العدد 4486 - الخميس 18 ديسمبر 2014م الموافق 25 صفر 1436هـ

هل التعذيب مبرّر؟

غانم النجار ghanim.alnajjar [at] alwasatnews.com

كاتب كويتي

في إحدى جلسات المجلس التأسيسي بالكويت سنة 1962، الذي وضع الدستور، رأى أحد النواب أن منع التعذيب بالمطلق غير ممكن وغير واقعي، وإلا فكيف يمكن الحصول على معلومات دون تعذيب؟

واقع الأمر أن رأي النائب كان عابراً، فقد منع الدستور الكويتي التعذيب منعاً باتاً ونهائياً، وجاءت القوانين متسقةً مع أبيها «الدستور»، ثم انضمت الدولة برمتها إلى اتفاقية مناهضة التعذيب الأممية في 1994، وبالتالي فإن أي ممارسة للتعذيب عندنا هي مخالفة للقانون، فضلاً عن مخالفتها للدستور.

والتعذيب هو «أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسدياً كان أو عقلياً، يلحق عمداً بشخص ما، بقصد الحصول من هذا الشخص على معلومات أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه، أو تخويفه أو إرغامه، أو لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز أياً كان نوعه أو يحرّض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية...»، و«لا يجوز التذرع بأية ظروف استثنائية أياً كانت، سواءً أكانت هذه الظروف حالة حرب أو تهديداً بالحرب أو عدم استقرار سياسي داخلي أو أية حالة من حالات الطوارئ العامة الأخرى كمبرر للتعذيب»، حسب المادة الأولى والثانية من الاتفاقية.

من هذا المنطلق، وفي إطاره، يدور الصراع حول «شرعنة» التعذيب. فمن يؤيد جواز التعذيب في حالات استثنائية نجده في أعلى الهرم السياسي. لذا كانت أهمية تقرير التعذيب الذي أصدرته لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي، وجاء في 6300 صفحة، حيث صرحت رئيسة اللجنة السيناتور ديان فاينستين بأن «التعذيب يتعارض مع روح بلادنا»، كما صرح السيناتور جون ماكين بأن «التعذيب قذارة تشوّه الشرف الوطني الأميركي».

ويبدو أن الأمر آخذٌ في التطور، حيث أصدرت البرازيل مؤخراً تقريرها الوطني عن التعذيب، وربما تقوم دول أخرى بفعل مماثل، لإثبات أن حل جريمة التعذيب لن يتم إلا بكشفه بشفافية، وجبر الضرر الواقع على الضحايا، ومحاسبة المسئولين عن التعدي عليهم. ومن دون التصدي بجديةٍ لجريمة التعذيب، سيفلت مرتكبوها، ويتمتعون بحماية النظام.

إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"

العدد 4486 - الخميس 18 ديسمبر 2014م الموافق 25 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:07 ص

      نائب برلماني يبرر التعذيب

      يقول لابد من التعذيب والا فكيف تؤخذ الاعترافات من المتهم. هذا وهو نائب برلماني !!!

    • زائر 3 | 11:33 م

      منذ الأزل

      قرأت كتبا عن التعذيب. هو ممارسة قديمة و مستمرة لدي كافة الامم. حتي التي تدعي التقدم و التحضر و الديموقراطية. بعد قراءة كل كتاب و من شدة الألم و التعرف علي قساوة أفضل الخلق بتصرفات لا تفعلها حتي الوحوش أفرغت ما في جوفي غصبا عني.

    • زائر 2 | 10:50 م

      مبرّر غير مبرّر محرّم غير محرّم مجرّم غير مجرّم=ما وعينا على ارض البحرين الا والتعذيب ممنهج

      كشعب بحريني: لا تحكي ببكي لك، فالتعذيب سمة وصفة ووصمة عار التصقت بالبحرين. ولا توجد نيّة للتخلّص من التعذيب لأن البعض لا يرى السيطرة على الوضع المغصوب الا بإذاقة خلق الله وابل العذاب بلا خوف من الله ولا ايمانا بحسابه وعقابه عن نفسي لا اظن ان من يقوم بالتعذيب يستشعر القدوم على الله ووقوفه بين يديه. فنحن كبشر عاديين تتألم نفوسنا لرؤية عصفور يتألم بينما هؤلاء يقومون بشتى اصناف التعذيب ولا يرق لهم جفن. انها الرحمة اذا نزعت من القلوب فإنها تعمل اكبر الكبائر من دون خوف ولا وجل

    • زائر 1 | 9:52 م

      هنا التعذيب هو الأساس

      هنا الدستور يمنع التعذيب اسميا لكنه هو الأساس في انتزاع الاعترافات ومن الف قضية في شتى الأحوال قضية واحدة أدلتها علمية بحته اما الباقي فهي مصادر سرية لا يحق لك استجوابها واعترافات موقعة من قبل الضحية وآخرها وفاة نزيل

اقرأ ايضاً