العدد 810 - الثلثاء 23 نوفمبر 2004م الموافق 10 شوال 1425هـ

وما الخوف إلا من البدايات

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

إنه توجه جديد، ومرعب أيضاً، أن تجتمع المجالس المنتخبة في غيبة الصحافة، ولا يعرف الناس عما يجري فيها إلا من خلال الأشرطة «الممنتجة» النظيفة.

إنها بداية - إن وافقنا عليها وأقررنا بصحتها وأذعنا لها وقالت كل صحيفة: «نفسي... نفسي» - لسرداب مظلم من التحكم والقسر في إعلام المجتمع عن طريق القنوات المترهلة من الأجهزة الرسمية التي لا تتعب أو تستحي من «الكلاشيهات» التي تغصبنا على تجرعها لعقود مضت بلا أدنى ذكاء أو جهد إضافي لتغيير طعم العلقم، إلا بما هو أمرّ منه.

قبل سويعات من الجلسة/الفضيحة خرج علينا بلدي المحرق باقتراح «برهبة» لقطع دابر الصحافيين وأرجلهم عن حضور جلسات مجلسهم، حتى لا يظهر للناس ما خفي، وحتى لا يكون للناس سلطان على من انتخبوهم ليعرفوا كيف سارت بهم الأمور في سنيّهم الأربع الماضيات.

إنها إعاقة الديمقراطية في أبهى صورها المحلية، ديمقراطية لا تنقصها إلا الصحافة فقط، أو ديمقراطية تتأبط الصحافة بدلاً من أن تكون الصحافة رقيبها الأعلى، إنه تفصيل للرقيب الشعبي كما يشتهى له، إنها البداية فقط.

حتى في أبشع فترات أمن الدولة كان قانون الصحافة يترك متنفساً للصحافي إن أخطأ، فيخرجه من باب «حسن النية» بعد أن يوشك القيد أن يوضع حول معصميه، وفي عهد الديمقراطية، ضاقت حلقات النوايا إلى «قاتل أو مقتول»، وصارت الصحافة هي ما يرعب المنتخَبين ولذلك قرروا «تدجين» صحيفة خاصة بهم لعلها تزيد من عدد الزملاء، لعلها تشغّل المطابع، ولكنها بالتأكيد لن تزيل غمّة الناس، ولن تزيد ثقة الناس في مجلس لا رقابة حقيقية عليه، وفي أعضاء يحجّون في كل حين إلى من يجب أن تقال «لا» كبيرة في وجوههم، ولم يسترجلوا إلا على صاحبة التعاسة... الصحافة.

لنا الضحك حتى الثمالة، فقانون الصحافة وحرية التعبير قُدّر له المرور الهراوات الثقيلة... إنها البداية فقط

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 810 - الثلثاء 23 نوفمبر 2004م الموافق 10 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً