العدد 835 - السبت 18 ديسمبر 2004م الموافق 06 ذي القعدة 1425هـ

فيكتور بينجوك... الملياردير الأوكراني الذي يلعب بين الحكومة والمعارضة

مهدي السعيد comments [at] alwasatnews.com

فيكتور بينجوك (44 عاما)، ثاني اغنى رجل في اوكرانيا، منشغل حاليا في اعداد نفسه للظروف المحتملة التي قد ترسو في نهاية المطاف على طرف معين من الاطراف المتصارعة، فهو يقاتل باسنانه واظافره من اجل ضمان مصالحة التي تعدت حدود التصور، ويبدو وكأنه اللاعب الحذر في الساحة السياسية والاقتصادية، والقادر على التنقل اللولبي بين الحكومة والمعارضة بحثا عن حلول تضمن له مستقبل البقاء في الحال الاقتصادية والسياسية في البلاد.

بينجوك هو زوج ابنة رئيس الجمهورية الذي سيغادر موقعه ليونيد كوجما، وهو ايضا يدير من مكتبه الفضي في ناطحة السحاب الجديدة في العاصمة كييف مستعمرته المالية التي تضم مصانع تعدين ومعامل صناعة الانابيب ومصرف ومحطة تلفزيون. مجلة «فوربيس» وضعته في خانة الاغنياء الذين يملكون مليارين ونصف المليار، وبذلك احتل المركز العاشر بين اغنى الشخصيات في المنطقة الممتدة من مصحات كارلوفي فاري في تشيكيا وحتى كامجا تكو في اوكرانيا.

ويملك بينجوك في اوكرانيا امتيازاً آخر، فقد اصبح يطلق عليه مصطلح «جدار الرئيس»، لكن هذا الجدار امتد بعيدا، إذ اخذ يلعب دوراً اكبر من حدود المصطلح، فقد تدخل في المشروع المتنازع عليه والمتعلق لضخ النفط في منطقة اوديا - برودي وتسويقه الى بلدان وسط اوروبا وخصوصا بولندا، ومن المفترض ان تساهم في بناء المشروع شركات غربية عالمية.

ويحاول بينجوك الاستثمار في هذا المشروع، ووضع يده على مرافقه المختلفة، ضمن لعبة الدخول من باب دعم الحكومة بعد ان لاح في الأفق موعد انتهاء توفير النفط الروسي لأوكرانيا.

النائب الملياردير بينجوك كان قد حاول منذ فترة طويلة دفع البرلمان الى التصديق على قانون حماية المسئولين واصحاب الاموال من المساءلة في اي تغيير يحدث في البلاد مستقبلاً، وبذلك يضمن عدم مساءلة حماه الرئيس كوجما من جهة وامواله من جهة أخرى، فقد اشارت صحيفة «ذي تايمس» اللندنية، إلى انه اعتبر ذلك بمثابة الافتراق الحضاري مع الماضي، لكنه لم يصل إلى نتيجة».

الآن، صرح بينجوك قائلا «اذا كان الأمر يتعلق بي، فسأشعر براحة بالغة في ظل دولة القانون»، ولكي يضمن عدم المحاسبة القانونية في «دولة المعارضة» المقبلة، ذهب بعد اسبوع الى تجمع المتظاهرين ضد الحكومة برفقة حراسة الشخصيين وانخرط في صفوفهم، وجلب معه طاقما تلفزيونيا يعمل لصالحه، وصرح امام الكاميرا: «لو كنت طالباً، لكنت موجوداً الآن مع هؤلاء المتظاهرين»

العدد 835 - السبت 18 ديسمبر 2004م الموافق 06 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً