العدد 4744 - الأربعاء 02 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ

انتحار!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لطالما سمعنا هذه الكلمة في التلفاز أو في المدرسة أو عندما يتكلّم الأهل في شئون مهمّة من الحياة، والجميع يؤكّد على تحريم الانتحار وعدم ذكره، إلاّ انّنا وفي الآونة الأخيرة وجدنا بأنّ هناك بعض المراهقين الذين يريدون ايقاف حياتهم، زهقها، لا يريدون العيش في هذه الحياة، وبالتّالي أصبح الانتحار أسهل ممّا كان عليه في السابق.

الفنان المبدع أمير دسمال وبمعيّة فنّانين بحرينيين، قاموا بتصوير فيلم قصير عن الانتحار، ويتطرق هذا الفيلم الى الحالات التي أصبحت شبه يومية في حياتنا الاجتماعية، حيث وضع الفنانون بعض أسباب الانتحار بقالب كوميدي، مستندين بذالك على إحصائية أعدتها منظمة الصحّة العالمية عن عدد الاشخاص الذين انتحروا بأسباب مختلفة وبأساليب متنوعة تجعلهم في حالة من اليأس والضغط النفسي وحينها لا يجد حلا سوى الانتحار.

لا نريد الإطالة حول الفيلم الذي نعلم بأنّه سيلاقي صدى كبيرا في أجواء البحرين، ولكننا نريد تسليط الضوء على أهمّية الفنان البحريني في ايصال رسائل مهمّة للمجتمع، كالرسالة التي أرسلها الأخ دسمال مع فريقه، وعملهم بصراحة يُشكرون عليه، لأنّه يلامس جرحا عميقا في كثير من البيوت البحرينية، ان لم تكن الخليجية.

كم فتاة سمعنا بمحاولتها الانتحار؟ كم شاب تعب من حياته وقرّر إنهاءها؟ هل هناك دراسة عن عدد حالات محاولات الانتحار وليس الانتحار؟ ولماذا يلجأ الانسان الى الانتحار؟ هل هي ضغوط الحياة أم الاكتئاب الشديد أم ماذا يا تُرى؟

نعلم بأنّ المراهقين هم أكثر فئة تتحدّث عن الانتحار، بل وتحاول الانتحار هذه الأيام بسبب ما تعرضه بعض المسلسلات الخليجية، اما من أجل انهاء الحياة أو من أجل ترويع الأهل، ونحن هنا لسنا بصدد محاولة ايقاف ما يحدث، ولكننا نريد احصاءات حكومية موثّقة عن عدد محاولات الانتحار، والخروج بحلول من أجل هؤلاء المراهقين وأهلهم.

وكما قلنا في السابق، لا يشعر بالألم الاّ المريض ومرافقه، فإننا نقول بأنّ المراهق أو أي كان، من يقبل على الانتحار، فإنّ الذي يعاني هو والأهل، وبالتّالي تصبح الحياة جحيما خوفا من تكرار الكابوس الذي عيّشهم فيه الابن أو الأخ وغيرهما.

الحل هو الرضا والقناعة وقبول الواقع ومحاولة تطوير النفس البشرية، فنحن نلاحظ الأبناء هذه الأيام دوما يتذمّرون ولا يعجبهم العجب، ولا ندري هل تربيتنا هي الخطأ أم الجيل تغيّر؟ ولكننا نعلّم بأنّ تضافر الجهود مهم في هذا الأمر.

وهاهم فنّانون في البحرين بدأوا المشوار بمحاولة لانقاذ المجتمع البحريني من براثن الانتحار أو التفكير فيه، فهل نستطيع مساندتهم فيما يقومون به من عمل عظيم؟ ونعلم بأنّ هناك مشكلات كثيرة في الوطن تحتاج الى تسليط ضوء، وليس المشكلات السياسية فقط، بل هناك مشكلات اجتماعية لا تُعد ولا تُحصى وتحتاج الى من يمد يده ويقدّم الخير، كما قام هذا الفريق البحريني بالمحاولة، وليوفّقهم الله الى ما يحاولون الوصول اليه من رسائل للجمهور البحريني.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4744 - الأربعاء 02 سبتمبر 2015م الموافق 19 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 8:38 ص

      لا مجال للتبرير

      أنا أحد الممثلين بفلم (انتحار) مع أمير دسمال والمخرج الشاب المتميز صادق حسين الذي دائما نرى أن أعماله في الصميم وتلامس الواقع وتسلط الضوء على أمور ربما يهملها الكثير من الناس ولا تأخذ حقها في الإعلام ونشرها في اليوتيوب على قناة mmp بادرة موفقة لكسر الحواجز الإعلامية ونشكر الأخت مريم الشروقي على لفت النظر لهذا الموضوع المهم الذي راح ضحيتها فلذات أكبادنا وشباب في عمر الزهور وننتظر الجزء الثاني الذي ذكر عنه المخرج بأنه سيضع حلول لمشكلة الإنتحار

    • زائر 8 | 4:24 ص

      عدنان .. الم ومعاناة

      بالفعل العاملين في مجال الفن يحاولون تطويعه لتوصيل رسائل متعددة وباساليب مختلفة وقبل فترة نشرت الوسط ايضا فيلما وثائقيا حول معاناة الشاب عدنان العرادي .

    • زائر 7 | 3:30 ص

      عمل ممتاز

      هذا االفيلم يلامس واقعنا وهذه المشكله عالميه
      شكرا لأمير دسمال والمجموعة على هذا العمل
      واتمنى لهم المزيد من الاعمال الهادفه

    • زائر 6 | 3:22 ص

      أحسنت

      مقال مناسب أتى في يوم اعلان التسجيل للحصول على الدعم للحوم للمواطنين المغلوب على أمرهم .. وما بين امس واليوم سنشهد العديد من حالات الانتحار ستتزامن مع نزول القرارات التي تنزل عليهم كالمطارق لتكسير رؤوسهم . لا عجب ان النسبه ستزيد

    • زائر 4 | 2:53 ص

      صباح الخير

      اختي الكريمة مريم ليس العيب في تربيتنا ولكن الحقيقة في الزمن الذي نعيشه بأختصار زمان الأول نحن لا نتجرئ بالنطق والرد على الكبير اب اخ اورجل غريب لانعرفه برادع الاحترام حتى لو هو غلطان عليش اليوم مع التكنولوجيا الحديثة والعالم المتطور انتقل الشاب إلى مدافع صار من حقه يتعلم يختار شريك حياته يعرف متى وكيف يرد المنطق هو المفتاح لا تقول له هادا أكبر اواصغر منك لايحترمك اذا لم تحترمه يرد عليك الصاع صاعين

    • زائر 3 | 1:37 ص

      مادري انتحر مادري افلت روحي من فوق الجسر

      اي والله يعني الواحد شيسوي اهني ؟ سؤال للكاتبه هل شفتي برنامج يومي يقدر الشخص يطبقه في البحرين ؟؟ وين الواحد يروح ؟ يا محل شيشه يا مجمع يا سوق بس وش هالعيشه ؟؟ ما فيه مكان الشخص يقدر يمارس هواياته .. النادي لازم تكون مشترك فيه عشان تقدر تلعب ,, وين يروح ؟ والوظائف ماخذه طول اليوم من الصبح للمغرب والراتب الزفت ما يقدر يخليش تروحين اماكن لانه لازم ندفع ومبلغ مو بسيط شتبين الواحد يسوي ؟؟ عطينا برنامج شبابي ما يتملل منه الواحد

    • زائر 2 | 1:13 ص

      مقال جميل لة أثر

      شكرا لك على هذا الموضوع فهو يوعي الشباب لهذة الآفة ونتمني من الجهات أيضا التعاون

    • زائر 1 | 1:09 ص

      امممممم

      والله يا اخت مريم هالايام وهالوضع مو بس المراهق يبغي ينتحر حتى الشاب والاربعيني والخمسيني وووو !!!! غلاء قطع أرزاق رفع دعم عن الأغذية ( اللحم) وجاي رفع الدعم عن الماء والكهرباء والبنزين والقائمة تطول ... طيب وبعدين ؟ هل الحكومة بتنحل أزماتها بهالشكل ؟ او لازم تراجع حساباتها في الإنفاق اللي ماله لازم ؟

اقرأ ايضاً