العدد 4636 - الأحد 17 مايو 2015م الموافق 28 رجب 1436هـ

هل تحتاج الدولة إلى التسويق السياسي؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أولاً ما هو التسويق السياسي؟ وما هي أهدافه وأساليبه؟ وما هو دور وسائل الإعلام في التسويق السياسي؟ وما هي أهم المرتكزات المستخدمة في التسويق السياسي؟ وهل تحتاج الدولة إلى التسويق السياسي؟ أسئلة نتمنّى على من يحلّل وسائل الإعلام المحلّية الإجابة عليها.

التسويق السياسي هو مفهوم جديد مُستحدث، وليس له تعريف بعينه، ولكن اجتمع بعض الباحثين على أنّ التسويق السياسي هو نوع من النشاط السياسي، يقوم على الترويج للأفكار والطروحات والبرامج، لعكس الصورة المراد نشرها، ضمن المحيط الذي تشغل فيه الهيئة السياسية المتكوّنة أساساً من الرأي العام بمختلف فئاته، ومن نخب المجتمع في كافّة المجالات.

نضيف إلى ذلك أنّ الهدف من التسويق السياسي هو كسب وتأييد الرأي العام حول قضيّة أو رأي ما، وكذلك إظهار الوزن السياسي لمؤسسة أو جماعة ذات مصلحة معيّنة، وأيضاً هدف التسويق قد يكون إظهار الجوانب الإيجابية لسياسة معيّنة أو حزب أو شخصية ما، وبالتالي بناء صورة ذهنية إيجابية عن نشاط سياسي معيّن. كما يهدف إلى تأكيد المكانة السياسية للشخصيّات المهمّة في الدولة، وأهم من ذلك كلّه يقوم التسويق السياسي بتعديل الصورة الذهنية السلبية عن سياسة ما، فيجعل الجمهور يُغيّر نظرته نحو تلك الصورة.

أما أساليبه فهي بسيطة جداً عند المختصّين بالشئون السياسية والإعلامية، وأوّلها دراسة الرأي العام نحو القضايا المختلفة وتحليله، ومن ثمّ تحديد أساليب الإعلام والإعلان، وتحليل معطيات السوق السياسي، وتحديد المنتج السياسي الذي عن طريقه نؤثّر في الرأي العام.

نضيف إلى ذلك كلّه أنّ مرتكزات التسويق السياسي هي إجراء البحوث لمعرفة توجّهات الرأي العام، وكذلك توظيف التلفزيون كأداة مهمّة ومؤثّرة، وأيضاً عن طريق البريد المباشر ووسائل الاتصال الحديثة كالانترنت وغيره.

هل قرأتم ما كتبناه في هذه السطور السابقة؟ هذا كلّه أخذناه من الكتب، ولكن ما نريده فعلاً هو معرفة إن كانت الدولة تحتاج إلى التسويق السياسي أم لا، ونعلم بأنّ الخبير في الشئون السياسية هو من يؤكّد على أهمّية التسويق السياسي والاستفادة من وسائل الإعلام في الدولة.

لا يكفي عرض برنامج في التلفاز من أجل التأثير على الرأي العام، أو تغيير الصورة السلبية الموجودة، بل إنّه كلّ معقّد من جميع الأدوات المتاحة للدولة، فصورة مثلاً لأحد القادة الخليجيين وهو يتحدّث مع طفل صغير بكل عفوية، أدّت إلى زيادة شعبية هذا القائد، وعرض تلفزيوني لقائد خليجي آخر يتجوّل بسيّارته ويقف عند «السوبر ماركت» لشراء حاجيات، ومن ثمّ التحدّث مع المواطنين بطيبة نفس، أدّت إلى رفع أسهم هذا القائد.

ليس المجتمع الخليجي هو من نضرب المثل به فقط، فالرئيس الأميركي باراك أوباما نشر مقطع فيديو على موقع «التويتر» الخاص به وعلى موقع «الفيسبوك»، وهو يتمشّى في أحد الأحياء الأميركية بمعيّة مستشاريه وكبار الشخصيات، ومن ثم يقف عند مجموعة من الأطفال المتواجدين مع مدرّساتهم، ويلعب معهم إحدى الألعاب الأميركية المشهورة. هذا كلّه تسويق سياسي يصب في المصلحة العامّة والخاصة... أليس كذلك؟

نطمح أن نرى التسويق السياسي في البحرين على أوجّه، من خلال الوزراء والمسئولين وكبار الشخصيات، فإن صلحت العلاقة وتغيّرت من سلبية إلى إيجابية، فإنّ هناك كثيراً من الشئون ستتغير في وقت قياسي لم نعهده.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4636 - الأحد 17 مايو 2015م الموافق 28 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 4:12 ص

      الاعلام المحلي

      لا أرغب ف مشاهدة التسويق السياسي ع أساس النفاق والتزلف وتشويه للحقائق المرة ف التعامل مع المواطنين من قبل المدراء والوزراء.

    • زائر 10 | 2:34 ص

      كل ما قلتيه صح

      ولكن الأمر في الأعلام والتسويق السياسي ( موكل لغير اهله ) وتمعني جيدا في ايكال الأمر لغير أهله ، بمعنى انه لو كان المستشارون والبطانة على درجة من القوة والحنكة السياسية وغير النفعية ، لرأيت البحرين غير ما نراه ، من المهم ان يكون للمسئول اكثر من مستشار واكثر من معين ( ومن كل الأتجاهات ) واشدد على كل الأتجاهات ، ولكن ما نراه في البحرين ان المستشارون من فئة واحدة ولا نقصد مذهب بل فئة من تقول ( كل شي تمام ) وهذا القول لا ينمي مجتمع ولا يطور امة ، يا مريم البحرين زاخرة بالعقول ولكنها مهمشة .

    • زائر 9 | 2:13 ص

      الحمد لله ربّ العالمين لم يعد سمعي يطيق سماع الاعلام الرسمي

      منذ سنين وقبل 14 فبراير لم اكن اطيق سماع الاعلام الرسمي لما اسمع واراه من تزّلف من بعض المنافقين ا>>>وهم كان جزء من ازمة البلد

    • زائر 8 | 2:02 ص

      عازفون عن سماع الاعلام الرسمي من زمان

      من يحترم عقله لا يتابع الاعلام الرسمي للدول العربية

    • زائر 7 | 12:15 ص

      يمكن او اكيد

      بس الاكيد انها ماتحتاج بس الخوف يقطع الجوف

    • زائر 5 | 12:03 ص

      ملاين

      ملاين صرفت من اجل طمس الحقيقه لكنهم لم يتمكنوا لان الحقيقه المره عندهم واقع لا مفر منه فلا اموالهم ولا وسائلهم انتجت شيئا

    • زائر 2 | 10:42 م

      الكاسر

      انا لو أصير مدير ما راح أعطيك وجة ولا اطلع اتسوق ولا اروح مطاعم وأحاول ما اطلع من البيت وإذا بطلع اخلي السائق يوصلني للمكان الا ابي اروحة عشان ما حد يشوفني ويطلب مني طلب ( اشلون لو وزير )

اقرأ ايضاً