م

      جائزة نوبل و المعايير المزدوجة 3

      اما عن ساتيارثي الذي ناضل ضد استغلال الأطفال في العمل،فهو كلام حق يراد منه باطل، فبالرغم من ان استغلال الأطفال هو عمل مشين، الا ان أغلبية عوائل هؤلاء الأطفال هي من المعدمين الذين حتما سيموتون بطريقة او بأخرى،لذلك فأمامهم خيارين اما الموت او اما عمل أبنائهم أهون الشرين،لكن السؤال الأهم يبقى،لماذا تعاني هذه الشريحة الواسعة من فقر وحرمان؟

    • زائر 3 | 11:16 م

      جائزة نوبل و المعايير المزدوجة 2

      أما عن الطالبة مالالا التي تعرضت الى إطلاق النار عليها من قبل عصابة طالبان المجرمة في سعيهم لمنع النساء من الدراسة و إعطائها جائزة نوبل للسلام،فهذا ليس الا بهرجة إعلامية سمجة،وان كنا نتمنى لها كل الخير و المحبة...استغلال الحدث هذا له عدة أوجه،أهمها هو محاولة تبيان ان الاسلام هو دين همجي يقتل النساء و يمنعهم من الدراسة وان المعايير الأوروبية اعلى من هذا الدين، بالرغم من ان الدين الاسلامي هو دين المحبة،و هو الذي أعطى للمرأة ما لم تعطيه مجتمعاتهم المتفسخة للمرأة.

    • زائر 2 | 11:02 م

      جائزة نوبل و المعايير المزدوجة 1

      من يدير هذه المؤسسة هم مجموعة من الصهاينة الذين حرفوا توجهها الإنساني وعملوا كدون كيتشوت الذي حارب بسيفه ضد طواحين الهواء خواء، فإعطائها لباراك أوباماقبل ان يفعل شيئا كمثال وهو الذي قتل آلاف من الأطفال في باكستان و أفغانستان و اليمن من خلال الطائرات دون طيار،وساهم في تكوين داعش و المجموعات المجرمة،وقتل آلاف الأبرياء في سوريا، يبين لنا هذا توجه هذه الزمرة.... يتبع

    • زائر 1 | 10:07 م

      نبارك للفائزين بنوبل لسلام فوزهما

      نبارك ل ملالا وزميلاه الهندي كايلاش

اقرأ ايضاً