العدد 4667 - الأربعاء 17 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ

المعدة بيت الداء

صباح الخير أصدقائي، ومبارك عليكم الشهر الفضيل، وإن شاء الله نكون جميعاً من الذين يحسنون صيامه وقيامه... ونحن نعيش هذه الأيام المباركة من شهر الرحمة والغفران، يتسابق الناس كما علمنا ذوونا وكما تعلمنا في المدارس والمساجد على تحصيل الأجر والثواب، إلا أننا نصدم بالواقع عندما نرى الغالبية العظمى تتسابق في تكديس الأطعمة وصنع الحلويات والتباهي بموائد فارهة، علماً بأن غالبية هذا الطعام لن يؤكل منه إلا القليل فيما الكثير منه سيرمى في سلة المهملات.

ترى لماذا يتسابق الناس في إعداد ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات، فيما حجم معدة كل شخص فينا لم يتغير ولن يتغير؟!... هذا هو العام الثاني لي في الصوم، وعندما سألت أصدقائي عن سبب إعدادنا وأكلنا لهذه الأطعمة المتنوعة، غالبيتهم كانت حججهم بأنهم يأكلون كثيراً حتى لا يشعرون بالجوع أو العطش طوال النهار، وبالتالي يستطيعون مواصلة الصيام.

هل هذا سبب مقنع... بالطبع لا فالمعدة كما يقول الحكماء هي «بيت الداء»، فإن أنت أعطيتها أكثر من طاقتها، فإنك ستتعبها، وعليه فسيكون يومك بدلاً من إحساسك بالجوع والعطش، سيكون ألماً وإرهاقاً وقلقاً، هذا إن لم يضطرك الأمر إلى الذهاب إلى المستشفى لتخفيف ألمك.

لكنك في المقابل إن تناولت طعامك باعتدال، فإن معدتك لن يختلف عليها شيء، لذا سيكون الأمر طبيعياً وستواصل صيامك طوال اليوم دون أي مشكلة تذكر.

لذا أصدقائي احرصوا كثيراً على الاهتمام بنظامكم الغذائي وعدم المبالغة فيما تأكلونه طوال اليوم، أو حتى الخلط في الطعام حتى لا تؤذوا معدتكم، فتكون لكم بيتاً للداء، فيما الصيام هو نعمة للصائم فهي تساعده على التخلص من بعض السموم التي قد تدخل معدته من الطعام الكثير الذي يأكله... وأخيراً أصدقائي أتمنى لكم صياماً مقبولاً بإذن الله.

مناهل

العدد 4667 - الأربعاء 17 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً