العدد 4737 - الأربعاء 26 أغسطس 2015م الموافق 12 ذي القعدة 1436هـ

الماكنة الإعلامية الخليجية... رحم الله امرأً عرف قدر نفسه!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

انطلاقاً من العبرة التاريخية التي شهدنا بعضها وقرأنا عن بعضها الآخر، حتّى يعي من حولنا خطورة ما يتفوّهون به في بعض الأحيان من مهاترات لا يعون أثرها في المستقبل.

عندما أرادت الولايات المتّحدة تدمير مصر، بثّت أخباراً عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله بأنّ لديه جيشاً من أقوى جيوش العالم، وسوّقوا لهذه الفكرة عبرة ماكينة الإعلام، حتى تمّ تدمير هذا الجيش في سنة النكبة، ومن ثمّ قامت مصر على قدمها مرّةً أخرى وانتصر جيشها في حرب 73، ثم حُيّد عن المعركة! هل تذكرون تلك التفاصيل التي كنّا نسمع عنها ونقرأها في كتب التاريخ؟!

قصّة أخرى، عندما أراد الغرب تدمير العراق قالوا بأنّ صدام حسين يملك خامس أقوى جيش في العالم من حيث العدد والعدّة، وأنّ الولايات المتّحدة لا تقوى على مجابهة قوّة جيش صدّام! وعندما اكتملت القصّة الإعلامية وصدّق العرب هذه المقولة قامت الولايات المتّحدة بمعية حلفائها بتدمير الجيش العراقي وإذلال الشعب العراقي بالحصار اللعين، وعانى الشعب الأمرّين وليس القادة، فتمّ بعدها احتلال العراق وإنهاء أسطورة الجيش العراقي البطل! أليس كذلك؟

لنتفكّر جيّداً في هذه المصائب التي حلّت بهذه الجيوش، مصائب قاتلة دمّرت الجيوش وأفقرت الشعوب، سواء مصر عبدالناصر أو عراق صدام، لم تكن المشكلة تكمن في الجيوش أو الشعوب، بل المشكلة كانت تكمن في الماكينة الإعلامية الكاذبة التي حرّفت الحقائق حتى لا يرى قادة هذه البلاد إلاّ الصورة التي رسمها لها الغرب، بأنّ الجيش المصري أو العراقي لديه القدرة الهائلة على هزيمة أقوى أقوياء العالم ولو كانت أميركا! وأخرست هذه الماكينة كل من يتكلّم عن الحقيقة وعن الحرّية وعن المحسوبية والمحاسبة، وشجّعت كل من تسوّل له نفسه تأليه الأفراد، سواء الرؤساء أو متنفّذي الأحزاب أو الثورة!

نحن جميعنا، في دولنا العربية، نخسر أمام سيطرة هذا النوع من المكائن الإعلامية على الرأي العام، وزيادة التأليه والتعظيم، في حين أنّنا لا نعلم في قرارة أنفسنا بأنّ هناك قوى لا يمكن للخليج العربي تعدّيها.

ما يُضحكنا فعلاً عندما يُقال عنا بأنّنا قوى عظمى في العالم، في حين أنّنا مازلنا نعتمد على النفط، ومازلنا نستورد الملابس والسيّارات والفواكه والخضروات واللحوم، فأين هي القوّة العظمى؟ لا نعلم بالتحديد!

فلنتكلّم عن الهند قليلاً، هذه الهند بشعبها الذي يستصغره البعض، تملك فعلاً رابع أقوى جيش في العالم بعد أميركا وروسيا وكوريا، وتملك 10 آلاف قنبلة نووية، والهنود هم من اخترعوا «الهوتميل» والـ (USB)، ودخلوا مجال المريّخ قبل سنة بمركبة فضائية هندية 100%، وهي أكثر دولة لديها مصانع وقطارات وسفن، وتصنع سيّارات تُصدّر عالمياً.

هل بعد الحديث عن الهند فقط، نستطيع أن نقول بأنّنا قوّة عظمى أمام الآخرين؟ كفانا ضحكاً على أنفسنا وعلى الآخرين، ولنبدأ بالعمل حتّى نكون فعلاً أقوى قوة في العالم من دون نفخ الماكينة الإعلامية في الاتّجاه المعاكس!

نأمل أن نكون، سواءً دول الخليج أو الدول العربية الأخرى، دولاً عظمى، ولكن هذا لن يحدث حتى نأكل ما نزرع، ونلبس ونركب ما نصنع، وننتج مختلف الصناعات الحربية والنووية بأيدينا. عندها فقط سيتكلّم الواقع، ونُحترم من قبل الدول الكبيرة قبل الصغيرة، أما إذا اعتمدنا على ما وهبنا الله من الطبيعة، فنصرف ما نبيعه من هذه الموارد، عندها يجب أن يقال عنا دولاً ناميةً نائمةً، لا حول لها ولا قوّة، لا دول قوة عظمى وتكبير وتهليل من دون عمق! فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4737 - الأربعاء 26 أغسطس 2015م الموافق 12 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 8:02 ص

      نحن

      نحن قوه عظمى في الشحن الطائفي وتصدير الازمات بدلا من حلها وتعليقها على شماعة الخارج والخلايا الارهابيه وانتهاك حقوق الناس والتضييق عليهم والإعتقالات .. ... الخ.في ما ذكر نحن من أقوى الامم.

    • زائر 29 | 5:24 ص

      حتى إيران يتم نفخها بشكل مبالغ فيه

      كما تم نفخ مصر عبدالناصر و عراق صدام ... الآن يتم نفخ إيران!

    • زائر 28 | 5:13 ص

      قارئة التاريخ !!!!!

      أقرّت قارئة كتب التاريخ " هل تذكرون تلك التفاصيل التي كنّا نسمع عنها ونقرأها في كتب التاريخ؟! " بما يلي " حتى تمّ تدمير هذا الجيش ( طبعا جيش جما عبد الناصر ) في سنة النكبة" تعنى الكاتبة أن النكبة ( و قد وقعت عام 1948 ) تمت في عهد جمال عبد الناصر ، فصارت النكسة ( 1967 ) نكبة !!!! وقلبت وقائع التاريخ الذي قرأته !!!! عليها إعدة قراءته مرارا و تكرارا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!ذ
      اللوم ليس عليها بل علة من أرسل لها القلم لتكتذب ما تريد و لا رقيب َ !!!!!!

    • زائر 27 | 5:10 ص

      السلام

      لو قلتين الإمارات زايد صدقناك لكن عراق صدام اشوي قويه

    • زائر 25 | 4:56 ص

      ما هذا !!!

      " العبرة التاريخية التي شهدنا بعضها وقرأنا عن بعضها " العبرة لا يشهدها المرء و لا تُرى عبانا ، ثم نحن قد نقراها لكن لا نقرأ عنها كما كتبت ْ هنا !!!

    • زائر 22 | 4:13 ص

      كان ياماكان

      دول الخليج الله انعم عليها بالخير ولكن .........حال دون تطور الشعوب لو كانت ايرادات النفط تصب في تطور الزراعة والصناعة وتطوير الافراد لكنا افضل الشعوب وافضل الدول ..ولكن ايرادات النفط تتبخر ولا ندري اين تذهب

    • زائر 21 | 4:07 ص

      ويلاه

      صراحه ضحكني تعليق ايران اذ حزب الله يخافون منه مابال عرابته مادري من الي عايش في اوهام العرب او ايران رحمتك ربي

    • زائر 19 | 3:06 ص

      الجيش العراقي والجيش المصري والان الجيش السوري

      الجيش العراقي والجيش المصري والان الجيش السوري.........يتم تدميره ولا يبقى للعرب الا النفط والان في ظل نزول سعر النفط وصعود ايران في واجهة وبعد رفع العقوبات سوف تغرق الأسواق بالنفط وينزل السعر اكثر أمريكا أيضا لديها مخزون نفطي ليس بالهين الى متى نحن هكذا سوريا اعتمدها ليس على النفط فقط وايران حسب القنوات والمحللين تعتمد ايران 30% من النفط في المقابل الخيج90%

    • زائر 17 | 2:52 ص

      يا مريم

      بعض الأعلاميين وانت تقرأ لهم مقال او تحقيق ( تضحك ) وكأنه ليس في دولة عظمى بل تراه مما يصفه من هراء وكذب انه المسيطر على العالم ( حسبالهم القوة في الكلام والهرار الزايد ) لكن يالله هالباب على هالخرابة .

    • زائر 16 | 2:14 ص

      صباح الخير

      يااخي لماذا اللوم يقع على غيرنا وليس علينا الضعف منا وليس امريكا او أوروبا انظر إلى شعوب امريكا اللاتينية أفقر من العرب وقوفهم إلى القضية الفلسطينية أكثر رجوله من الدول العربية ضرد السفير الإسرائيلي من بلادهم الم نكن خير أمة أخرجت للناس اين هادة الامه المتناحره الممزقة المشردمه المتقاتله مع بعضها البعض

    • زائر 15 | 1:59 ص

      الجيوش العربيه

      المتعارف عليه في الدول العربيه التي تملك الجيوش الوطنيه بقوميه تتجدد مع مرور السنيين ولكن ماذا عن الخليج فاكثر الدول الخليجيه ليس لديها جيش يحمل القوميه الوطنيه بل دخلاء على اوطانهم كل هذا من اجل بقاء العبوديه للشعوب عكس الدول القوميه التي تتجدد بشعوبها تحياتي

    • زائر 14 | 1:50 ص

      تغير الذات اولا

      لا يثير الله مابنفس أمراء حتي يغير مابنفسه

    • زائر 13 | 1:34 ص

      عزيزتنا مريم

      ما تقولينه لا يراه الا العاقل الغير حاقد ولا ناقم ولا كاره ما تقولينه يا مريم هو عين الصواب حينما نلبس ونأكل ونصنع مما عملته يدنا ذاك الوقت نقول بأننا دول عظمى ، ولكن عند البعض كلما استخدمت اسلحة الغير للفتك بما سمح لي ان افتك به وكأننا نلعلب لعب اطفال وأخذتنا نشوة الأنتصارات الوهمية على انفسنا ، يتباهى البعض ويحلم بأنه عايش فعلا دور الدول العظمى ، فلوا قطعوا عنا الأسباب التي نتفاخر بها من مأكل ومشرب وادوات دمرنا بها بعضنا البعض لرجعنا للعصور الحجرية ، حتى الأعلام بات مادة مضحكة بهذا الدور .

    • زائر 12 | 1:23 ص

      يعني كلامش واضح وضوح الشمس ولكن هل من مجيب ؟؟

      المثل يقول فرق تسد ,, فامريكا والدول الغربيه تفرض على الدول العربيه ضغوطات وتعطيهم معلومات كاذبه ضد من يقف امام امريكا والغرب فهم يحاربون كل شخص يقف ضدهم والاساس الصحيح كل من يريد تحرير فلسطين يقفون ضده وطبعا قامو بتأجيج الطائفيه واستغلال التخالف بين الشعوب ويقفون الى جانب من يطيع اوامرهم حتى يفتتو الجميع وبذلك تكون دوله ذات مشاكل داخليه غير قادره على التقدم ومواجهة اسرائيل ,, يتوجب علينا الوقوف جميعا ضد مشروع الغرب وامريكا

    • زائر 24 زائر 12 | 4:42 ص

      هدا كله هرار

      الحين انت تقول ان امريكا و العرب تحارب من يقف بوجهها و في الوقت نفسه جمهورية الفرس ترفع شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل و ما سووا لها شي يعني كلامك هرار في هرار في خيشة فحم

    • زائر 11 | 1:06 ص

      سؤال؟

      ماذا نسمي الذي يقع في نفس الفخ مرة بعد مرة ، او ينخدع بنفس الحيلة مرة بعد أخري؟

    • زائر 10 | 1:02 ص

      المختار الثقفي

      دول عظمى او صغرى... اعتقد ان العظمة للدول تتحقق بما توفره للمواطنين في سبيل الارتقاء بهم في المحافل العلمية والأنسانية بغض النظر عن الجنس او الدين او القبيلة، فالغرب ادرك كل ذلك بالرغم من الدول العربية تتشدق باسلامها وعروبتها الاصيلة الا انها مازالت تعيش عصر البداوة الذي قام على التناحر والتفاضل والتفاخل بين الاعراق والانساب...

    • زائر 8 | 11:40 م

      والله احنا عازفين عن الاعلامي الخليجي منذ عقود

      بصراحة المستوى الهابط للإعلام الخليجي يجعل من أي انسان يحترم عقله ان يعزف عنه ويبحث عن الحقيقة في اماكن اخرى التي هي ايضا لا تخلو من بعض الفتلكات ولكن على الانسان في هذا الزمن ان يكون بمستوى المسؤولية وان لا يقع في فخ الاعلام الرسمي وغير الرسمي

    • زائر 7 | 11:19 م

      الإعلام الخليجي فاقد للجمهور =افتح الرايدو على لندن لنعرف شو عنا اخبار

      (افتح الراديو على لندن)
      جملة قالها الفنان دريد لحّام في مسرحية ضيعة تشرين القديمة الحديثة .
      لا يوجد للإعلام الخليجي أي سوق فكل من يبحث عن الحقيقة في أي خبر او بيان او أمر مّا فإنه يذهب دائما للاعلام الآخر لكي يتأكد من حقيقة الامر

    • زائر 6 | 10:40 م

      كلام جميل

      الحرب خدعه حتي إيران هل الأيام ينفخون فيها ويكوكونها بأن امريكا تخاف منها وهي أهون من بيت العنكبوت

    • زائر 30 زائر 6 | 6:17 ص

      أوهن

      إن أوهن البيوت لبيوت العنكبوت فتأكد

    • زائر 5 | 10:34 م

      صباح الخير

      بل الاصح لو قلنا نحن امه ضحكت عليتا الأمم الشى الوحيد الدى استطاعت هاده الرجعيه العربيه ان صح تسميتها مع كل اسف هو تدمير وتفكيك المفكك وتقسيم المقسم ودفع بل المليارات النفظ للتدمير ما تبقى من جيوشها وادلال شعوبها بتطبيق فلسفه الابن الأكبر جورج بوش ان لم تكن مع]فانت ضّذى

    • زائر 4 | 10:31 م

      ولا في الاحلام

      ما تقولينه لن يتحقق ولا حتى في الاحلام سوف يتحقق فقط في حكايات و طرئف جحا .. اتمنى اعادة مسلسل جحا من جديد وتكون احدى حلقاته .. .. .. . . دوله عضمى و اقوى جيش في العالم

    • زائر 3 | 10:20 م

      مسلسل تدمير الجيوش العربية تغير في الطريقة

      كانت الجيوش العربية تدمر بنيران العدو الخارجي فتنهض وتعيد هياكلها فوجد هذا اسلوب غير مجد فابتكر توظيف العدو الداخلي الجماعات التكفيربة التي هي تكفر ما دونها لتقوم بتدمير الجيوش و الدولة بجميع هياكلها و نححت نجاح مذهل في ليبيا و سوريا و في العراق عمل بالاسلوب القديم واستكمل بتوظيف التكفيريين لألا تقوم للعراق قائمة اما مصر فقلبنا معهم و لا نملك الا الدعاء لجيشها و لكيانها للصمود و الانتصار في حربه ضد الارهاب التكفيري

    • زائر 2 | 10:08 م

      الكاسر

      بعد ان كنا أمة محمد أصبحنا أمة مهند

    • زائر 23 زائر 2 | 4:15 ص

      ابراهيم الدوسري

      بارك الله فيك كلام رائع

اقرأ ايضاً