العدد 4788 - الجمعة 16 أكتوبر 2015م الموافق 02 محرم 1437هـ

«عاشوراء» للوحدة

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

أليس من الأهمية بمكان أن نتساءل: «ما الذي يجعل من ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع) خالدة متجددة على رغم مضي أكثر من 1370 عاماً؟ وكيف يمكن توظيف مبادئ النهضة الحسينية بمنطلقاتها القرآنية والمحمدية الرسالية في حياة أبناء الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر أو ما سيليه من العصور؟، ولماذا غيبت هذه الواقعة المفصلية في تاريخ الأمة عن عقول ووجدان شريحة كبيرة من بني الإسلام، وما الهدف من هذا التغييب؟».

ثمة سلسلة متفرّعة من التساؤلات قد تقصر أو تطول لدى الكثير من الباحثين عن الحقيقة؛ وبالذات أولئك الذين يستنكرون الفعل السلبي على مدى عقود من الزمن والمتمثل في تحويل الذكرى إلى موسم تناحر وخلافات مذهبيَّة وتاريخيّة، ترتكز في غالبها على تشخيص خاطئ لفهم واستلهام وترجمة المبادئ الحسينية إلى سلوك يقارع ممارسات استهداف الدين الإسلامي، وتبعد كثيراً عن جوهر كربلاء المدافع عن مُثُل الدين وقيمه من الإصلاح ومواجهة الظلم والمنكر، ونشر ثقافة العدل والمساواة والأخوة والتسامح، وقائمة مخلدة من القيم التي تصلح لكل البشرية على اختلاف حضاراتها ودياناتها.

ولعل محور التساؤلات المطروحة شغلت - وفق متابعاتي الشخصية المتواضعة على مدى السنوات العشر الماضية - نخبة بارزة من الدعاة والمثقفين والمؤرخين منهم الشيخ محمد العوضي والباحث عدنان إبراهيم والداعية الشيخ علي زين العابدين الجفري وغيرهم ممن تناولوا بالبحث والدراسة مفاهيم النهضة الحسينية باعتبارها امتداداً متصلاً ومؤسساً على رسالة خاتم الرسل نبينا محمد (ص)، الذي قال في ريحانتيه الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا... فهما سبطاه وما أدراك؛ ولهذا فإن اتصال نهضة الحسين بالإصلاح في أمة جده يدلل عليها قول المصطفى (ص) «حسين مني وأنا من حسين».

إن المرتكز الذي تأسست عليه حركة أولئك الدعاة والعلماء والباحثين، الذين بحثوا بشكل متعمق في القضية الحسينية، هو مجابهة العقليات المشوهة لعظمة تلك النهضة التي كانت، ولاتزال، خطًّا محاميًا عن الدين الإسلامي من أعدائه والمتربصين به من جهة، وبناء وعي جديد في عقول من أبعدوا قسرا عن فهم مبادئ الحسين (ع) فهما مرتبطا بالإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... فالعقليات المشوهة عمدت، على مر الزمان وحتى اليوم في الكتب والفضائيات والمحاضرات والهوس الطائفي البغيض، للانشغال بنشر التناحر والبغضاء ونصب العداء لمبادئ الإسلام التي صانتها النهضة الحسينية العظيمة.

الأمة اليوم تعيش صراعاً دمويّاً وحشيّاً وانهياراً للقيم الحقة بين الكثير من أبنائها؛ ومن كربلاء يمكن استحضار المثال وإسقاطه على واقع اليوم... وفي الواقع؛ نحن في حاجة إلى تأمل شعار عاشوراء البحرين الذي دشنته جمعية التوعية الإسلامية لهذا العام: «عاشوراء... للإسلام... للإصلاح... للوحدة»؛ فثلاثية هذا الشعار هي الجامع الأشمل والأصدق لترجمة مبادئ كربلاء الحسين (ع) كمظلة إسلامية جامعة لكل أبناء الأمة بكل طوائفهم... لتنهض من انهيارها الفظيع.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4788 - الجمعة 16 أكتوبر 2015م الموافق 02 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 4:00 ص

      «عاشوراء» للوحدة

      الموضوع جميل ولاكنه قديم جدا
      فعاشوراء الحسين عليه السلام في كل عام منذ القدم وهي توحد وتجمع الناس على جميع اصنافهم في مكان واحد .
      ايضا في كل عام تسمع القراء وهم ينادون بالوحدة بين المسلمين جميعا هناك من يسمع وهناك من نزل عليه الطير.

    • زائر 9 | 3:55 ص

      زائر 1

      والامام ايضا قال : مثلي لايبايع مثله
      اقرا التاريخ بعدين علق
      شكلك ماتدخل مأتم

    • زائر 8 | 2:54 ص

      مقال رائع وطرح ممتاز وكلام سليم

      اثني على مقالك أخي بومحمد.. واشكر كذلك الأخ عبدعلي البصري على ما طرحه، المقال رائع والطرح ممتاز، واقول أن السبب في تغييب عاشوراء هو نماذج الحكم الأموي المتسلط المستبد على مر التاريخ والذي تم استنساخه في دول وحكومات حتى يومنا المعاصر.. لا تصدق أن حكومة جائزة مستبدة يمكن أن تسمح بغرس قيم عاشوراء في مواجهة الظلم والجور والباطل والمنكر.. يريدون شعوبًا مخدرة بس تصلي وتصوم وتطلب العافية وتهرب عن مواجهة الحق ويقولون نلزم بيوتنا في الفتنة.. كلام هراء جعل الأمة تتهاوى على مر التاريخ

    • زائر 7 | 2:51 ص

      نعم نحتاج مبادئ الحسين

      أستاذ سعيد. ..انا كويتي سني المذهب ومن عمري 14 سنة اروح الحسينيات مع والدي. ..الحسين ... ..سلام الله عليه نور محمدي ولا يهمنا المتشددين والتكفيريين والمتطرفين من الجانبين لكن نتمنى من الشيوخ والخطباء التركيز على دور المنبر في الوحدة واحترام الرموز. ..عن نفسي الله يشهد ما سمعت في حسينيات الكويت شي سيئ لكن الفضائيات فيها الكثير من المسيئين

    • زائر 6 | 1:06 ص

      لفتت نظري تغريدة جميلة اذا قال احدهم صحيح ان الحسين سيد شباب اهل الجنة ولكن:

      قال احدهم صحيح ان الحسين سيّد شباب أهل الجنة ولكن ذلك ليس ملزما لأحد ان يتّبعه، وقد ردّ عليه أحد الاخوة بردّ فألقمه حجرا اذ قال له بما معناه وماذا يصنع الله بك اذ أراك طريق الهداية وانت اخترت طريقة الغواية فأنت لا تريد ان تتبع سيد شباب أهل الجنة ولكن تريد اتباع من حقت عليه ..............
      ماذا يصنع الله بك اذا اوضح لك طريق سيد شباب أهل الجنة وانت اخترت من حذّر النبي ص من اتباع امثاله

    • زائر 5 | 12:56 ص

      عبد علي البصري من كتب في الحسين

      منهم مسيحيين مثل ((أنطون بارا » في مؤلَّفه: « الحسين في الفكر المسيحيّ ». ومنهم سني ومنهم هندوسي مثل الثائر الهندوسي المهاتما غاندي وغيرهم ..... فثوره الحسين ثوره لكل العالم وليس مختصه بأحد وليست لطائفه وليست لتوجه معين .

    • زائر 4 | 12:50 ص

      عبد علي البصري رحم الله مهدي الجواهري

      دَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ
      بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِ
      وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف" وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ
      حُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ
      وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ
      فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ

    • زائر 3 | 12:44 ص

      عبد علي البصري كيف عاشوراء للوحده ؟؟؟؟

      أنصار الحسين بعضهم حر ومن شيعه أبيه , وبعضهم سني عثماني العوى مثل زهير إبن القين وبعضهم عبد مثل مولى ابي ذر الغفار ومولى حبيب ابن مضاهر الاسدي . وبعضهم اموي الهوى مثل القائد الاموى الحر ابن يزيد الرياحي , ثوره الحسين تهتف في آذان الشيعي والسني و الموالي والمعادي وقف الحسين ينادي في ألاموي الكوفي ألا هل من ناصر ينصرنا ألا هل من ذاب يذب عنا ... فصيحاتها ما زالت تدوي وسبتقى تدوى .

    • زائر 2 | 12:37 ص

      عبد علي البصري تكمله

      يعني اذهبوا عني ... فهم لا يطلبون احدا غيرى .... وقضيه الحسين هي الدعوه للتمسك بخط آل بيت النبي الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا , وهو القائل (( .... رضى اللَّهِ رضانا أهلَ البيت،..... مَن كان باذلاً فينا مهجته، موطّناً على لقاءِ اللَّهِ نفسه فليرحلْ معنا ....)) القضيه هي الحسين ولقاء الله هو الفداء للحسين لان رضى الله رضانا اهل البيت . وثوره الحسين ليس لها مكان مخصص وإنما مكانها العالم وزمانها ليوم القيامه .

    • زائر 1 | 12:19 ص

      عبد علي البصري عاشوراء للوحده

      النظر في الثوره الحسينيه يجدها تختلف اختلافا جذريا عن اي من الثورات في التاريخ الحديث والقديم , التصور للثوره يعتمد على ثلاث ركائز (( الثوار ... القضيه ... المكان )) مثل الثوره ضد الظالم أو ضد الاستعمار أو هي اقتصاديه أو اجتماعيه ...
      ثوره الحسين هي ثوره ليس فيها ثوار ! الثائر الوجيد هو الحسين ققط .. والباقين فداء للحسين , لو سالم الحسين يزيد لنتهى كل شيئ , وهو القائل لاصحابه , اصحابي هذا الليل ارخى سدوله فتخذوه جملا ...... تكمله

اقرأ ايضاً