العدد 4839 - الأحد 06 ديسمبر 2015م الموافق 23 صفر 1437هـ

أعمارنا التي تذبل سريعاً

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

بالنظر إلى سرعة رحيل كثيرين من حولنا رحيلاً أبدياً، تتبادر إلى أذهاننا دائماً عبارة: ما أقصر الحياة، عبارةٌ نستشعرها حقاً بكل تفاصيلها، فكلّما غادَرَنا عزيزٌ علينا تذكرنا كل ما مرّ بنا معه، فنتذكر الجيد قبل السيئ الذي ربما لن يمرّ بذاكرتنا؛ فنحن الذين تربينا على: اذكروا محاسن موتاكم، خصوصاً حين يكون خيرهم أكثر من شرهم.

في الحياة، يرحل بعض من حولنا ونكاد لا نصدق رحيلهم لفرط محبتنا لهم، نبقيهم في الذاكرة ما حيينا ونتذكرهم في كل تفاصيل حياتنا. في فرحنا ونحن نتمنى أن يشاركونا لحظاته، عند كل إنجاز لنا نود لو أنهم سمعوا به، وقت ضيقنا حين لا نجد أحضانهم التي كانت تغمرنا بالمحبة والحنان، وعقولهم التي كانت ترشدنا للصواب كلما ضللنا الطريق نحو السعادة أو نحو النجاح.

يرحلون عنا ونحن نتشبث بذكرياتنا معهم طريّة لا تذبل، لأن لهم أثراً لن يبرحنا حين شاركونا في كل تفاصيل حياتنا والمحطات المفصلية في عمرنا؛ حتى وإن كانت فترة بقائهم معنا قصيرة؛ فالعلاقات لا تقاس بطول أعمارها وإنما بعمقها وجمالها.

ولأن الحياة كذلك، ولأن أرواحنا قد تغادرنا في أية لحظة، فلا نغدو إلا ذكرى، لابد وأن نحيا أعمارنا كما يجب. أن ننجز ما استطعنا من أحلامنا ونرتب أولوياتنا، ونعطي كل ذي حق حقه كاملاً من غير نقصان أو بخس؛ كي لا يأتي الوقت الذي نرحل فيه ونحن لم نترك وراءنا أي شيء يذكر غير الخراب والأذى الذي تسببنا به لغيرنا.

كم هو جميل أن يترك المرء أثراً طيباً في نفوس من حوله. أن يكون شعلةً ينير بها حيواتهم، حضناً يلجأ إليه المتعب منهم فلا يشعر بتعبه أو ضيقه. والأجمل أن يكون منارة يتعلم منها غيره، فيحاول جاهداً أن يكون علامة فارقة لا تشبه غيرها، أن يكون صوتاً منفرداً يسمع من بين الجموع مهما علا صوتها وخفت صوته، في حين يظل بعضنا مصراً على بقائه في الظل الذي لا يجدي نفعاً له أو لغيره، والأمرّ من هذا هو أن يكون، وبعلمه، مجرد أداة للإساءة لجميع من حوله، فيهين هذا ويبخس حق ذاك ويغضب هذا وينصب العداء لذاك.

الحياة أقصر مما نظن، ولهذا لابد وأن نسعى لأن نكون ذكرى جميلة ترسم الابتسامة على من يتذكرنا حين رحيلنا، فيترحم لنا ويغمرنا بدعائه حين لا يبقى لنا عمل غير ما يهدينا إياه محبونا.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4839 - الأحد 06 ديسمبر 2015م الموافق 23 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:21 ص

      استبعاد اللاعبين الاجانب

      هاردلك منتخبنا وأتمنى ان يستبعد جميع اللاعبين الأجانب في البطولات القادمة

    • زائر 1 | 12:25 ص

      اجت سنة .... وراحت سنة ....

      ويبقى الخلق الحميد والعمل الصالح , بعض العلماء أستقطعوا من حياة الانسان العمل والنوم ووقت الاكل وووو والباقي من العمر أجزاء من الثانية عند الله , فمتى نقوم من نومة الغافلين ونسارع فى فعل الخيرات ونتنافس بالاعمال الصالحة والاحسان ؟ أم مروه

اقرأ ايضاً