العدد 4788 - الجمعة 16 أكتوبر 2015م الموافق 02 محرم 1437هـ

بروين... بلا ألقاب

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

قبل أعوام، وحين توقف برنامج «نلتقي مع بروين»، أصبت بخيبة أمل شديدة. كان البرنامج ملاذاً أخيراً وسط كم هائل من التلوث الإعلامي والفكري الذي تواجهنا به شاشات الفضائيات المختلفة، وكانت بروين حبيب، مقدمته، وجهاً أخيراً يخبرنا أن الأمور لاتزال بخير.

وحين أخبرتني بروين، ذات لقاء، أنها ستعود ببرنامج آخر ذي صيغة مختلفة، ظللت أترقب أخبار ذلك البرنامج بلهفة، حتى علمت بأنها ستقدم «حلو الكلام». حقيقة أقول، عاودني شعور يشبه الإحباط، فاسم البرنامج... يوحي بأنه برنامج جماهيري، ولا يبدو وكأنه يشبه البرنامج السابق «نلتقي». خشيت حينها أن تكون بروين، هذه المذيعة المتألقة التي لا تشبه أحداً سواها من الإعلاميات، خشيت أن تكون قد وقعت تحت ضغط «ما يطلبه المشاهدون» و «الجمهور عاوز كده». هل ستقدم بروين برنامج منوعات وتسلية... لا يمكن لمذيعة بثقافتها ورقيها وعمقها أن تكون «دمية أوتوكيو»، وهو الوصف الذي أعطته بروين للشكل التلفزيوني المسطح الذي يقدمه الإعلام للمرأة المذيعة أو الإعلامية دون النظر إلى إمكاناتها المهنية أو الفكرية. كان ذلك عبر ورقة قدمتها للنقاش في منتدى الإعلام العربي عام 2012. هذه الكاتبة/ الإعلامية/ الشاعرة/ المثقفة التي «أعطت المرآة ظهرها». لن تكون أبداً ككثيرات ممن يغزين الشاشات بجمال حقيقي أو مزيف.

ظلت حالة الترقب قائمة حتى جاء «حلو الكلام»، ليثبت أن بروين ستتألق في برنامج أقل «تخصصاً» من «نلتقي» كما تألقت في سابقه، وأنها، أي بروين، يمكن لها أن تعقد محاورات غاية في العمق، وغاية في القدرة على الوصول إلى جميع المشاهدين وإثرائهم، كل بحسب مستواه الفكري والثقافي.

نعم، تألقت بروين بشكل مختلف في «حلو الكلام»، أصبحت النجمة المثقفة الإعلامية بروين، وكانت المثقفة النجمة الإعلامية، لكنني وكلما خطر لي أو اعتقدت أن بروين قد تنساق لتلك النجومية، أعود لمشاهدة حلقة أخرى من البرنامج، لأرى العمق ذاته والثقافة ذاتها والقدرة على الوصول والبساطة في كل شيء، في المظهر الجميل الراقي، وفي طرح الفكرة العميقة بالأسلوب الذي يصل للجميع.

هذا العمق البسيط، أو العمق الممتنع، وأسميه ممتنعاً لأنني أجد من الصعب الجمع بين العمق والثراء من جهة، والقدرة على الوصول لجميع المشاهدين من جهة أخرى. أقول هذا العمق الممزوج ببساطة محببة، جعل المثقفين والأدباء والمفكرين والأعلاميين، وكل من تحدث أو كتب عنها، أن يختار لها من الأوصاف ما يتناسب مع حجم عطائها الفكري والثقافي وتأثيرها. فهي «سفيرة الثقافة» و «شاعرة الشاشة» و «فراشة التلفزيون» و «ملكة الحوار الثقافي» وهي الملقبة أيضاً بـ «محاورة العمالقة»، وهو اللقب الذي حصلت عليه في مهرجان القاهرة للإعلام عام 2010، وكما علمت منها فهو الأقرب إلى قلبها والأحب إلى نفسها.

بالنسبة لي، فإنني لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها «بروين» بدون ألقاب، بروين التي لن تتكرر، بروين التي لن يكون لها منازع في القدرة على التصالح مع كل شيء... مع الإهمال وعدم تقدير إمكاناتها التي كانت واضحة منذ البداية، وهو ما قادها بعيداً عن شاشة وطنها البحرين، مع الانتقال من برنامج يشبهها تماماً لآخر أقل شبهاً بكثير لكنها نقلته لما يقرب من سابقه، مع جمالها المحبب ومع التغير في شكلها، مع نضجها وثقافتها وقربها إلى الناس. بروين... المتصالحة على الدوام، الجميلة فكراً وثقافة وروحاً... ووجها يملأ الشاشات.

أبارك لبروين حصولها على جائزة دول مجلس التعاون في مجال الإبداع... وأستميح القارئ عذراً إن بدا مقالي هذا وكأنه ثناء مبالغ لبروين، لكن من يتابع بروين «بلا ألقاب» سيعرف أنها أهل للجائزة الأخيرة وأن أي من مشاعري الشخصية لم يكن له علاقة بكل ما جاء في هذا المقال.

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 4788 - الجمعة 16 أكتوبر 2015م الموافق 02 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:37 م

      احم احم

      احنا للاسف ما نعرف بروين لاننا ما انشوف الاذاعات ؟ احنا عبدة الكمبيوتر اصنام هالزمن

    • زائر 4 | 6:21 ص

      عودة حميدة

      اهلا بالكاتبة التى بعدت كثيرا عن هذه الزاوية
      وبروين تستحق ان تكون خير عودة

    • زائر 2 | 2:05 ص

      لم تبالغي

      اشعر ان د.بروين انسانه بسيطه وفي منتهي الرقه ولكن في نفس الوقت اشعر حينما اتابع برامجها المتألقه بأني امام انسانه تمتلك موهبه وابداع وثقافه وهي تعطينا من كل دلك بأسلوب محبب لتصل افكارها للمشاهد بعفويه لا تخلو من الأبداع الجميل . اتمني للدكتوره بروين المزيد من التقدم والنجاح وانشاالله يحميها ويحفظها من العين .

    • زائر 1 | 11:19 م

      تعالي شفي الثناء

      واحد يسوي كوبري أو شارع ويسرق قيمة ثلاثة باري وشوارع شوفي المديح والتلميع وأصلا ذاك الكوبري والشارع مومن كيسه إمسوينه.

اقرأ ايضاً