العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ

رحمك الله يا عبدالله فخرو

ها أنت اليوم تغادرنا يا عبدالله وترحل عنا شامخا مثل نخيل هذه الأرض الطيبة بعد أن أعطت ثمارها وأكملت دورها في الحياة. هكذا علمتنا الأيام (ولد عمي) انه في اللحظة التي يموت فيها إنسان يولد إنسان آخر... ولكن كم من أمثالك يا عبدالله سيولدون؟ وهل حينا قادر على إنجاب عبدالله فخرو آخر؟ بعد أن هجر غالبية أهل الحي منازلهم تاركينها للآسيويين ورحلوا بعيدا عنها.

ها أنت اليوم ترحل عنا وتبقى ذكراك في كل مكان وسيظل صوتك الجهوري وأصوات خطواتك وانت تقطع ذلك الممر الضيق المرتفع المؤدي الى بوابة منزلك لتستقبلك شجرة «الكنار» التي شبعت من رمي الحجارة التي كنا نمطرها لتتساقط على رؤوسنا ثمارها وأنت تبتسم لنا... لم تنهرنا ولم تقس علينا... لقد كان منزلك الملاذ الآمن لنا نحن أطفال الحي... نلهو ونلعب ونطارد طيور الدجاج والبط الذي يسرح ويمرح فوق تراب «حوش» منزلك الكبير.

مازال صوتك يا عبدالله يطرق جدران المدينة بل المملكة بأكملها لأن جنازتك قد وحدت جميع طوائفها، فأبناء المدينة وأبناء القرية وقفوا لك وقفة تقدير واحترام وشيعوا جثمانك إلى مثواه الأخير وهم يحتسبون عند الله ان يجعلك من أهل الجنة إن شاء الله.

سيظل صوتك يا عبدالله صوت الحق الذي يعلو سماء حينا الذي عرفناك فيه. لن ترحل عنا أبدا، سيظل المكان الذي تجلس فيه أمام بوابة (متجر عبدالرحمن بن الشيخ) على ذلك الكرسي العتيق أنت ورفاق عصرك الذين رحلوا الواحد تلو الآخر سيظل ذلك المكان رمزا من رموز حينا القديم وسيظل يتجدد بمجموعة أخرى من شباب الحي فربما يحمل احدهم الراية من بعدك.

فنم قرير العين يا أبا الجميع...

ابنك الذي تعلم منك الكثير

يوسف عبدالرحمن الرفاعي

العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً