العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ

بينالي مجاز للشعر

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

حين تقوم مجموعةٌ بتبني فكرة نشر الثقافة حباً وتطوعاً ورغبة في رفد الساحة بفعاليات متنوعة من شأنها أن تكون علامة فارقة تضاف إلى رصيد الجمال في بلد ما، لابد وأنها ستكون قد تخطَت كثيراً من الحواجز والعراقيل التي صادفتها، من أهمها عدم إيمان المستثمر بالثقافة، وبالتالي عدم توفر ميزانية تساعدها في إقامة ما تحلم به من فعاليات.

و«مجاز للثقافة» هي مجموعةٌ من هذه المجموعات، وهي ليست مؤسسةً رسميةً، وأعضاؤها ليسوا تجاراً أو منتفعين؛ بل هي مجموعة آمنت بالثقافة فاجتمعت لتكون مصدراً لفعاليات أجمع مرتادوها على تميّزها واختيارها بعناية لضيوفها ومواضيعها وطريقة تنفيذها وعرضها.

وفي اليوم العالمي للشعر، حقّقت «مجاز» حلمها بإقامة احتفالٍ مختلفٍ بهذا اليوم، فدعت مجموعة من الشعراء والفنانين بالتعاون مع «مشق للفنون» لتقيم فعالية «بينالي مجاز للشعر» الذي امتد لثلاثة أيام، وحقق نجاحاً جميلاً؛ إذ قدم الشعراء أعمالاً مختلفة في فكرة تطرح أن الشعر يمكن أن يقرأ ويرى ويغنى ويموسق ويصور.

في الفعالية أظهر الشعراء ما يملكونه من فنون أخرى، بعضهم استعان بفنانين لينفذوا أعمالهم بطريقة فنية، فيما آثر بعضهم أن يقدّم بيديه ما يعبّر عن شعره وقلبه من أعمال فنية تنوّعت بين الخط والتشكيل والفن التركيبي والتصوير والإلقاء.

الفعالية كانت مغايرةً، أرادت أن ترسم شكلاً آخر للاحتفاء بالشعر؛ فلماذا يُحْصَر هذا الفن بالإلقاء فيما تغيب عنه الفنون الأخرى وهو الذي يعتبر رافداً يتداخل مع غيره ليكمله ويكتمل به؟

كان الشعراء وخلال الأيام الثلاثة، يقدّمون شعرهم على الورق واللوحات والكانفاس وعلب الكرتون، والأكياس وغيرها، ينفذون أعمالهم ويرسمون مشاعرهم في نفس المكان أمام جمهورهم ليقدموا في نهاية الفعالية أعمالاً فنية جميلة كانت وليدة جو مشحون بالحماس والإبداع والمحبة والرغبة في تقديم المغاير المتميز.

ولم تغفل الفعالية أن للشعر المسموع عشاقه أيضاً، فاختارت أن تقيم أمسية لشعراء من خارج البحرين جاءوا خصيصاً لإيمانهم بالشعر، فقدّموا نصوصهم لجمهوره ونثروا في المكان أرواحهم وما علق من دهشة على وجوه الحاضرين، فيما اختارت أن يكون الختام أمسيةً شعريةً لمجموعةٍ من الشعراء البحرينيين أقامتها في الهواء الطلق.

هذه الفعالية وما رافقها من نجاحٍ، تجعلنا نثق بالإيمان بالعمل الجماعي التطوعي، ونطمئن إلى وجود من يحب الثقافة حباً مجرداً من المصلحة الشخصية أو الرغبة في الظهور، خصوصاً أن الجمهور لا يعرف من هم مؤسسو هذه المجموعة ومن هم القائمون عليها، لأنهم ببساطة لم يقولوا نحن هنا ولم يعنهم الأمر، بل أعطوا المهمة لعملهم أن يقول أنا هنا.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:29 م

      چيس خمام

      انا ما عجبني ما شاء الله عليه الا كاتب شعره على چيش خمام و حاط مخمة صوبه .. يبين يعني مستوى شعره ويش هو و الخمام واحد ما شاء الله عليه

اقرأ ايضاً