العدد 638 - الجمعة 04 يونيو 2004م الموافق 15 ربيع الثاني 1425هـ

الشايجي ونسله

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

عندما حاول قيصر الروم الدخول بين طرفي النزاع بين جيشي علي ومعاوية ليغري أحدهما ضد الآخر، قيل له: «لو حاولت أن تأخذ شبرا من بلاد المسلمين، فسأنضم إلى جيش ابن عمي لنحاربك».

غير أن هذه الروح لم تعد تتقد لدى عدد من الكتاب الصحافيين، وخصوصا في الملمات التي تهدد الأمة بأسرها، وذلك ما سبق أن كتبه الكويتي صالح الشايجي في عمود سابق عن استشهاد عبدالعزيز الرنتيسي قبل أكثر من خمسين يوما، يتشفى في مقتله، ويذكر أنه كان يكدس الأموال هو وشيخه الذي سبقه، وأنه لم تتأت له الفرصة للتمتع بها.

ولسنا هنا بصدد الحديث عن صحة هذه المعلومات، وطريقة العرض الخالية من أية لياقة وتأدب حتى مع الموتى الذين علينا ذكر محاسنهم، ولكنها طريقة في الكتابة دأب عليها نسل الشايجي حتى في صحافتنا المحلية، وهي محاولة ضرب كل ما يجمع عليه الناس، أو يحترمونه، يحاولون من خلال مقالاتهم أن يسيئوا للجماعات الإسلامية وكأن في قلوبهم غلا قديما، لا لأن الجماعات الإسلامية لا تخطئ، ولكن لأغراض أخرى يقومون بما يقومون به.

بعض من كتابنا الصحافيين يئسوا من أن يجدوا أحدا يقرأ لهم، وإن قرأ مقالا أو بعضا من مقال، فمن النادر جدا أن يتفاعل ويرسل خطابا يؤيد أو يستنكر أو يعقب على ما قيل، وبالتالي لا بد لهذا الصنف من الكتاب أن يسعى بما أوتي إلى تحريك الدماء وجعلها تغلي في عروق الآخرين، وذلك بالتهجم الأجوف في كثير من الأحيان، وتحري اتجاه السواد الأعظم من الناس لمخالفته، وليس لمناقشته.

إذا كان حق الاختلاف وارد ومطلوب، فإن الواجب الأكثر مطلبية أن نرى ما إذا كان الاختلاف يضعف الصف الواحد أم يقويه، أيخدم عدو الأمة أم يخدم الأمة نفسها

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 638 - الجمعة 04 يونيو 2004م الموافق 15 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً