العدد 4510 - الأحد 11 يناير 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1436هـ

شباب السجون وشباب الجامعات

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أصبحت الآن القصة مكررة، فقادة الحركات والعمليات الإرهابية التي تُرعب العالم تخرجوا من السجون، والأفكار الخطيرة تطوَّر الكثير منها في غياهب السجون، منذ ستينات القرن الماضي في مصر، ومن ثم في السجون الأخرى، وصولاً إلى سجون أفغانستان والعراق وسورية، وغيرها من السجون في كل أنحاء العالم والتي تمتلئ بشتى أنواع الطاقات الشبابية والفكرية والدينية.

كما تحدثت وكالات الأنباء، من بينها وكالة الأنباء الفرنسية، التي كتبت أمس لتقول «طرحت الاعتداءات الإرهابية في باريس مجدداً مسألة اعتناق أفكار سياسية إسلامية متطرفة في السجون وهو الأمر الذي يثير قلق السلطات التي تسعى إلى عزل المتطرفين والتصدي لتجنيدهم للمساجين».

الفراغ والضياع والإحباط، جميعها عوامل تخلق حالة من الرفض للواقع والسعي لتغييره أو الانتقام من أولئك الذين يعتقد أنهم السبب في ذلك. هذه الموجة التي يتصدرها أناس يرتكبون الأعمال الوحشية وغير الإنسانية باسم الإسلام، تختلف عن الطاقات الشبابية التي انفجرت في عدة مناطق في العالم في نهاية الستينات من القرن العشرين. حينها، كانت هناك أجيال جديدة من الشباب الجامعي الذي سئم من السياسة المسيطرة على الساحة العالمية آنذاك، وقرر أن يلعب دوراً أكثر أهمية ونحا نحو التمرد المدني والمظاهرات التي خرجت من الجامعات وفرضت تغييرات على النهج السياسي الذي كان يسيطر على مواقع القرار.

الفرق بين الشباب الذين يصنعون الأخبار في هذه الفترة، والشباب الذين صنعوا الأخبار في ستينات القرن الماضي هو أن شباب التطرف الديني حالياً يقودهم خريجو سجون، بينما شباب الستينات كان يقودهم خريجو جامعات، وهناك فرق في طريقة الطرح والتعامل والتأثير بين النوعين. فالانفجار الشبابي من الجامعات يبحث عن إعادة التوازن في العمل السياسي آنذاك، أما الانفجار الشبابي في هذه الفترة فهو يعيد إنتاج الضياع الذي عاشه في السجون عبر عمليات القتل والإرهاب لينتقم من العالم أجمع.

إن أزمة الإرهاب والتطرف الحالية لها أسباب كثيرة، ولكنها توضح أن الاستثمار في السجون وتوسعتها لا يحفظ أمناً لأحد، على عكس الاستثمار في التعليم الحديث والجامعات المتطورة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4510 - الأحد 11 يناير 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 5:52 ص

      الزائر رقم 14

      هولندا وسويسرا اغلقت كما تزعم لان ماعندهم ... يعملون على هدم بلدهم من الداخل

    • زائر 22 | 4:53 ص

      انه

      انه اسباب دمار الشباب الحكومات الجائرة والظالمه لو كل الحكومات اتخدت شرع الله شان احنه ابخير ....

    • زائر 17 | 3:58 ص

      مهتم

      متى البحرين عرفت الطائفية البغيضة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ دائما كنا عايشين مع بعض جيران الأبواب مفتوحة .

    • زائر 15 | 2:06 ص

      قد اسمعت لو ناديت حيا

      يا دكتور،، لا حياة لمن تنادي. الموقف الاقليمي والدولي صعب جدا والوضع المحلي يتعقد اكثر واكثر ولا يوجد ...يعي مخاطر الازمات وانعكاساتها على البلد. بدل الحوار ومحاولة حل الامور بعقلانية وهو ما يجنب البلد الخسائر الكبيرة جدا على كل المستويات (الاقتصادية والسياسية وغيرها) يتم اللجوء للخيار الامني الفاشل والاكثر تكلفة! في الواقع هذا الخيار كارثي على كل الصعد ولكن..لا حياة لمن تنادي

    • زائر 14 | 1:51 ص

      السجون

      اغلقت في هولندا وسويسرا لعدم وجود لزمه لها

    • زائر 13 | 12:50 ص

      هو استهداف لبنية الطائفة العلمية

      من ضمن الاستهداف هو استهداف البنية العلمية للطائفة والذي تميزت به وقد ظهر ذلك في بعض المواقف ابان السلامة الوطنية حيث قام بعضهم بالافصاح عن ما بداخله من غلّ وحقد على اصحاب الوظائف المرموقة والذين ازعجهم تفوقنا وارتقائنا وكأننا ابناء البطة السوداء لا يجب ان نحظى بوظائف تليق بمستوانا العلمي . ولا يدرون اننا لو بحثنا عن وظائف في بلاد اخرى لتلقفنا المؤسسات والشركات في الخارج

    • زائر 12 | 12:46 ص

      استهداف التفوّق العلمي هل حسد ام حقد ام ماذا

      لقد كان البعض يقولها لنا علنا عن طريق المزاح بأننا البحارنة متفوقون دراسيا ومجتهدون في التحصيل العلمي وهذا واقع غرف بعض ما في قلوب الآخرين علينا لذلك عمدوا الى هذا التفوق لضرب الطائفة من اساسها

    • زائر 10 | 11:12 م

      التطرّف

      التطرف و الارهاب لم نعرفه في العالم الا بعد عام تسعة و سبعين

    • زائر 8 | 11:03 م

      تخرجنا و الحمد لله

      اعمل إحصائية بسيطة: أنظر من حولك و أحسب كم واحد لم يمر بتجربه السجون?

    • زائر 7 | 10:37 م

      تعليم شباب الوطن واعطاءهم الفرص هو الاقتصاد والتطور والنهوض للدول .

      إن أزمة الإرهاب والتطرف الحالية لها أسباب كثيرة، ولكنها توضح أن الاستثمار في السجون وتوسعتها لا يحفظ أمناً لأحد، على عكس الاستثمار في التعليم الحديث والجامعات المتطورة.
      اطلقوا شبابنا وحرروهم من السجون لاستثثمارهم في التعليم والجامعات لارتفاع شأن الوطن الذي حرم من ابداعاتهم .

    • زائر 5 | 10:28 م

      عتب

      يا دكتور ليش التلميح ,, دش في الموضوع على طول وسم الأشياء باسماءها لعل وعسى ان تصل الرساله الى بعض العقول المريضه

    • زائر 25 زائر 5 | 7:44 ص

      بالفعل

      اقليمية التكتل الحزبي
       
      بطبيعة الحال وهذه مشكلة الوضع الاقليمي الذي نمت عنه تحول في المجتمع الديمقراطي.. الذي تجسد من الطفرة الديمقراطية. الطفرة الذي نمت عنها اتفاقيات فيثاغورث الاقليمي.. مجمتع اخر نمت عنه تكتل الاحزاب الموالية للطفرة الشيوعية .. نعم وفي البحرين بالذات .. ماهي الا تحولات ارقت المجتمع بسبب سياسات لم تكن مدولة من الاحزاب

    • زائر 3 | 9:56 م

      الدول والحكومات تبحث عن الأمن والأمان والإستقرار وحكومتنا تسبح عكس التيار، فأولادنا القابعين في السجون ظلما بلا ذنب ماذا نتوقع منهم بعد الأحكام القاسية الجائرة؟

    • زائر 2 | 9:49 م

      سيدي الدكتور هي نتاج عملية طويلة حرفت فيها قضية فلسطين لتكون الحرب المذهبية هي الأساس

      ثلاثة عقود والنار حامية لتحويل بوصلة فلسطين الى حروب مذهبية طائفية ولقد نجحوا في ذلك بنسبة كبيرة فتلك المدرسة المتشددة فهي تفرخ الدعاة والرعاع فلها حضورها الرسمي دعم مالي وإعلامي ولوجستي يغطي العالم مله فتفرخت منها حركات التشدد من القاعدة الى بكو حرام وداعش والنصرة والكثير من الحركات العنيفة فالصعوبةحاليا في السيطرة عليها فعليه يقومون بالقتل والسلب باسم الاسلام والوقت هو تجفيف منابعها في بلدها الام

    • زائر 1 | 8:57 م

      من يعى؟

      هل يعى من جعل من منشأت خدميه للمواطنين سجون لشباب الوطن؟

اقرأ ايضاً