العدد 4677 - السبت 27 يونيو 2015م الموافق 10 رمضان 1436هـ

نحو نهج أفضل لمواجهة الإرهاب العدمي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في السنوات والعقود الماضية كنّا نقرأ عن أخبار القتل العشوائي والحروب والفتن الأهلية والفوضى السياسية التي كانت تعم مناطق أخرى، مثل أفغانستان والمناطق القبلية الباكستانية والصومال. كنّا ننظر إلى تلك البلدان على أنها شيء مختلف عنّا، وأن نصيبهم كان دائماً هكذا، وأن كلَّ ما علينا هو أن نتحسّف وندعو الله إلى استتباب الأوضاع هناك. ثم انتقلت العدوى إلى دول أخرى ليست بعيدة جداً، مثل السودان وسورية والعراق وليبيا واليمن، ولكننا أيضاً بقينا نفكر أن كلَّ شيء مازال بعيداً عنّا، وأن ما يتوفر لدينا من ثروات كفيل بإبعاد ذلك البلاء بشكل من الأشكال.

غير أن تلك المناطق مترابطة معنا في كلِّ شيء، بل إن الكثير من أفكار القتل والتكفير وعدم القبول بوجود الآخر كان ولايزال مصدره منطقتنا الخليجية لا غير. وبالتالي كانت مسألة وقت فقط لكي تبدأ في بلداننا الخليجية نفس تلك الأعمال الوحشية التي حوّلت البلدان والمجتمعات الأخرى إلى الخراب والكآبة. وهكذا بدأ الانتحاريون نشاطهم الدموي في دول الخليج، وهؤلاء لديهم فتاوى وخطب ومقالات تقول لهم إن الله سيدخلهم الجنة عبر سفك دماء الآخرين وتفجير مساجدهم وأماكن تجمعاتهم.

وحالياً فانّ التحديات كبيرة أمام حكومات المنطقة ومجتمعاتها، حول كيفية مواجهة هذا القتل العبثي في المساجد والتجمعات العامة، إذ لا يمكن التنازل عن العيش كما يريد الناس لأنّ ذلك سيحقق أهداف الإرهابيين، وهو أيضاً مُنافٍ لطبيعة مجرى الحياة. هناك حاجة حالياً إلى تفاهم جديد بين مختلف فئات المجتمع والجهات الرسمية حول كيفية التعاطي بصورة عملية مع هذه المخاطر؛ لأنّ انتشار العمليات الإرهابية من شأنه أن يُقوِّض كلَّ شيء.

إننا بالتأكيد نعيش في زمن تبرز فيه خطورة الفكر الإرهابي العدمي في أماكن متعددة في جميع أنحاء العالم، بما فيها بلداننا التي لم تعُدْ مُحصَّنة منها. ربما أن هذا الأمر يُعتَبر مفاجئاً للكثيرين، ولكنه في الواقع تأخر كثيراً، ولا يمكن لأحد منّا أن يتنازل عن حياته أو مسئولياته، وجميعنا بحاجة إلى نهج أفضل لمواجهة هذه المتغيرات الداهمة. كما أن الجهات الرسمية مدعُوَّة إلى الانفتاح على فئات المجتمع المتنوعة بصورة أفضل من أجل مواجهة الأخطار الإرهابية التي تمسُّ الجميع من دون استثناء.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4677 - السبت 27 يونيو 2015م الموافق 10 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 5:20 م

      ا

      فرصتكم ياحكومه اليوم قبل الغد ترى هالفقراء والمساكين المعطلين في سجونكم لهم حوبه اطلقو سراحهم ورتبو بيتكم الداخلي قبل ان تغرقو في الإرهاب اللذي سيمزق شعبكم

    • زائر 17 | 9:56 ص

      النهج الجديد هو التلاحم الوطني والمصالحة الوطنية

      هذا أكبر رد على الاجرام ولتحقيق الخير والمطالب العادلة

    • زائر 15 | 9:35 ص

      قال فلاديمير لينين ذات مرة

      وظيفة الإرهاب أن يرهب ... داعش مخترقة مخابراتيا من الجميع ..... من أمريكا و إيران و سوريا و من دول إقليمية أخرى لا مجال لذكرها الآن .. قبل خروج الإحتلال الأمريكي من العراق كان النظام السوري يغض الطرف عن الجهاديين الذاهبين للعراق... كان النظام السوري يقول إذا طاب مقام الأمريكان في العراق فسيأتون لنا في سوريا و كانت إيران تقول ذات الكلام ... فدعموا هذه الجماعات المسلحة لإخراج أمريكا من العراق ونجحوا في ذلك.... اليوم امريكا ترد الجميل لسوريا و سوريا ترد الجميل لدول إقليمية تعاديها و هلمجرا.

    • زائر 14 | 8:55 ص

      حدث العاقل بمالايليق فإن صدق....

