العدد 5219 - الثلثاء 20 ديسمبر 2016م الموافق 20 ربيع الاول 1438هـ

منتخب اليد والاستقرار الفني الغائب

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

إن من أهم عوامل تحقيق النجاحات وحصد البطولات لكل فريق رياضي هو عامل الاستقرار الفني الذي يعتبر ثقافة كروية لا تخيب ظن كل من اعتنقها، وسيقطف ثمارها كل من زرعها، لكن وللأسف هذه الثقافة تبدو غائبة أو حتى منعدمة في كرتنا، وفي منتخباتنا الوطنية تتمثل الصور بصورة أكبر هذه الأيام.

ما يحدث في منتخب اليد صورة طبق الأصل لعدم الاستقرار الذي يعيشه الاتحاد، حتى اصبح الجميع يعرف أن كل منتخبات اليد تخوض معسكراتها وتدريباتها التي تسبق البطولة التي ستشارك فيها بمدرب وتلعب البطولة التي تدربت من أجلها مع ذلك المدرب، بمدرب آخر، وما حصل لمنتخب الناشئين ها هو يحصل حاليا مع منتخب الرجال، بعد الاستقالة أو كما فهمنا من وراء سطور بيان الاتحاد بأنه إقالة.

منتخباتنا الوطنية أصبحت لا تفقه معنى الاستقرار الفني، فهل يعقل أن يمر الوقت حتى يتبقى على خوض بطولة عالمية ككأس العالم القليل، ليتم التعاقد مع مدرب وبعدها يتم اعفاؤه، ليعود المنتخب من دون مدرب حقيقي، فيقوم مساعد المدرب الوطني عصام عبدالله بتسيير أموره في كل تجمع، من دون ان تتم تسميته مدربا رسميا حتى يعرف المنتخب الاستقرار. فالمنتخب بدأ العام تحت إشراف إسباني وقبله تحت المدرسة الجزائرية، والآن تأتي الرومانية، ولننتظر أي مدرسة ستكون القادمة، كل هذا بالتأكيد سيؤثر على المنتخب في أدائه العام، لأن كل مدرب يحاول تطبيق أفكاره وهذا ما يسبب تشتتاً للاعبين.

من الغريب أن يكون كل المدربين الذين لم يواصلوا مشوارهم مع المنتخب يغادرون لظروف خاصة، وينطبق هذا الحال مع الجزائري صالح بوشكريو وأخيرا مع الروماني إيهان عمر، وقبلهم مع المدرب السلوفيني ماجيك وكأن ظروفهم الخاصة لا تحصل إلا عندما يتسلمون تدريب المنتخب البحريني.

نتمنى أن يحظى المنتخب باستقرار فني طويل؛ لأن من شأنه أن يعزز الثقة عند اللاعبين والمنتخب وحتى الجمهور المتابع، ولأن ذلك سيكون طريقاً للمنتخب بالتأكيد في تقديم أفضل صورة، ولعل الاستقرار البسيط الذي دام أيام الجزائري بوشكريو اتضحت ثماره بالفوز بالميدالية البرونزية لأول مرة في الاولمبياد الآسيوي.

الاستقرار الفني الذي ننشده لمنتخب رفع اسم البلد في محافل عديدة وجلب الفرح أينما حل، هو أن يبتعد الاتحاد عن جلب المدربين المغمورين الذين لا يقدمون الإضافة، الاستقرار الفني المطلوب هو أن تدعم اللجنة الأولمبية بقوة هذا المنتخب الذي يعد الوحيد الذي يشارك في بطولة عالمية من بين المنتخبات الوطنية الأخرى، وتوفر له المعسكرات والموازنة القادرة على تقديم الإضافة لصفوفه، الاستقرار الفني هو أن يتحصل الفريق على المكافآت التي تساعده وتحفزه لبذل المجهود الأكبر، كل ذلك مفقود لهذا المنتخب.

سيبقى اتحاد اللعبة يتحمل وزر النتائج التي من المحتمل أن يخرج بها المنتخب في بطولة كأس العالم القادمة بسبب عدم الاستقرار على رغم التوقعات بأن يقدم صورة أفضل من سابقاتها بحكم الخبرات التي يمتلكها اللاعبون في المشاركة ببطولة العالم.

ولعل الاستقرار الفني ليس فقط في جهاز التدريب والإدارة، وإنما حتى التشكيلة التي يلعب بها الفريق، فربما طال عدم الاستقرار في الجانب التدريبي اللاعبين، ليبدأ منتخب اليد بفقد عناصر مهمة كانت ستعني له الكثير في مشاركاتها القادمة، ولهذا الموضوع تتمة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 5219 - الثلثاء 20 ديسمبر 2016م الموافق 20 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً