العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ

منع رجال الدين من الاشتغال بالسياسة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يوم الأحد الماضي وافق مجلس الشورى على اقتراح بقانون يحظر بموجبه رجال الدين المنتمين لجمعيات سياسية من الخطابة، من خلال تعديل المادة الخامسة من قانون الجمعيات السياسية والتي تضم في صيغتها الحالية خمسة شروط يجب أن تتوافر في العضو الذي ينضم إلى جمعية سياسية، ليضاف شرط جديد وهو ألا يجمع العضو بين الانتماء للجمعية واعتلاء المنبر الديني أو الاشتغال بالوعظ والإرشاد ولو بدون أجر.

وعلى رغم وجود شبهة دستورية على أساس «أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات» إلا أن المغزى من هذا المقترح غير واضح تماماً، فهل يهدف هذا الاقتراح لمنع رجال الدين من الانتماء للجمعيات السياسية وبذلك يتحقق الخرق الدستوري من منع فئة من المواطنين من العمل في المجال السياسي، أم العكس أي منع الخطابة الدينية عن رجال الدين «المسيسين»؟

إحدى الجرائد المحلية عنونت هذا الخبر بـ «الشورى ينحاز إلى مبدأ الفصل بين الدين والسياسة»، فيما علق أحد القراء على هذا العنوان بالكتابة «ظهور واضح للعلمانية... ابشروا بغضب الله»، من جهته اعتبر النائب الثاني لمجلس الشورى الشيخ عادل المعاودة أن «الحجر على شريحة من المواطنين من ممارسة حقها السياسي كباقي المواطنين لا يتفق مع الديمقراطية، وإذا كانت هناك شريحة من رجال الدين أخطأت فلا ينبغي التعميم، كما أن الحل يكون بتطبيق القانون الحالي بشأن ضوابط المنبر الديني».

تصوير منع رجال الدين من الانضمام للجمعيات السياسة وكأنه انحياز إلى مبدأ الفصل بين الدين والسياسة وتطبيق للتعاليم العلمانية في البحرين، يبدو أنه بعيد جداً عن الواقعية والصحة، فالعلمانية بوصفها نظام حكم تعني فصل المؤسسات الدينية عن السلطة السياسية، وهي طريقة للحكم ترفض وضع الدين كمرجع رئيس للحياة السياسية والقانونية، وبذلك فإن الأولى في الحالة البحرينية إن صنفت هذه الخطوة بأنها انحياز للفصل بين الدين والسياسة، هي منع رجال الدين من العمل السياسي بما في ذلك عضوية المجالس التشريعية «كمجلسي الشورى والنواب»، اللذين يعتبران المؤسستين الرئيسيتين للتشريع والرقابة. في حين أن الواقع هو العكس من ذلك تماماً، فهناك عدد لابأس به من رجال الدين في هاتين المؤسستين.

لا يوجد ما يمنع اشتغال رجال الدين بالسياسة، سواء كان ذلك من منظور حقوقي أو أخلاقي، وإنما الممنوع هنا هو استغلال الدين للحصول على مكاسب سياسية أو فرض رؤى وأفكار على الآخرين.

حتى في أكثر الدول علمانية لم يتم منع رجال الدين من العمل السياسي، فيكفي أن نذكر هنا داعية الحقوق الإنسانية القس مارتن لوثر كينج ونضاله من أجل الحرية والمساواة وإنهاء التمييز العنصري ضد السود في الولايات المتحدة الأميركية في أواسط الستينات من القرن الماضي، القس مارتن لوثر كينج منح جائزة نوبل للسلام في العام 1964 لنضاله ومواقفه الإنسانية، ولم يؤخذ عليه من أي كان كونه رجل دين أو قساً كهنوتياً رغم حصوله على درجة الدكتوراه في اللاهوت.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 8:27 ص

      احد مو شلاخ قال...

      الناس أجاس ومعادن كما أنهم شعوب وقبائل ...فكيف تعزل أو تفصل الدين عن الإسلام أو الإسلام عن التعامل؟ وهل لا يجوز التغافل ‘ن الأعمال السيئة؟
      قد لا يكون من الفخر ولا من السحر أن الدين معامله وأن الدين عند الله الإسلام.. فكيف تهزل المعامله عنا لتعامل ولا تعامل بدون معامله؟؟؟

    • زائر 25 | 3:48 ص

      الخطر ليس اشتغال رجال الدين في السياسة

      هو ينظم كغيره في جمعيات سياسية أو مستقل الأزمة السماح من السلطة لتيارات سنية وشيعية بإنشاء جمعيات لا تقبل المواطن كبحريني فقط وعلى الكفاءة وحدها والسيرة الذاتية هذا هو الخطر الذي شطر المواطنين وبغير حل هذا لا تنتهي الازمة

    • زائر 24 | 3:32 ص

      مجلس الشورى يناقش القشور أصل الازمة ليس في منع أي مواطن من العمل

      في السياسة بما فيهم رجال الدين بل يمنع أي مواطن من عمل جمعية لهذا الطيف لوحده فقط سوى جمعية قبلية أو من عائلة واحدة أو هذا العرق فقط هذا الخطر الذى تعاني منه المنطقة والبحرين ليست استثناء والسلطة تتحمل المسئولية

    • زائر 23 | 2:44 ص

      بعض النواب رجال دين ... شلون

      يعني الحين ممنوع على رجال الدين الانضمام لجمعيات سياسية بينما بعض رجال الدين نواب ...يعني اشلون يتكلم النائب الشيخ بو حسين عن ضرورة الفصل بين الدين والسياسة وهو نائب معمم .ثانيا ماذا عن رجال الدين اللي يمجدون في الحكومة يعني التمجيد مو تدخل في السياسة والله فشاله

    • زائر 21 | 2:40 ص

      رجال الدين لا تشتغلوا بالسياسة والمواطن ممنوع من التحدث في السياسة طيب وبعدين

      السياسة هي لقمة عيش الناس فهل يمنع الناس عن الكلام في لقمة عيشهم
      انتم من اضطر الناس للخوض في هذه الامور بسبب الممارسات الطائفية والفساد والظلم
      فاذا وجد الناس ذلك لا بد لهم كبشر وبحكم طبيعتهم التحدّث عن الظلم

    • زائر 20 | 2:23 ص

      ليس الخطر من منع رجال الدين العمل في السياسة

      هو مواطن يحق له ما لغيره توجد في البحرين عوائل كبيرة هل يحق لها تكوين جمعيات سياسية لوحدها فقط وتوجد قبائل هل يحق لها تكوين جمعيات قبلية لوحدها لاتقبل الغير كذلك على رجل الدين أن لا يعمل جمعيات لا تقبل إلا هذا المذهب او ذاك هذا الخطر الذي يقسم البلد لكنتونات عائلية أو قبلية أو مذهبية

    • زائر 19 | 2:21 ص

      اشتغلوا لا تشتغلون

      صرنا مو عارفين يوم يجون للناس وتعالوا شجعوا العالم يصوتوا ويوقعوا كونكم اصحاب مكانة دينية ذات مصداقية
      وحين تنتهي حاجتهم لرجال الدين يضربون بهم عرض الحائط بل يزجونهم في السجون اذا تكلموا

    • زائر 18 | 1:16 ص

      في الدول الديمقراطيه العريقة الجميع له الحق في العمل السياسي

      وتوجد قوانين تمنع فقط الازدراء في الديانات والمذاهب فقط لا يسمح بإنشاء أحزاب تخص فقط هذه الديانة أو هذا المذهب هذا الشئ الخطير أم العمل في السياسة فيحق للجميع بما فيهم رجال الدين أو المذاهب أن يشتغلوا مع بعض في أحزاب مدنية تضم جميع فئات الشعب

    • زائر 17 | 1:08 ص

      تكتيم أفواه

      حصار موطبيعي
      حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 16 | 12:57 ص

      جميع المواطنين متساوين في الحقوق السياسة بما فيهم رجال الدين

      الأزمة في الوطن ليس من هذا في شئ بل استغلال شيوخ التيارات الدينية السنية والشيعية في عمل جمعيات سياسية مفصلة على هذه التيارات وهذه لايمكن أن يجمعها إلا الوقوف ضد بعض والثقة بعيدة في ما بينهم وهذا بدوره ينقلوه بين الشعب الأحرى أن يشتركوا مع بعض في جمعيات مدنية ويعملوا في السياسة بهذا تذهب الطائفية

    • زائر 15 | 12:25 ص

      الاسد

      حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 13 | 12:18 ص

      منع ناس وناس ووقت الحاجة سنسمح لهم يمارسون ما نريد

      هذه القوانين هي لعب عيال لأن هناك من رجال الدين مسكوت عنهم بل يشجّعوا على ممارسة ما يحلوا لهم من السياسة طالما انه يخدم جهات معينة

    • زائر 12 | 12:01 ص

      مغالطات

      رجل الدين انسان المفترض له كامل الحقوق كاي انسان . ولكن هذه سياسة فرق تسد .والله ويش الفرق بين من يدرس في الجامعات المحليه والغربيه ويسمح له بممارسة حقوقه كامله وبين من من يدرس في الازهر او الحوزات في قم والنجف ولا يسمح له كما يسمح لغيره . ذاك علم وهذا علم. ام ان العلوم اللتي تقربنا من الله اكثر وتحيي ضمائرنا وترهف احساسنا غير مسموح بها. اريد دليل مقنع يفك الدين عن السياسه .

    • زائر 11 | 11:51 م

      فكره

      مثلا يعلمون المسيقى والرقص والغناء .

    • زائر 8 | 11:22 م

      النجار

      حق نوصل لدولة مدنية معاصرة لازم نفصل هذي السياسة والدين، لاكن انا والاغلبية نعرف ان سبب هذا القرار هو تهميش الاغلبية.

    • زائر 7 | 10:54 م

      ماذا ستقول الاجيال القادمه عن هذا القانون ؟...من سيطيل الله في عمره سيذكر كلامي

      مشكلتنا الاساسية هي فئة المتمصلحين تريد ان تحافظ على نمط العيش الرغيد الذي ينعمون به على حساب بقية الشعب فمن هنا نراهم يستمينون في الدفاع عن مصالحهم باية وسيله . .. ولما علموا ان رجل الدين عادة ما يكون له ثقل للوقوف في وجه الفاسدين.. فخطط لهذا القانون مستغلين فشل البعض في الوصول الى المكانه التي يتمتع بها رجل الدين .. فكل ما في الامر مصالح آنيه

    • زائر 6 | 10:43 م

      للامانه

      انا مع قرار ابعاد رجال الدين عن الخطابة السياسيه ، و لا يمكن مقارنة مارتن لوثر برجال الدين عندنا ،خصوصا انه تحرك في فتره لم يكن للدين تلك الهاله الكبيره التي تؤثر على مختلف نواحي حياتهم اما نحن فتقريبا الدين يسير كل حياتنا و رجال الدين عندنا وصلوا الى درجه التبجيل.
      اصبح واضحا من اراد ان يكون في المجلس النيابي فما عليه الا ان يلتحي و يصبح شيخ دين و لنا نماذج كثيره من الطائفتين و هذه الحاله نراها حتى في دول الجوار كالكويت.. جمبزه و استغلال لبساطه عامة الشعب

    • زائر 4 | 10:13 م

      بطش

      بكل صراحة ما يحدث للمعارضة السياسية في بلدنا لا يمكن أن يقل عن وصف "بطش شامل" ففي كل المجالات تتحرك ماكينة القوانين والقرارات للانتقام منها.
      لكن ذلك سيرتد لو استمر فالتاريخ لم يشهد طبقة حاكمة تستمر في الظلم إلى ما لا نهاية.

    • زائر 3 | 9:40 م

      سنرى الاعظم

      اذاكنت رجل دين لا تتدخل في السياسه
      اذا انت شيعي يحق لك العمل في القطاع الخاص
      لا يحلق لك العمل في وزاراة الدوله

    • زائر 2 | 9:25 م

      الإشتغال لو الإنشغال

      البلد غير مباح فيها لا الإشتغال و لا الإنشغال

    • زائر 1 | 8:28 م

      صباحكم خيير وقيييير.

      يا اساتذه قلنا لكم ديرتنا كل شى فيها قييييير . افهموا عااد.

اقرأ ايضاً