العدد 5246 - الإثنين 16 يناير 2017م الموافق 18 ربيع الثاني 1438هـ

بل سعدون ومهدي أخوان!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كتب أحد الإخوة في وسائل التواصل الاجتماعي «لم يعد سعدون ومهدي إخوة (أخوين)»، ونعلم لماذا هذا الأخ الفاضل ظنّ أنّ سعدون ومهدي افترقا، ولكن نؤكّد له أنّ سعدون ومهدي مازالا أخوين على رغم الظروف وعلى رغم فساد الفاسدين الذين يريدون إبعادهما عن بعضهما البعض.

سعدون لطالما كان مناضلاً ويقف مع الحق في وقت الشدائد، وعندما يتعرّض مهدي إلى الأذى أو الحزن أو الألم، فسعدون لا يفرح ولا «يشمت» بل يواسي مهدي ولا يرضى عليه.

أيضاً مهدي هو الآخر لا يقبل بالضيم على سعدون، ويحاول مساندته في كل أمر، وعندما يتعرّض سعدون للإهانة، فمن يفزع له غير مهدي، لأنّه يحب سعدون وعاش معه سنين طويلة لا ينساها إلاّ قليل الأصل.

سعدون ومهدي لطالما كانا بجانب بعض، نعم فرّقتهما حوادث الأيام، ولكن تبقى الوحدة والحب والانتماء لنفس الأرض والعادات والتقاليد والمشاعر الطيّبة تجمعهما، ومهما حاول أولئك الذين تكلّمنا عنهم مراراً (شلّة الفاسدين والمتمصلحين والخائنين والمنافقين) أن يدخلوا بينهما، فهما يعلمان اللّعبة جيّداً ويعيان ما يحدث حولهما، ويتحدّثا كثيراً حتى لا يفترقا، فلطالما كانت المصارحة والمكاشفة من أهم مقوّمات العلاقة، فمن يحبّك يخاف عليك ويُظهر خوفه بالنّصيحة، ولا يجعل بينك وبينه حاجزاً أبداً.

قد يقوم مهدي بخطأ فادح وقد يقوم سعدون بخطأ فادح كذلك، ولكن الاثنين على رغم الأخطاء يعلمان بأنّهما لبعضهما البعض، آخذين المبدأ من نبي هذه الأمّة المصطفى (ص) عندما قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلوماً»، فالبشر من عادتهم الخطأ، ولكن ما أجمل أن يكون بيننا من ينصحنا ومن يحبّنا على رغم أخطائنا.

سعدون ومهدي دارت بهما الأيّام، وحاول البعض تفرقتهما، ولكن تأبى النّفوس الأصيلة أن تلبّي حاجة النفوس المريضة، ولذلك فالأصل ثابت ولا يتغيّر، لأنّ كلاً منهما ارتفع عمّا يقوم به هؤلاء المرضى.

وربّما دخل الغريب بين سعدون ومهدي وقام بفعلته السوداء للتفريق بينهما، ليفرح وينعم هو ومن معه بخير سعدون أو بخير مهدي، ولكن تأبى أخلاق سعدون ومهدي إلاّ أن يكونا ضدّه ويكشفا أوراقه!

بل نزيد على ما ذكرناه بأنّ مهدي وسعدون أخوان ولله الحمد! فهما مازالا باقيين على العهد والوفاء والحب والصداقة، ومازالا يعيشان مع بعض على رغم الظروف المُحيطة، لأنّهما أسلما النيّة إلى الإخلاص في العلاقة، ومهما حاول البعض إبعادهما أو جرّهما ليتضاربا مع بعض، فهما دوماً فوق الشبهات وفوق كلّ من تسوّل له نفسه تفريقهما.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5246 - الإثنين 16 يناير 2017م الموافق 18 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً