العدد 4644 - الإثنين 25 مايو 2015م الموافق 07 شعبان 1436هـ

التنافسية والإعلام

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الرياضة ميزتها الأساس هي التنافسية من خلال وجود أكثر من فريق يتنافسون على البطولة نفسها، وكلما تقاربت مستويات الفرق كلما زادت حدة المنافسة وزادت الجماهيرية والإثارة.

العلاقة طردية بين اهتمام الجماهير وحضورها وحرصها على متابعة كل صغيرة وكبيرة وبين شدة المنافسة؛ لأن النتائج المحسومة سلفا لا أحد يهتم لها.

مثلا يحرص الجميع على متابعة أخبار نجمي كرة القدم العالمية ليونيل ميسي ورونالدو لسبب بسيط أن التنافس بينهما في كل شيء من الفريقين الغريمين اللذين يلعبان لهما إلى الصراع على لقب الهداف وممرر الكرات وأفضل لاعب وحتى الملابس التي يرتدونها وغيرها من الأمور.

المتابعة التي يحظى بها حاليا نهائي دوري زين البحرين لكرة السلة والاهتمام المنقطع النظير من الجماهير ما كان ليكون لولا شدة المنافسة وصعوبة التكهن بهوية الفائز.

هذا التنافس يزيد مساحة الاهتمام والمتابعة كما يزيد من أهمية كل تصريح وكل حركة أو حدث، ووسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا وايجابيا في إبراز الفريقين ونجومهما وهي حتى عندما تنتقد فإنها تسهم بطريقة أو بأخرى في زيادة الشهرة وزيادة المتابعة.

النظرة السلبية من قبل البعض لدور وسائل الإعلام لا تعكس وعيا حقيقيا بأهميتها، فالعنصران الأساسيان في النجاح هما التنافسية بالمقام الأول والإعلام في المقام الثاني وإلا فإن المسابقة محكومة بالفشل مسبقا ولن يعيرها الكثيرون الاهتمام.

النظرة السلبية لدى البعض تمتد أيضا إلى جانب وسائل الإعلام إلى التنافسية نفسها باعتبارها أمرا سلبيا، إذ يعتبر منافسة الآخرين لفريقه يضره ويسحب البساط منه، وهذه النظرة قاصرة بشكل كبير كونها تنظر لجزء من الصورة وليس لكل الصورة.

أمر جيد أن تسعى دوما للقمة، ولكن من المهم تماما أن يكون لك منافسون أكفاء يكشفون قدراتك كما يسهمون في تحفيز جماهيرك أنفسهم على الحضور والمتابعة والاهتمام، بل إن شدة المنافسة هي ما تعطي البطولة قيمتها الحقيقية.

الألقاب التي تتحقق بعد مشقة وعناء وتعب يشعر الجميع بطعم مختلف عند تحقيقها، فالسهولة مثلا التي فاز بها المنامة ببطولة كأس السلة على حساب النجمة لم تعط البطولة قيمتها لا جماهيريا ولا إعلاميا، أما في حال تتويج المنامة حاليا بلقب الدوري بعد كل هذه المعاناة أمام الأهلي فلا شك أن الفرحة ستكون مختلفة والطعم كذلك سيكون مختلفا.

من شاهد فرحة فريق شباب النويدرات بتحقيقه لقب دوري الشباب لكرة السلة على حساب المنامة وبعد معاناة كبيرة يدرك تماما قيمة التنافس في الرياضة ومتعة اللقب الصعب الذي يحتاج للعناء والكثير من الجهد.

الفرحة الهستيرية للفريق كشفت مقدار المعاناة التي أنتجت هذه الفرحة ولو كانت الأمور بالسهولة لما كانت الفرحة بهذه الصورة.

باختصار، لا يمكن أن تكون هناك رياضة جماهيرية من دون تنافسية ومن دون إعلام ولو شارك فيها كل نجوم العالم.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4644 - الإثنين 25 مايو 2015م الموافق 07 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً