العدد 4417 - الجمعة 10 أكتوبر 2014م الموافق 16 ذي الحجة 1435هـ

«لا أحد فوق القانون» عبارة بلا طعم ولا لون

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكثر العبارات استخداماً في الآونة الأخيرة «لا أحد فوق القانون»، عبارة توحي بسيادة القانون والمساواة والعدالة والإنصاف، وهي عبارة أطلقها أيضاً الرئيس الأميركي الأسبق روزفلت عندما قال «لا أحد فوق القانون، ولا أحد أقل منه، ولا نحتاج أن نطلب إذن أحدٍ عند تطبيقه».

«لا أحد فوق القانون»، عبارة نص عليها الدستور عندما أكد أن الجميع سواسية أمام القانون، فلا فرق بين عربي أو أعجمي، ولا مواطن أو أجنبي، ولا شيعي أو سني، ولا معارض أو «موالٍ».

«لا أحد فوق القانون»، عبارة تطبع وتكتب وتنشر في بيانات المسئولين كل يوم، وكلما جدَّت قضية مثيرة للجدل، يرى فيها الشارع ظلماً وتعسفاً، خرج المسئولون بعبارتهم الشهيرة «لا أحد فوق القانون».

اعتقل الكثير من المعارضين، وحوكم الكثيرون منهم، وحقق مع معظمهم، وحتى قياداتهم، ضمن سياسة «لا أحد فوق القانون»، لوحق مغردون ونشطاء حقوقيون بتهم فضفاضة وعبارات وجمل مطاطية وبحجة أنه «لا أحد فوق القانون».

ورغم كل ذلك الحديث عن أنه «لا أحد فوق القانون» سنجد أيضاً أن هناك عبارة يتلمسها الشارع العام ويتداولها ويتناقلها تتناقض مع عبارات المسئولين وهي «خط أحمر» الذي لا يمكن تجاوزه، وهو اللون الأحمر الذي يعتلي القانون ويوقفه، عند أقرب «تقاطع» للمصالح والأولويات والحسابات وفق الأجندات.

«خط أحمر»، جملة تحمل في معناها رسم الحدود، بمختلف أشكالها، جغرافية، سياسية، اقتصادية، رياضية، فنية، اجتماعية، وغيرها، التي وضعها الإنسان بإرادته لتقييد حريات الآخرين من بني جلدته، وهي سلاح المسئولين في نسف عبارتهم «لا أحد فوق القانون».

أكثر ما في بلدنا هي خطوطه الحمراء، والأكثر من ذلك هو الحديث عن «القانون» وتطبيقه، وسواسيته على الجميع، إلا «الخطوط الحمراء» التي وضعوها تجبر حتى القانون على الوقوف أمام تلك الإشارة الضوئية الحمراء.

أكثر ما في بلدنا هم من «لا يطالهم القانون»، فلن نستغرب أبداً أنه طوال الأزمة السياسية التي مرت بها البلاد، لم يطل القانون أي مسئول بحريني، رغم فداحة ما ذكره تقرير «لجنة تقصي الحقائق» من أدلة ووثائق عن الانتهاكات، ومع ذلك لم يطل القانون أحداً منهم، وكل من يعرضون على المحاكم هم معززون ومكرّمون وليسوا موقوفين من الأجانب!

أكثر ما في بلدنا هم من يشتمون ويسبّون ويكفّرون علناً وجهراً طائفة بأكملها بل يتحدون ويجاهرون وهم واثقون بأن القانون لن يطالهم، وأنهم فوق قدرته، حتى فتح لهم المجال لتحقير معتقدات المواطنين.

أكثر ما في بلدنا هم المفسدون الذين لن يطالهم القانون رغم ما ملئت به تقارير ديوان الرقابة المالية من تجاوزات جمة وفساد أزكم الأنوف، من دون أن نشير الى ما هو فوق قدرة «الرقابة المالية» للوصول إليها، وخصوصاً تلك المتعلقة بأملاك الدولة المنهوبة.

في بلدنا يصل القانون سريعاً لمن يريد له الوصول، سياسيون، نشطاء، مغردون حتى وإن كانوا مجهولين، لوجود أجهزة قوية قادرة على التعقب والملاحقة والرصد والمتابعة لمن تريد متابعتهم ورصدهم وملاحقتهم.

وفي بلدنا خطوط حمراء لا يمكن الوصول لها حتى ولو كانت معروفة ومعلومة للجميع، وإن ارتكبت جرماً يعاقب عليه القانون، ومنهم من يغردون يومياً ويهينون حتى الهيئات النظامية، بل يتحدون في ذلك مقاضاتهم أيضاً.

مفردتان تتكرران كثيراً هذه الأيام «لا خطوط حمراء»، و«لا أحد فوق القانون» بلا استثناء، مع تحفظنا الشديد على ذلك، فالخطوط الحمراء موجودة من قبل المعارضة قبل السلطة ومن هو محسوب عليها، مع فارق أنها لدى السلطة علنية وتراها في الشوارع بوضوح وعلانية، ولدى المعارضة فهي ضمنية تراها عندما تشتد الحملة ضدها وتطال أعلى من في هرمها، كردة فعل اعتيادية للحفاظ على قوتها وتماسكها.

عندما يتحدّث وزير في تصريح رسمي ويقول «ليس لدينا من تحميه أية خطوط حمراء مصطنعة من تطبيق القانون عليه وعلى غيره، القانون على الجميع»... فلم نشهد محاسبة من أهان طائفة وحقّر معتقداتها، ولا من وصف الأوقاف الجعفرية بـ «الشركية» مثلاً.

«لا أحد فوق القانون»، بصدق هي عبارة بلا طعم وبلا لون في زمن وبلد يدرك أهله أن فئة متنفذة تعيش فوق القانون.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4417 - الجمعة 10 أكتوبر 2014م الموافق 16 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 6:07 م

      لا احد فوق القانون

      آه القانون لا يطبق في بلد الغرائب والعجائب هذه البحرين هي لم تتغير ولا بد ان تتغير الارض تدور حولها الزمن سوف يدور فيدور فيدور وان ضاقة فرجت وكل زمان له دولة ورجال آه هذه البحرين كم انتي صغيره وفي نظر الآخرين كبيره في شنوا؟ في السجن والإقصاء والحرمان والظلم والجور والاتطهاد والطائفيه والقد والكراهية والجور

    • زائر 28 | 1:31 م

      القانون الإلهي يوم الحساب

      القانون على الفقراء بس ام على الهوامير عفالله عم سلف
      والقانون يقول انت معي انا معاك حتي لوكنت ظالم فاسد حرامي قاتل .ماعندي مشكلة اطلعك منهم مثل الشعره من العجين بس لاصير ضدي تري العوز عيشتك وماهمني من شرفك واخلاصك وبرئي ومنت حرامي كل هدا مايهمني . مو انا القانون كيفي

    • زائر 27 | 12:21 م

      زائر

      القانون مطاط

    • زائر 25 | 4:45 ص

      القانون

      هذه قوانين وضعية لكن اين سيذهبون من قانون رب العالمين هناك لا خط احمر ولا اخضر الكل

    • زائر 24 | 4:37 ص

      من الظلم

      لا عت جبدنه .

    • زائر 23 | 4:36 ص

      اسكتت أفواه الظالمين بمقالك

      لم يعد لهم منفذ ليتسللو به عبره

    • زائر 21 | 2:46 ص

      أكثر ما تتحتاجه البحرين

      إن أكتر ما نحتاجه في البحرين هو تطبيق القانون والذي نعاني من عدم تطبيقه الويلات.
      فالتمييز فاقع و يطبق على الموالين لأهل البيت بل و يتم التعسف في ذلك ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
      وشكرا لك ولد الفردان فقد كتبت عن الواقع المعاش الذي لا ينكره أحد الا المتعامي عن الحقيقة

    • زائر 22 زائر 21 | 3:47 ص

      محب الوطن 1044

      صباح الخير أخي الكريم كل المسلمين موالين لأهل البيت هذا من ركائز الإسلام كما أمرنا الرسول الأعظم ص

    • زائر 20 | 2:28 ص

      حكم فرعون وداعش

      ما أريكم الا ما ارى وخلاص. الباقي في ال...

    • زائر 18 | 2:15 ص

      دائماً رائع ومتألق

      لكن نكهة ورونق خاص في انتقاء المواضيع وطريقة العرض... وفقك الله

    • زائر 17 | 2:14 ص

      شواهد تجاوز القانون

      لو حاولنا جمع شواهد تجاوز القانون لملئت موسوعات سيذكرها التاريخ... فالقانون عنصري في التطبيق

    • زائر 16 | 2:13 ص

      بوركت عزيزي

      البحرين بلد الغراءب والعجلئب والقانون يفصل بالمقاس ولا يطال الا هم منهم

    • زائر 14 | 1:43 ص

      فعلا لا أحد فوق القانون ههههه

      «لا أحد فوق القانون»، بصدق هي عبارة بلا طعم وبلا لون في زمن وبلد يدرك أهله أن فئة متنفذة تعيش فوق القانون.

    • زائر 13 | 1:39 ص

      القوانين ادوات ينلاعب بها اصحاب السلطات

      ما هي القوانين. القوانين في البلاد الديمقراطية يضعها نواب الشعب لتحمي الوطن كل الوطن ولا احد فوقها. لكن العكس في بلادنا القوانين وضعت من قبل السلطة بطريقة او اخرى وهي اول من يخترقها

    • زائر 12 | 1:33 ص

      اذان في خرابه

      مثل الأاذان في الخرابه الكلام ضايع والأقوى معاه الحق في كل الدنيا يالأاخو

    • زائر 11 | 1:32 ص

      غوار ازال لا النافية فاصبحت الجملة صحيحة

      كان لدى غوار في مسلسل صح النوم شهادة مكتوب فيها حكم عليه فقام بحذف لا فاصبحت لا حكم عليه . كذلك لا احد فوق القانون احذف لا واصبح صح

    • زائر 10 | 1:17 ص

      لو محوت النفي لا لأصبحت العبارة صحيحة تماما

      لا تحتاج هذه العبارة لأكثر من ازالة لا النافية لتضبح العبارة صحيحة تناسب الواقع الملموس والمعمول به في البحرين

    • زائر 9 | 1:16 ص

      القانون وتطبيقه بس على الشيعة فقط

      الكره والحقد العظيم للشيعة يجعلهم يطبقون القانون عليهم وحدهم واعتقد الفيديو مع بن حويل خير دليل

    • زائر 8 | 12:56 ص

      نصيحة للأستاذ هاني

      لا تعور قلبك مافيه فائدة فوض أمرك لله فأمره بين الكاف والنون أما من شتم الطائفة ولم يعاقب خل أول يعاقب على سرقة الدجاج من الفندقة وهذي قصة معروفة عند كل الناس

    • زائر 26 زائر 8 | 10:06 ص

      بل هناك فائدة

      تناول هذه المواضبع هو جزء من الوعي والثقافة، وهو دور مهم للصحافة ومسئولية ومهمة من مهامها الرئيسة في قبال الوضع الذي نحن عليه.
      السكوت ليس هنا ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس...

    • زائر 7 | 12:05 ص

      مكشوفه

      القانون علي ناس وناس والوضع بالبلد ونحن أبنائه نرى ونلتمس ماحولنا وما اللعب بالمصطلحات والبهرجات الأعلاميه خير دليل علينا ،،!!

    • زائر 6 | 11:57 م

      بلا طعم

      لوكل قانون كتب وطبق لكنا بخير ولكن القانون في بلد العجايب غير

    • زائر 5 | 11:49 م

      قيل ان القانون مطية

      تسير لمن اعتلاها... فعلية القوم أسفلها. و القانون لا يطبق الا حين تتقاطع المصالح...يعني استخدمه حينما يعجبني و لا استخدمه حينما يكون ضدي. اما الخطوط الحمر فهي تتقاطع مع من لديهم عمى الألوان لأنهم لن يستطيعوا التفريق فيما بين اللون الأحمر و اللون الأخضر....فهم عمي صم بكم.

    • زائر 4 | 10:57 م

      القانون هو قانون السماء

      هذا القانون لا يقف ضده أي خطوط حمراء ولا سوداء ولا أي لون آخر قانون العدل الإلهي حتى وإن تأخر ولكنه سيطبق عليه من يستحقه شاء أم أبى هذا هو القانون الذي ننشده وثقتنا بالله تعالى لا حدود لها فهو الذي يمهل ولا يهمل وهو جل جلاله من قال في كتابه العزيز ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )

    • زائر 3 | 10:38 م

      لايطالهم القانون

      أكثر ما في بلدنا .

    • زائر 2 | 10:26 م

      واحدة للمعارضين واخرى للموالين

      عبارة لا احد فوق القانون وضعت لتطبق على من يعارض النظام وعبارة خط احمر وضعت لمن يوالي التظام

    • زائر 1 | 10:16 م

      من تفوه ووصف الأوقاف بالشركية هو فوق القانون

      بوركت ياولد الاشراف الفردان هاني وأقول الدلائل كثيرة والإثباتات كثيرة وواضحة لكنه الكيل بمكيالين من يهددك بقطع الرقبة من يشتمك في معتقداتك من يتجرأ ويصف الأوقاف بانها شركية كلهم يحسبون فوق القانون وان لديهم حصانة نهائية وابدية فهل القانون لا يطبق الا على المعارض والسبب يحسبون انفسهم القانون ومطبقيه على الضعاف وان دمهم ازرق وأقول لقد فتح الباب

    • زائر 19 زائر 1 | 2:25 ص

      ولد الفردان

      اول شي افتح عليه الصبح واقراه من بعد القران مواضيعك
      تسلم ايدك

اقرأ ايضاً