العدد 4596 - الثلثاء 07 أبريل 2015م الموافق 17 جمادى الآخرة 1436هـ

في يوم الصحة العالمي... كل عام وأنتم بصحة جيدة

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لماذا يأخذ موضوع الصحة في حياتنا اهتماماً خاصاً، وأولوية مطلقة، هل هو خوفٌ من الموت على اعتبار أن تدهور الصحة مسار يفضي إلى الموت؟ أم أن الصحة هي السعادة المرجوة للاستمتاع والسير في مناحي الحياة بكل يسر؟ وأياً يكن السبب يبقى للصحة شأن كبير، تصرف الأموال لتحقيقها أو الاحتفاظ بها طويلاً، فليكن يوم الصحة يوماً نجعل فيه صحتنا في الميزان.

بدأ يوم الصحة العالمي مشواره التاريخي منذ العام 1950، حين أعلنت «منظمة الصحة العالمية» في ذكرى تأسيسها (7 ابريل 1948) اعتبار هذا اليوم من كل عام يوم الصحة العالمي، وذلك بإطلاق شعار يركز على قضايا الصحة العامة في المجتمع الإنساني. فمثلاً في العام 1989 أطلق شعار «الأمومة الآمنة»، وفي 2007 كان الشعار «الأمن الصحي الدولي»، بينما جاء شعار 2012 في عبارة «الشيخوخة والصحة». أما هذا العام فجاء الشعار «تحسين السلامة الغذائية من المزرعة إلى الصحن»، بسبب انتشار الغذاء غير المأمون في العالم، والذي يحتوى غالبه على البكتيريا الضارة أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيمائية، والتي تسبب 200 مرض يبدأ من الإسهال وينتهي بالسرطان، والتي تؤدي غالبيتها إلى الموت. هذا الأمر دعا منظمة الصحة العالمية إلى نشر خمس وصايا لضمان مأمونة الغداء وهي: المحافظة على نظافة الطعام، وفصل الطعام النيئ عن الطعام المطهو، وطعام الطعام جيداً، والاحتفاظ بالطعام في درجة حرارة مأمونة، واستخدام المياه والمواد الخام المأمونة.

الصحة تعني أن يتمتع الإنسان بالعافية، وهي تطلق على حالة السلامة من الأمراض، أو ذهاب المرض بعد حلوله وهي تشمل جوانب عدة منها الصحة الجسمانية، وهو أن تكون عواطف ومشاعر الإنسان متزنةً في حالة الخوف والغضب والحب والارتياح. أما الصحة العقلية فهي تكمن في صحة الأفكار والتصرفات، بينما الصحة الروحية وهي علاقة الإنسان بربه وبنفسه وبالحياة من حوله.

الناس تبحث عن الصحة الجيدة، وهي أكثر القضايا إلحاحاً في حياتهم، فكل شيء يعتمد على الصحة، وفيها تكمن سعادة الإنسان، فأصحاب الأمراض هم أكثر الناس قلقاً وخوفاً على حياتهم، ويحاولون التغلب على تلك المشاعر لكي لا تكون منغصاً لهم في حياتهم، ليبقى السؤال كيف الحياة بالمرض.

الحل يكمن في التعايش مع المرض، والذي يعني أن تفهم مرضك جيداً، وتتعامل معه بمعرفة وتصالح، وليس التغافل والميل إلى إهمال النفس بحجة الضغوط اليومية، من التزامات عائلية وواجبات العمل وتأمين الحياة المادية. فالاهتمام بذواتنا وتحديد أولوياتنا في المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية والعاطفية، هو أمر بالغ الأهمية خصوصاً في نمط حياتنا المتسارع، ووسط الأجواء السياسية الخانقة، والأوضاع المعيشية الصعبة، والجري وراء الترف وتأمين الحاجات، والخوف من المستقبل. وكلها أمورٌ تنتهي بنا إلى اعتبار الاهتمام بصحتنا أمراً ثانوياً، ما يؤثر سلباً على حياتنا وسلوكنا وأشكالنا بشكل عام.

تبقى الصحة هي سباق الرهان على تعاملنا مع هذه الحياة، وهو فن وسياسة وإرادة، نغلبها أو تغلبنا، فجسمنا هو بيتنا مصدر سعادتنا وألمنا على حد قول الكاتب جيم روث مؤلف كتاب «السعادة الدائمة»... فاعتنِ بجسمك فهو المكان الوحيد الذي تسكن فيه.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4596 - الثلثاء 07 أبريل 2015م الموافق 17 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً