الإنجاز الكبير الذي حققه مجلس إدارة جمعية ملتقى الشباب البحريني بالإعلان عن طرح اقتراح بقانون في مجلس الشورى مع بدء دور الانعقاد الثالث مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل يعد بداية صحيحة للدور المطلوب من شباب البحرين خلال السنوات المقبلة.

فقد كشف هذا الإنجاز أن الجمعيات الشبابية بإمكاناتها المادية والمالية الضعيفة قادرة على القيام بأدوار أكبر من حجمها، وخبرتها المحدودة في العمل التنظيمي، في الوقت الذي عجزت فيه جمعيات سياسية وأخرى لا تملك تمثيلاً داخل البرلمان من تقديم أية مقترحات على رغم سهولة العملية مقارنة بإمكاناتها الكبيرة.

ليس المهم موضوع مشروع القانون الذي تقدم به أعضاء الملتقى، وإنما الأهم من ذلك طريقة إيصال هذه الفكرة التي كانت ضمن أجندة الملتقى، وجاء الوقت لطرحها من خلال الوسيلة المناسبة. وطبعاً هناك وسائل كثيرة يمكن للشباب وتنظيماتهم اتباعها، وهذه الوسائل طبعاً مرتبطة بعملية الضغط، بحيث يتم في البداية تجميع المصالح، وتحديد المطالب، والضغط نحو تنفيذها عبر حشد الإمكانات والقدرات المتاحة كافة. وهذا ما يجب على الجمعيات الشبابية القيام به إزاء القضايا المهمة المتعلقة بالشباب، والتي أصبحت في الوقت الراهن بعيدة عن أولوياتها.

أتمنى ألا يكون الإنجاز الذي حققه ملتقى الشباب عشوائياً وتحقق بعفوية بسبب الرغبة في المقايضة بمصالح. وأن يكون هذا الإنجاز درساً لأعضاء الملتقى وغيرهم في كيفية تنفيذ المطالب بدلاً من الجلوس في المقاهي والقاعات المغلقة والمطالبة بتخفيض السن الانتخابية، أو إجراء تعديلات دستورية!

فالعمل من أجل تحقيق مطالب محددة عن طريق عملية الضغط (Lobbying) يجب أن تكون دائماً أمام قيادات التنظيمات الشبابية إذا كانت تريد أن تعمل من أجل طلبة أو شباب البحرين، وهذا هو الدور المطلوب للمستقبل