العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ

بين القوي الأمين وسمية الجودر

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

على رغم الفيديو الساخر الذي تحدّث فيه الكوميديان منصور (صنقيمة)، بأنّ كرسي البرلمان «صوته يطلع أكثر» من النائبة السابقة سميّة الجودر، فإننا نود تعريف الناس أولاً من هي سمية الجودر، وخصوصاً أنّها غادرت قبّة البرلمان بسبب فتوى من قبل بعض المتأسلمين لاختيار «القوي الأمين».

الجودر عُرفت منذ سنوات عديدة وليس إبان البرلمان السابق في مجال مرضى الأيدز، إذ ترأّست اللجنة الوطنية لمكافحة متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الأيدز)، وأيضاً قامت بإدارة البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض التناسلية والأيدز، ولها باع طويل في هذا المجال، ومن أوائل من قلّصوا نسبة مرضى الأيدز في مملكة البحرين، ولها بصمات قبل دخولها قبّة البرلمان في العديد من المجالات الاجتماعية والسياسية والأسرية بجانب هذا المرض. والحديث ليس مدحاً فيها، ولكن شكراً على جهدها الدؤوب لسنين وسنين من أجل الوطن، وحرصاً على قول كلمة حق حتى لا تضيع وسط زحمة الانتخابات.

ولكن كما يقال في المثل الشعبي (يوم طاح اليمل كثرت سجاجينه)، فتارة ينتشر فيديو عن سماع صوت كرسيها في البرلمان أكثر من صوتها، وتارةً أخرى فتوى داخل دائرتها باختيار القوي الأمين، وتوجيه واضح للناس من قبل رجالات التعصّب إلى من يريدونه داخل البرلمان، ولو رجعنا إلى مضبطات الجلسات، لوجدنا ما قامت به سمية الجودر من مداخلات ومن اعتراضات، وكما قلنا سابقاً، الخلل ليس في الشخوص، ولكن في قوانين المجلس ذاتها وفي لائحته الداخلية.

لا يجوز في العرف الديني توجيه الناس لاختيار أحدهم، فهم أحرار يختارون من يشاءون، ولا يجوز تلميع صورة القوي الأمين فقط لأنّه من تلك الكتلة، ومن ذاك المكان، بل كان الأجدى عدم الخلط، وترك الناس في شأنهم يختارون من يظنّونه الأنسب.

وهذا ليس بغريب هذه الأيام، لأنّ الحال في البحرين أن نمشي بالمقلوب، فقط بسبب ثقة البعض العمياء في المؤسسة الدينية المتعصّبة بشكل عام، وفي كاريزما الصالح الأمين، وما أكثر الصالحين الأمناء عندنا، فهؤلاء ما أن يعتلوا المناصب حتى يذهب عنهم الصلاح وتفر منهم الأمانة، والشهادة فيهم مجروحة من كثر الفساد الذي وجدناه في جعبتهم من قبل، ولا نحتاج إلى نظّارات لنعلم عن مدى فسادهم، لأنّ أوّل الفساد هو عدم قول الحق، والتغاضي عن السرّاق وترك أموال النفط (على قولة المعاودة)، وعدم إرجاع أملاك الدولة بسبب شيم العرب... فهل نزيد؟

السبت المقبل ستشهد البحرين انتخابات الجولة الثانية، وعليه ننتظر بفارغ الصبر وعي الناس الذين سيصوّتون لذاك الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، لا ذاك الذي يدفن رأسه كالنعامة عند المواجهات وعند المواقف، فهؤلاء قلّة لا نراهم في الشارع الصامت للأسف الشديد، هذا الشارع الذي وقف في الستّينيات والسبعينيات حرّاً مطالباً بحقوقه في وحدة وطنية استفاد منها القاصي والداني.

إلى من بيده الأمر، نحب البحرين ونعشق ترابها ولا نرضى عليها حتى آخر يوم في حياتنا، وما نطمح في كل لحظة إلا للحصول على مجلس قوي كامل الصلاحيات، كمجلس 73، مجلس يحاسب ويراقب ويشرّع، ولا يخاف من نظرة ذاك الوزير، ولا حتى يخشى استجواب ابتسامة الوزير، عندها فقط سنعلم بأنّ المجلس القادم هو المجلس المنتظر الذي يُرجع الحقوق إلى نصابها الصحيح، ويعمل على خير المواطن البسيط قبل المواطن الـ VIP.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 8:46 م

      والنعم

      والنعم فيها وفي كل بحريني وصل المهم يدافع عن البحرين ولا يشوه سمعة البحرين

    • زائر 31 | 9:31 ص

      خلها ترجع لمرضاها احسن

      احسن من مشاركتها فيما يضر الشعب

    • زائر 32 زائر 31 | 12:57 م

      عدم الانقطاع عن المرضى

      لم تنقطع عن المرضى و عيادتها عند اخر فرصة بمدينة عيسى

    • زائر 30 | 6:30 ص

      دخلت البرلمان بالغلط

      الكل يعلم انها دخلت البرلمان بالغلط في التكميلية ومع احترامنا لها ولعائلتها الكريمة لم نرى منها لاخير ولا شر يعني سكتم بكتم وأستغرب من الكاتبة التي صارت تمدحها وتدافع عنها ولكن تأخرتي وايد!!!

    • زائر 33 زائر 30 | 1:01 م

      مشاركاتها في البرلمان

      يمكنك العودة إلى وقائع البرلمان لتعرف مدى مشاركتها.

    • زائر 27 | 5:00 ص

      ......

      .....صاحب التاريخ الوطني والصوت الجهور والبرنامج الوطني وشعاره يدا بيد ضد الفساد والذي ابدع في المناظرة وفي كلمته التاريخية والذي يتاسف له الداني والقاصي قد سقط في هذه الإنتخابات اولا بفعل المجنسين ثانياً بالفعل الرسمي في التوجيه ثالثا بفعل الرشاوي رابعاً بفعل مواقفه الوطنية وافكاره اليسارية العلمانية التي جعلت كل القوى الدينية والدخيلة ان تتكالب عليه لإسقاطه هل ستكون البحرين خحلال السنوات القادمة للمنافقين والراشين والمرتزقة

    • زائر 28 زائر 27 | 5:57 ص

      ويحك !!

      من أين أتيت بهذه الشخصية التي لم يسمع عنها ( القاصي والداني على حد قولك ) ... هل انت واهم ؟ أم نتوهم ؟ فما رأينا سوى عدد جاوز الأربعمائة مابين ...........

    • زائر 25 | 3:16 ص

      اشوف

      اشوف اتغير كلامش قمتين ادافعين عن النواب الجدد الي الشعب يرفض انتخابهم وصرتين ويه الحكومة.............

    • زائر 24 | 3:12 ص

      احلمي

      احلمي ياكاتبه هاده بلرمان حكومي ولا راح ينفع الناس والداخليه مستمرة فى القمع......... ولا راح توقف من القمع والمداهمات والمجلس القادم راح يسند الحكومة .......................... يعنى البلد سايرة فى ظلام

    • زائر 23 | 2:14 ص

      بغض النظر عن القوي الامين المزعوم

      فمن الاجدي ان تواصل العمل في المجال الطبي الذي تتقن العمل فيه وتترك السياسة لاهلها

    • زائر 21 | 1:48 ص

      بعد فوات الأوان

      الكلمة أمانة واذا جاءت بعد فوات وقت الاستفادة منها كان صاحبها مضيعا للأمانة
      وعندما نتحدث عن الأمانة علينا أن نكون أمناء أولا ثم نعلم الناس الأمانة

    • زائر 20 | 12:58 ص

      بعد فوات الأوان

      الكلمة أمانة واذا جاءت بعد فوات وقت الاستفادة منها كان صاحبها مضيعا للأمانة
      وعندما نتحدث عن الأمانة علينا أن نكون أمناء أولا ثم نعلم الناس الأمانة

    • زائر 19 | 12:52 ص

      ضعف وعي الناس يعطي للمتأسلمين الفرصة

      ضعف الوعي لدى البعض جعل منهم العوبة بيد المتأسلمين واللاعبين باسم الدين ورغم ان الوضع كشف زيفهم واسقطهم الا ان البعض لا زال يصرّ على تمجيدهم فبعد ان اوهموا العالم بأن لهم جمهورا من 450 الف لم يثبت لهم في الساحة حتى 5 آلاف رغم الاغراءات الكثيرة.

    • زائر 18 | 12:41 ص

      سمية الجودر سيدة محترمة

      فهي لم ترفع صوتها في المجلس لملاسنة الآخرين وشتمهم كما فعل غيرها ولم تخرج يوما عن أدب الكلام أما عن قول صنقيمة أنه سمع صوت الكرسي ولم يسمع صوتها فنقول له هناك نواب رجال لم نسمع لهم يوما صوتا ولا نعلم إن كانوا موجودين أم لا ولا داعي لذكر الأسماء والإنسان يجتهد في عمله في أي موقع والسيدة سمية اجتهدت في مجال عملها وجزاها الله خير الجزاء وشكرا لك يا أستاذة مريم

    • زائر 17 | 12:39 ص

      كلا

      أنا من قراء الكاتبة المميزة والوطنية الأستاذة مريم الشروقي ولكن اختلف معها في تقييم الدكتورة الفاضلة الجودر ويجب أن نفصل بين كونها طبيبة وسياسية تحت قبة البرلمان، فهي من المصوتين مع كل قرار فوقي يأتي لهم من تقليص صلاحيات وغيره وقانون الإرهاب وووووو ولم يكن لها موقف معارض للسياسة العامة للمجلس السابق الذي يعد في ادائه أسوأ مجلس عرفناه محليا وأقليميا وعالميا وهي من ذات التشكيلة وهذا لا يقلل من احترامنا لها كطبية مجدة ومخلصة في اداء رسالتها الطبية

    • زائر 16 | 12:35 ص

      الي مسوي روحه قوي سقط

      أبو سيف الي حمل السيف في جامعة البحرين وأخذ يبعبع ويزمجر ويهدد ويدعو لقتل فئة...هاهو قد جاءته الضربة في مقتل والحسنة الوحيدة التي عملها للشعب أنه أدخل الفرح والسرور عليهم يوم سقوطه الذريع أما قوته المزيفة فقد انتهت فهي قوة مصطنعة والمجلس لا يريد قوة هشة بل يريد قوة وشجاعة في قول الحق والدفاع عن الشعب ومصالحهم وحقوقهم أما حمل السيوف لتخويف الناس فهذا من فعل الجبناء

    • زائر 15 | 12:33 ص

      ونسيتي الكتلة الايمانية

      كوني منصفة 2010 ماذا قالت الكتلة الايمانية

    • زائر 26 زائر 15 | 3:18 ص

      طمبورها

      لا تغرد خارج السرب
      شكلهم شاغلين بالك

    • زائر 14 | 11:53 م

      اتفق معك ولكن !!

      مقال جيد كالكثير مما تخطه أناملك الرصينة .. بعد قراءة المقدمة يخال للقارئ بانك تروجين للمذكورة ، بل وكأنك تستعطفين ذوي الشأن من أجل تنصيبها في مكان ما تتقاتل عليه المئات في الايام الحالية ... ذلك كله لا ينفي انك أجبرت القارئ الحاذق ان يفهم الفكرة ويغوص فيما بين السطور ليصل الى هدف نبيل تبتغينه أنت وكل الوطنيين.

    • زائر 13 | 11:53 م

      علي بحر

      الدكتوره سميه انا تعاملت معها هي تحب تعمل بهدوء وترفض حب الطهور وشهادتي مجروحه

    • زائر 9 | 11:23 م

      كالعادة

      يبعد الصالح و المتميز و يقرب الداني في بلدي البحرين

    • زائر 8 | 10:47 م

      أصعب إمتحان على المرء الثبات عند التعامل مع البيزات ومع الحسناوات...

      وما أكثر الصالحين الأمناء عندنا، فهؤلاء ما أن يعتلوا المناصب حتى يذهب عنهم الصلاح وتفر منهم الأمانة ...

    • زائر 7 | 10:42 م

      كلام في الصميم

      مع الاسف فالبحرين هدا اكلام مايمشي مدام في ناس من هالبلد لايحبون يشوفون البلد في استقرار يبون يحرقونها لو تسنح لهم فرصة...مع الاسف على بلادنا صارت الحقيقة والحق باطل والعكس... الله يعطيك العافية

    • زائر 6 | 10:35 م

      خسارة

      والنعم بالنائبة د سمية الجودر.. خسارة كبيرة عدم فوزها

    • زائر 5 | 10:35 م

      بين القوي والأمين سميه الجودر

      ونعم التربيه اولا ونعم الأخلاق والأدب يادكاورتنا العزيزه انتي غنيه عن التعريف انا شخصيا عملت معها في حقبة التسعينات في قسم الطوارئ تحديدا وكانت اروع الأطباء في العلاج والأخلاق والوعي الديني دكتورنا العزيزه انتي دائماً وأبدا موقفه مع طيبة قلبك وسعة صدرك وفقكي الله لما فيه الخير الى بلدك

    • زائر 1 | 8:43 م

      نعم

      انها المرءه العامله المحبه للأنسانيه الخائف على كل بحريني بو جه الخصوص الله أوفقه في خدمة والوطن والدين

اقرأ ايضاً