      هل يصدق عاقل أن داعش وأخواتها بنات القاعدة المستنسخين عنوان التخلف والرجعية والجهل المركَّب المستفحل بين طرفة عينٍ وانتباهتها تغدو قوة تتحدي العالم، قادرة على إيقاع هزيمة عسكرية بثلاث دول إقليمية من أقوى الدول عسكرياً، والعبث بالأمن الداخلي لمختلف دول المنطقة، على الرغم مما تمتلكه هذه الدول من قدرات وخبراتٍ أمنية وما تتسلح به من أجهزةٍ عسكرية، وخبراء، وما تمتلئ به المنطقة من قواعد عسكرية معززة بأحدث ماتوصل له العلم من تقنية، وما يغطي سماءها من طيرانٍ لما يزيد على ثلاثين دولة بينها أقوى دول؟؟؟؟؟

    • زائر 10 | 4:09 ص

      الحكومات الطيعة بيد امريكا

      دمار الدول العربية ان حكوماتها اصبحت طيعة بيد امريكا والمشروع الصهيوني . فامريكا تخطط لتدمير الامة والحكومات تدفع فواتير التدمير. وبذلك ينطبق علينا قول اننا نخرب بيوتنا بأيدينا . الامة التي تنحدر هذا الانحدار الى الهاوية فلا خير وتقتل في شعوبها بدل الترابط معهم والاستقواء بهم فهي امة هالكة والله المستعان

    • زائر 8 | 3:19 ص

      من دولة ....معظم الإرهابيين

      وتربيتهم معروفة مصدر الإرهاب.

    • زائر 7 | 2:11 ص

      الشعب الكويتي بجمع أطيافه نادي بالوحدة الوطنية

      فل نسمع نداء إخواننا الكويتين وينطبق شعارهم ولا ننتظر الفاجعة مشاركتنا جميعاً في جميع الأنشطة الرياضية والخيرية وحتى السياسية وفي جميع المجالات هي الرد العملي على مجرمي العصر لأنهم يقتاتون على فرقة الشعوب

    • زائر 6 | 2:02 ص

      العلمانية

      هي الحل

    • زائر 5 | 1:28 ص

      علينا التفاؤل بدلا من التشاؤم

      داعش هي المحرك الذي سيقود شعوب الشرق الأوسط إلى العلمانية ... داعش هي بداية النهاية لحركات الإسلام السياسي. تماما كما حدثت حرب الثلاثين عام في أوربا في القرن السابع عشر بين الكاثوليك و البروتستانت .... كذلك الحال سيكون لدينا هنا في الشرق الاوسط .. النهاية ستكون بتدمير الاحزاب الدينية و نهاية سطوة المؤسسة الدينية و رجال الدين على الحياة العامة. بدأ هذا بالأمس في تونس بإغلاق 80 مسجد خارج سلطة الدولة و في المغرب صدر قرار ملكي بمنع رجال الدين من ممارسة العمل السياسي و العجلة بدأت تدور.

    • زائر 4 | 1:20 ص

      الإرهاب صادر من الطرفين

      الإرهاب ليس حكرا على السنة أو على الشيعة .... الإرهاب هو إحدى الوسائل التي تمارسها أجهزة الإستخبارات للحصول على تنازلات من طرف ما.
      مثلا: في الثمانيينات إيران كانت أكبر داعم و ممول للإرهاب:
      1) محاولة إغتيال أمير الكويت الشيخ جابر
      2) تفجيرات المقاهي في الكويت
      3) خطف طائرة الجابرية لمدة 16 و تسييرها لمشهد ثم إلى الجزائر و قتل إثنين من ركابها.
      4) محاولة تفجير الحرم المكي في 1986
      5) المسيرات الغوغائية أثناء موسم الحج
      كلها كانت سياسات مقررة عند النظام الإيراني ..... داعش تتعلم من إيران.

    • زائر 12 زائر 4 | 7:11 ص

      لا يا زائر

      ولك ..عيني زائر.... عند خلط في الامور ..يعني احتاج ابين لك مسائل كثيرة بس مشغول الآن

    • زائر 3 | 1:11 ص

      mwaleedm

      يبي له عزيمة لي ما ترضى بل هزيمة

    • زائر 2 | 1:10 ص

      الارهاب

      يجب التصدي بقوة لاي محاولة للارهاب في الخليج

    • زائر 1 | 12:56 ص

      ابعدوا الدين

      أبعاد الدين عن كافة مفاصل الدولة هو الأساس ليس بالإمكان تجاهل دور الدين الدموي في خلق هؤلاء الزومبي
      ولا يمكننا دفن راسنا في التراب بعد اليوم بمقولة بأن الدين بريء
      فقصص السير النبوية مليئة بأكثر من هذه الوحشية ولذات الأسباب
      تحياتي

اقرأ ايضاً