العدد 495 - الثلثاء 13 يناير 2004م الموافق 20 ذي القعدة 1424هـ

شابلن والأمين العام

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

أسندت إلى الفنان الكوميدي العالمي المعروف شارلي شابلن رئاسة لجنة تقييم عمل إحدى الفرق المسرحية المعروفة إذ كانت الإدارة خصصت جوائز قيّمة كالعادة لتوزيعها عليهم.

وتابع شابلن مع اللجنة أداء الممثلين بدقة ولما انتهت المسرحية وقررت اللجنة تقديم الجائزة الأولى والأثمن إلى أحسن المؤدين في الفرقة، توجه شابلن مباشرة إلى (الملقن) فقدم إليه الجائزة الأولى، فلما سأله الصحافيون، لماذا تركت كل هؤلاء الفنانين وقدمت الجائزة إلى الملقن؟ أجاب: لأنه وحده الذي تعب أكثر من غيره وكان يقظا للغاية ولولاه لما تمكن الممثلون من أداء دورهم، فقد شاهدت الإرباك عليهم عند أداء دورهم ولولا هذا الملقن لما نجح الممثلون هذا النجاح.

في اعتقادي أن شارلي شابلن كان محقا في ذلك، فالوحيد الذي لا يحصل على راحة ويظل يقظا طوال العرض هو ذلك (الملقن) الذي يختفي وراء ذلك الصندوق الصغير الظاهر على خشبة المسرح.

هذا المشهد ذكرني بدور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الذي أشفقت عليه وأنا أتابع المشهد الأخير من اجتماعات مؤتمر القمة حين تحمل الأمين العام مسئولية قراءة البيان الختامي لاجتماعات القادة. فالمعروف أن البيان عادة ما يكون طويلا ويضم كما كبيرا من الحديث المكرر والمعاد في الأعوام السابقة. وعلى رغم أنه بحسب اعتقادي لا حاجة إلى تكرار كل هذا الكلام فانه جرت العادة على وضع صياغة جديدة للمؤتمر الجديد، كان من الواضح أن الأمين العام عبدالرحمن العطية شديد الحرص على أن تخرج الكلمات واضحة وسليمة لغويا من فمه، فبذل جهدا رائعا خلال قراءته البيان الذي كان معظمه تحويلا إلى اللجان لدراسته، أو تشكيل لجان للنظر فيه، ولم يكن الجديد فيه سوى الاتفاق على ما يسمى بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، وخوفي أن تجف منابع النفط قبل أن تجف منابع الإرهاب! فإذا كان الملقن في ذلك المسرح هو الذي استحق من شابلن الجائزة الكبرى، فالأمين العام أيضا في اجتماعات القمة الأخيرة كان هو الأجدر والأحق بأن يكون المرشح لتلك الجائزة لو كانت توزع في هذه المؤتمرات. إذ كان الإرهاق باديا على وجهه وهو يتلو البيان الختامي الطويل العريض الذي ذكرني بالشاعر الكبير المرحوم محمد مهدي الجواهري حين قدمته على منصة قاعة افريقيا في الشارقة فطلب الجمهور منه قصيدة «نامي جياع الشعب»، وهي قصيدة طويلة جدا، وعندما قرأ الجواهري قرابة 60 بيتا منها تعب من طولها، وكان كبيرا في السن فتوقف قائلا: «ما تخلص... ما تخلص يا به»، غير أن الأمين العام استمر في قراءته

العدد 495 - الثلثاء 13 يناير 2004م الموافق 20 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً