يعيش معشر الرياضيين في المملكة هذا الأسبوع أجواء ترقب كبير، نظراً لإقامة المباراة النهائية لمسابقة كأس جلالة الملك لكرة القدم والتي ستقام الخميس المقبل بين فريقي المحرق والمنامة، وطبعاً الفائز فيها سيكون سعيداً بالكأس الغالية بالإضافة للحصول على المكافأة المالية الكبيرة، ويكفي أيضاً أن اسمه سيُحفر في السجل الذهبي للبطولة كونه «بطل كأس الملك».

الفريقان على موعد مع لقاء آخر اليوم أيضاً في الجولة 12 لدوري الدرجة الأولى، وطبعاً شاءت الصدف أن يلتقيا مرتين في أسبوع واحد وهو ما يزيد من أجواء الترقب والإثارة، والبطولتان مختلفتان، ومباراة اليوم مجال التعويض فيها وارد، بينما لا يوجد أي هامش للتعويض في موقعة الخميس، لكن بكل تأكيد هنالك تداخل حتى وإن كان ذهنيّاً، كون كل فريق يعرف أنه سيلاقي الآخر مرتين في الأسبوع نفسه، وبمجرد التفكير في ذلك فإنه من الممكن أن يؤثر سلباً أو إيجاباً، فالبعض تكون لديه دافعية لتحقيق الفوز في المباراتين، والبعض الآخر ربما يكون متخوفاً، وحتى المدربان ربما يلجآن لبعض التغييرات الفنية في كل لقاء.

المحرق كما هو معروف فإنه متسيِّد للساحة المحلية من ناحية البطولات في كرة القدم وهو «الزعيم» لدينا من دون أدنى شك، وهو حقق اللقب الملكي الموسم الماضي بعد تغلبه على الرفاع، لكن على رغم كل الكم الهائل من البطولات، إلا أن جميع عشاقه كلما أتت بطولة فإنهم يتعطشون لتحقيقها، ليكون ذلك مثل «العادات والتقاليد» لهذا النادي، وكأنه شيء من «التعود والروتين» غير الممل!، ولذلك لن نتعجب إذا رأينا الجمهور المحرقاوي يملأ المدرجات المُخصصة له وكأنه يترقب تحقيق اللقب لأول مرة!.

في الجهة الأخرى، فإنَّ المنامة يمر هذه الأيام بالفترة الأهم بتاريخ النادي من خلال المنافسة بقوة على تحقيق كأس الملك وكذلك الدوري، وهو لم يسبق له التأهل للمباراة النهائية سابقاً، ولذلك نحن في انتظار الكيفية التي سيتعامل معها الفريق الأزرق مع هذه المرحلة، فعامل الخبرة في مثل هذه المواقف له دور كبير في تحقيق الانتصارات، وهو يصب في مصلحة المحرق كما يتفق الجميع، لكنه ليس كل شيء في كرة القدم، وهنالك العديد من الشواهد لتحقيق العديد من الفرق للبطولات على رغم أنها تصل للنهائيات للمرة الأولى مثلما حصل مع الحد في كأس الملك الموسم قبل الماضي.

وبين «تعوُّد» المحرق و «تاريخية» المنامة، فإن ما يهمنا هو أن يكون الخميس المقبل يوماً رياضيّاً تاريخيّاً بالفعل في البحرين، فالأجواء كلها مهيأة للنجاح، واتحاد الكرة خصَّص العديد من الجوائز التي لم يسبق أن تم تحديدها من ذي قبل، وهذا الأمر سيزيد من نسبة الحضور الجماهيري، كون الفريقين في الأساس يمتلكان قاعدة جماهيرية كبيرة، لكن هذه المحفزات ستزيد العدد، والنجاح يتمنَّاه الجميع.