العدد 4437 - الخميس 30 أكتوبر 2014م الموافق 06 محرم 1436هـ

سوء الظن وما أدراك ما سوء الظن!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بعيداً عن موضوع الانتخابات التي تستنزف الوقت قبل الفكر، سنتطرّق اليوم إلى سوء الظن، نعم، سوء الظن وما أدراك ما سوء الظن! ذلك الشعور الذي يشعل نار الفتن ويخترق العلاقات ويشوّهها، بمجرّد تضارب فكر أو تعارض رأي أو حتى عدم إعجاب بكلام شخص أمامك. ولكن ليثق من يسيء الظن بالآخرين، بأنّ هذا الشعور من أسوأ أنواع الشعور التي تعتري الإنسان وتتعبه في حياته، ذلك أنّه يظن ظنّاً أسوداً في الآخر!

للأسف أصبحت كلمة الحق حارقة وصعبة، لا يحتملها الشخص الذي أمامك، فإمّا أن تجاريه في حديثه الذي لا يعجبك، أو يحكم عليك بأنّك إنسانٌ كاره حاقد، وقد تكون أنت تلك الشخصية الكارهة الحاقدة وقد لا تكونها، ولكن ما يهمّنا هو عدم سوء الظن في الآخرين، لما يجلبه هذا السوء من شرخ في العلاقات، وخصوصاً تلك العلاقات الحميمة والعميقة.

إن كلمة الحق قد تكون جارحة اليوم، ولكنّها ستكون واضحة وفي محلّها ولها الأثر الطيّب في يوم من الأيام، وثق بأنّ من يزرع الشوك يحصده لاحقاً، وأنت عندما تبني علاقةً ما مع أحد ( أخ، صديق، جار، زميل، حبيب)، فأنت نفسك مَن تضع حجر أساس العلاقة، وأنتَ الذي تحدّدها إن كانت ستستمر أم لا، فلا تعطِ نفسك الحق لتخطيء على الآخرين سنوات طويلة، ومن ثمّ تريد الآخرين محو تلك السنوات، فيتعاملوا معك كصفحة بيضاء!

هؤلاء عندما تواجههم أو تواجه من يحبّونهم، يقومون بتوجيه أصابع الإتّهام لك، كأن يقولوا لك بأنّك تكرههم، وقد يكون الموضوع بعيداً كلّ البعد عن ذلك، ولكن سوء الظن بك يقف حجر عثرة بينك وبين الأشخاص، وكلّما صمت وخرست أصبحت أنت النظيف الطيّب، وكلّما فتحت فمك ونطقت بتلك الكلمة الصادقة التي لا رياء فيها ولا محاباة، أصبحت أنت العدو الكاره!

قبل أن تسيء الظن في الآخرين، ضع نفسك مكانهم، وانظر كيف هم صبروا على من جرحهم لسنين وسنين عديدة، وكيف بلعوا الضيم من أجلك ومن أجلهم، ومن ثمّ قم بتوجيه اللوم والاتّهام إليهم، فأنتَ تنظر بقلبك وهم ينظرون بعقولهم، وأنت تحاول الموازنة في العلاقة، ولكنّك لا تستطيع في ظل سوء العلاقة وسوء الظن!

وسواءً أساء أحدهم الظنّ بك أم لا، فإن كلمة الحق أولى بأن تُقال، فبعض الناس يعطون لأنفسهم الحق في الاستهزاء بالآخرين وتجريحهم، ولكن ما أن يقوم باتّخاذ موقف، تجد الهجوم عليه كوابل الرصاص، وأوّل الهجوم وأسهله عند الناس هو سوء الظن، فلا ينظرون الحكمة من وراء اتّخاذ الموقف، هذا الموقف الذي يضع الكرامة نصب الأعين، وبالتالي لا يتطاول عليك أحد. وجمعة مباركة في هذه الأيام الحُرُم، وليتقبّل الله طاعة الجميع أينما كانوا وتوجّهوا.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4437 - الخميس 30 أكتوبر 2014م الموافق 06 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 6:06 ص

      صباح الخير خيه.

      البعض بالامس كان يتحدث عن جراحات ولانعلم اي جراحات هاي اللي يتحدث عنها وانه واتباعه هم من وقفوا صدا منيعا للانقلاب الصفوي الايراني . وان الاشخاص الدين سيمثلون المارد العظيم قد تمه مقابلتهم وامتحانهم وماشاء الله فقد نجحوا جميعهم مئه بالمئه. رسالتنا له ان يترك الشيعه في حالهم والمثل يقول ادا لم تكن معي فانت ضدي . ونحن نقول له ياسماحة الشيخ اترك الشيعه لحالهم ودهب انت لوحدك لهدا المجلس وعليك بالعافيه انت واتباعك . ماحد منعك وقال لك لا تنتخب انت حر ونحن احرار.

    • زائر 11 | 6:01 ص

      امنيى

      اتمنى ان يكون عمودك القادم عن الحسين ابن علي عليهم السلام ،وعن عاشوراء

    • زائر 10 | 3:47 ص

      لن اسامح

      من شتمني في نقاط التفتيش واهان معتقدي وسب ائمتي واعل بيت النبوة
      لن اسامح من انتهك بيتي واعتقل شبابنا ونكل بهم وعذبهم
      لن اسامح من هدم مساجدي وخاصر قريتي وفصلتي من العنل
      والان تطلبين لا تسيؤا الظن؟!!!
      اي ظن وما فعله البعض جريمة وارهاب بنا

    • زائر 9 | 3:04 ص

      علم النفس الاجتماعي

      عدم قبول الرأي الاخر ظاهرة اجتماعية و ثقافية مرتبطة بمستوي الفكر البشري. كلما توسع أفق الفكر و زاد علمه و تجربته زاد قدرته علي تقبل الرأي الاخر. لا يمكن ان نتوقع من محدود الفكر و العلم و التجربة حتي الاستماع للرأي الاخر. العجيب بان كل الدول تصرف الملايين لمعرفة رأي المعارضين. لكن نفس الأشخاص يأبون الاستماع لاي رأي يجهلونه و مخالف لآرائهم.

    • زائر 8 | 2:55 ص

      محب الوطن. 0933

      صباح الخير الاستاده مريم المحترمه وللشعب الطيب سوء الظن مو هذا مرض العصر المستشري في جماهير الأحزاب الدينية في الوطن العربي كلمة الحق اصبحت ماركة مسجلة كل حزب يريد يتاجر بها لوحده ومن ينازعه عليها فسيف الكراهية والحقد والتناحر والفتنة جاهز وأن إختلفت حدت رد فعل جماهيرها يبقى المرض واحد بس شدة الاصابه تختلف

    • زائر 7 | 2:24 ص

      وطن

      عندما يقف احد موقف مريب من أعداء الوطن وبشكل مستفز .. فلابد ان تحوم الشكوك حوله ويسوؤ الظن به .. خلى هاي النصيحة في إذنك وراح يكون دربك خضر

    • زائر 5 | 2:20 ص

      الوطن

      عندما يقف كائنا من كان بموقف مريب وقريب من أعداء الوطن وبشكل مستفز .. فلابد ان تحوم الشكوك حوله ويسوؤ الظن به .. خلى هاي النصيحة في إذنك وراح يكون دربك خضر

    • زائر 6 | 2:20 ص

      الوطن

      عندما يقف كائنا من كان بموقف مريب وقريب من أعداء الوطن وبشكل مستفز .. فلابد ان تحوم الشكوك حوله ويسوؤ الظن به .. خلى هاي النصيحة في إذنك وراح يكون دربك خضر

    • زائر 4 | 12:43 ص

      ................

      ليش صرتى مشرفة اجتماعية وانتى مشرفة ادارية..............

    • زائر 3 | 11:20 م

      مترشح تورط برفع مسدس دفاعا عن عرض خليته عنوان حملته الامانة

      مترشح للانتخابات عنوان حملته الامانة وهذا المترشح تورط برفع مسدس على منافس له على من يرغب ان تكون خليلته ولا ندري المسدس مرخص او غير مرخص وكيف ولمن يرخص السلاح

    • زائر 2 | 11:06 م

      غريب الرياض

      سوء الظن منهي عنه في الاسلام و من الخلق المذموم. و هذه صفة غير المؤمنين و اهل الورع.
      مشكلة اني اعرف دولة حكومتها دائما تسيئ الظن بالسكان الأصليين و تدافع ببسالة عن السكان المهاجرين يعني دولة تشبه أمريكا لكن عربية و خل.... فهمتوا

    • زائر 1 | 10:09 م

      جمعة مباركة لك والقراء

      جمعة مباركة لك والقراءة واليوم كنا ننتظر وجبة واقصد فطور دسم لكن الظاهر بان موضوعك استراحة محارب وسؤال بريء هل يصح ان أسامح من شتمني وقتل أبنائي وسجنهم ونكل بهم وفصلهم وهدم مساجدنا وغلط العقاب علي وعلى أبنائي حكمي عليهم لن يتغير لم اسيء الظن بهم وانما هم خانوا الامانة

اقرأ ايضاً