العدد 5297 - الأربعاء 08 مارس 2017م الموافق 09 جمادى الآخرة 1438هـ

خمس ملاحظات... لا انتقادات!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في البرنامج الإذاعي صباح الثلثاء، لفت نظري تركيز المتصلين الخمسة على أن ما يقولونه مجرد «ملاحظات بسيطة» يتمنّون أن تتفضل الجهات المعنية عليهم بالتفكير في إيجاد حلٍّ لمشاكلهم إن أمكن!

المذيعان كانا أيضاً يستخدمان المفردة نفسها، مراعاةً لمشاعر وأحاسيس المسؤولين، الذين قد تجرحهم كلمة «انتقاد» أو «مطالبة»، ويُفترض أنهم في موقع عام، جيء بهم لتنفيذ المشاريع وتسهيل الأعمال وخدمة المواطن، ويستلمون على ذلك راتباً شهرياً ومخصصات سنوية، وأن ما يقومون به ليس صدقةً أو إحساناً، بل عملٌ واجب.

ربما كان هناك متصلون قبل الساعة 7:45 وبعد 8:45، فترة احتباسي في الشارع العام بسبب الازدحام المروري على شارع البديع، لكن المكالمات الخمس تعطي انطباعاً لوتيرة عمل الأجهزة الحكومية، وفي مقدمتها الإذاعة والتلفزيون، التي وُعد الجمهور بحدوث نقلة جبارة في أدائهما قبل عام.

في الاتصال الأول تحدّث المواطن سعود عن ما يجري للبحر، بسبب ما يسمى بـ«الكراف»، حيث يتعرض إلى عملية صيد جائر يجري فيها تجريف قاع البحر وتخريب البيئة الطبيعية الحاضنة للأسماك، وغالباً ما تتم على أيدي العمالة الآسيوية، ولكنها تعمل لدى أرباب عمل بحرينيين. والموضوع قيل وكتب فيه الكثير، وكغيره من الموضوعات المعلقة التي لا تجد لها حلولاً، فتستمر وتتفاقم حتى تتضاعف الخسائر والأضرار.

المواطن كان يتكلّم بحرقةٍ، وتلفّظ بعبارةٍ بليغةٍ وهو يصف مشهد تدمير البيئة البحرية بقوله: «تصوّر شخصاً يحمل حديدةً في يده ويشخّط على جدران بيتك»، وهذا هو شعور وإحساس كلّ مواطن بحريني وهو يشاهد ما يجري للبحر.

الاتصال الثاني كان من المواطنة أم راشد، تحدّثت عن معاناتها للحصول على الدواء من المستشفى الحكومي، حيث ذهبت للحصول على أدويتها يوم الخميس، فقالت لها الصيدلانية: تعالي عصر يوم الأحد. فذهبت يوم الأحد عصراً فقيل لها: تعالي يوماً آخر (لعله الثلثاء)، فذهبت الساعة 3:15 وظلت تنتظر دورها حتى الساعة 8:00 مساءً. وبسبب معاناتها من الضغط والسكري بدأ قلبها يخفق وشعرت بالتعب والإرهاق. أما العائلة فبدأ يخالجها الخوف بعدما افتقدوها حوالي خمس ساعات، خوفاً من تعرّضها للإغماء، فلا يمكن أن تستغرق كل هذه الفترة لاستلام أدويتها من صيدلية المستشفى.

المرأة تبدو كبيرة السن، وكانت تكرّر القسم بالله بين كل جملتين، لتؤكّد على صحة كلامها، الذي كان يتدفق بعفوية وصدق ابن البلد، ما حمل المذيع والمذيعة على التعبير عن تعاطفهما معها، وبالتالي رفع هذه «الملاحظة» إلى إدارة المستشفى، ومن ورائها وزارة الصحة، التي تصدر المزيد من الإجراءات المعقّدة وغير المفهومة للجمهور.

الاتصال الثالث كان من مواطن تقدّم بطلبٍ إلى وزارة الإسكان قبل ثمانية أشهر للحصول على رخصة لبناء إضافي بمنزله، «بعدما العيال كبرت»، ويريد التوسعة على عياله. وسبق له أن اتصل بالبرنامج نفسه قبل أشهر ليعرض مشكلته بحثاً عن مساعدة، والمذيعون لم يقصّروا، فوصلت مشكلته للوزارة، وظلت تحوم في أروقتها حتى الآن، وكلما اتصل تجيبه السكرتيرة بأنه لم يصدر قرارٌ بعد! ويقول المواطن الذي أعيته كثرة الاتصالات بالوزارة دون جدوى: «إلى متى يمكن الحصول على رخصة البناء»؟ وترد المذيعة مؤنّبةً الوزارة: «هل تتصورون أن المواطن ستنتهي مشكلته بمجرد الحصول على الرخصة؟ المشوار أمامه طويل، والله أعلم كم سيستغرق منه البناء، فساعدوه على الأقل بإصدار الترخيص».

المكالمة الأخيرة كانت لمتصل يبدو من لهجته أنه مواطن خليجي، حيث رفع «ملاحظته» إلى الجهات المختصة بخصوص التصديق على شهادته الجامعية، فهو قد تخرج – حسب قوله – منذ سنتين، ولم تفلح اتصالاته حتى الآن في الحصول على التصديق. ويقول إن كل ما يسمعه من ردود هو لمجرد «التسكيت». وترفع المذيع أو المذيعة هذه الملاحظة للجامعة المعنية.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5297 - الأربعاء 08 مارس 2017م الموافق 09 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:35 ص

      يجب تطوير شبكة المواصلات العامة لان هذا هو الحل الوحيد للاختناقات المرورية في البحرين البلد مساحته صغيرة مهما كبرنا الشوارع فلا فائدة أبداً يجب ان نستنسخ التجربة السنغافورية

    • زائر 19 | 2:37 ص

      الزائر الثالث

      يمكن الليميت ال3000 حرف عنده وصلت حدها وما في مجال للملاحظه الخامسة !!! بس آنه باقول الخامسة كان فيه واحد مواطن شريف يسأل امته البلد بيفتك من زمرة (الطبالة والمزمرين والوشايين والمحرضين والمتمصلحين وغيره ) هم سبب بلاء الوطن.

    • زائر 18 | 2:36 ص

      بل لانهم لا يفرقون بين الحق و الصدقة .

    • زائر 16 | 1:39 ص

      رغم التطور التكنلوجي ورغم تخرج العديد من المسئولين وابنائهم من ارقى الجامعات واللي متخرج من الخارج بس تعال شوف الوضع عندنا اي مشكله لازم معاها حل امني وقمع وسجون لمتى نحل مشاكلينا بالطيب والكلمه الحسنه شعبنا الاصلي ترى شعب طيب الكلمه الطيبه تفيد فيه خلونا نجلس مع بعض ابعدوا الاغراب عنا ترى هم ساس كل مشاكلنا وهم من يغذون الفرقه ولتناحر بيننا صدقوني رغم ما حصل احس لمى اشوف اي مواطن اصلي تحسه يبادلك نفس شعور الطيبه والحب

    • زائر 15 | 1:36 ص

      لأنهم مؤدبون و اخلاقهم عاليه يقولون ملاحظات

    • زائر 20 زائر 15 | 3:26 ص

      الى زائر 15
      لو ما قالوا ملاحظات ما راح يذيعون كلامهم
      الجماعة عارفين الحدود
      وما حد مستعد للبهدلة والاتهام والتخوين

    • زائر 14 | 1:18 ص

      الملاحظة الخامسة هي ( زحمة شارع لبديع ) .

    • زائر 13 | 1:15 ص

      سيد قاسم حسين على قولت سعيد صالح ( فين السؤال ؟) .

    • زائر 21 زائر 13 | 3:29 ص

      طلع قاسم حسين من اهل البيت يعني سيد

    • زائر 12 | 12:53 ص

      لو الشوارع مهيئة للسياكل والله تركنا السيارات وتنقّلنا بالسياكل بس حتى السياكل ما لها شارع مخصص واذا الواحد طلع بالسيكل كل شوي وراح يدعمونه

    • زائر 11 | 12:52 ص

      ويش هالحالة في هالديرة ؟ صار الواحد اذا عنده حاجة في المنامة يحسب لرحلته الف حساب وكأنه راح يسافر للدمّام او الكويت ؟

    • زائر 10 | 12:37 ص

      اذا كان ما يحصل على شارع البديّع عقابا لنا فليكن . لكن لتعلموا ان هذا يضرّ بالبلد واقتصاده الذي هو في وضع وحالة يرثى لها .
      بتعاقبونا عاقبونا احنا متعودين وشعب لديه قرابة 4000 معتقل لن يثنيه ازدحام شارع عن مواصلة مطالبه

    • زائر 9 | 12:22 ص

      اصبح الازدحام في الشوارع وبالذات شارع البديّع حديث المجالس ورسائل في التواصل الاجتماعي للتحذير من المرور في هذا الشارع، بل أكثر هناك من يعتقد ان التضييق على قاطني هذه المناطق معتمّد

    • زائر 8 | 12:13 ص

      كلمات للدكتور فخرو اطال الله في عمره هذا المواطن صاحب الخبرة والوطنية والاخلاص للوطن حين يتحدّث فإن لسانه ينطق بكلمات من ذهب وان لم تعطى هذه الكلمات حقّها سيأتي يوما يعرف الناس قيمتها .
      حين يتحدّث عن لوازم التنمية المستدامة وشروطها الضرورية فهو يحتاج لمسؤولين يستمعون لهذا الصوت
      ويستشفّون رأيه فإنه بمثابة الوالد لكثير من ابناء هذا الوطن المشفق عليهم وعلى الوطن وهو صوت من الاصوات العاقلة
      التي يجب ان تستمع

    • زائر 7 | 12:06 ص

      ما هذا البلد الذي يخاف فيه المواطن من ذكر كلمة (نقد) او (انتقاد) الى هذه الدرجة بلغ بنا الحال؟
      كيف تبنى الأوطان وكيف يتمّ التطوّر والتطوير والتقدم إن لم يكن لهذه الكلمات وجود؟
      هل كلمات المجاملة والمداهنة ومصطلح كل شيء تمام وسم طال عمرك تصلح لريادة وتقدم وطن في هذا الزمن ؟
      الى متى نظل نراوح مكاننا في ظل عالم يتحرّك متقدما بسرعة جنونية ونحن نريد العودة للوراء؟

    • زائر 17 زائر 7 | 2:33 ص

      صدقت والله امة لا تنتقد لا تتقدم شبر .
      لماذا تشاهد في العالم تقدم وازدهار لانه هناك يقولون هذا خطأ وهذا صح ، والمسؤلون يراجعون ما صدر وما صار من اخطاء لذلك هم يتقدمون ونحن الى الخلف در ولا يوجد انسان نا يعرف هذه البديهيات فكيف بمسؤل على رأس وزارة اوهيئة ؟؟؟؟

    • زائر 4 | 11:19 م

      المثل الشعبي يقول "الله لا يقير علينا"

    • زائر 3 | 11:14 م

      وين الملاحظة الخامسة سيدنا اتحفنا بها

    • زائر 6 زائر 3 | 11:45 م

      يمكن نساها السيد. بس روح الاذاعة واسمع كل يوم عشرات القصص والملاحظات

    • زائر 1 | 10:01 م

      الله يساعد المواطن المنطحن والمهلوك في حصوله على حقه لين مشى أعوي وإستخدم طرق ملتوية هو الصح ولين مشى صح ونصح حاصروه وحاصروا من حوله الآلاف وشتم وتخوين وتهديم صوامعه وتهديده بالويل الثبور وعظائم الأمور.

اقرأ ايضاً