العدد 4671 - الأحد 21 يونيو 2015م الموافق 04 رمضان 1436هـ

لماذا لايزال العالم يطالب بحوار «جاد وحقيقي»؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا تخلو البيانات الدولية سواءً كانت المتعلقة بقيادات ومؤسسات دول، أو منظمات دولية وحقوقية طوال السنوات الأربع الماضية، من دعوة السلطات البحرينية للإقدام على حوار حقيقي وجاد يمكنه أن ينهي الأزمة السياسية في البلاد.

تلك الدعوات لم تتوقف وتعيد نفسها في مختلف المناسبات سواء كانت محلية أو دولية، عندما يكون الأمر متعلقاً بالبحرين وأزمتها السياسية، إذ بات واضحاً أن العالم لايزال مؤمناً بأن البحرين لم تشهد بعدُ، أي حوار حقيقي وجاد قادر على إنهاء أزمة هذا البلد الصغير.

آخر تلك الدعوات ما شهده مجلس حقوق الإنسان يوم الأحد (15 يونيو/ حزيران 2015) عندما دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد الحسين حكومة البحرين إلى التحقيق الفوري في ادّعاءات التعذيب، وإلى حوار حقيقي بين الحكومة والمعارضة، خلال كلمته في افتتاح الدورة الـ 29 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف.

المفوض السامي لحقوق الإنسان شدّد على أن «الطريق إلى الأمام لضمان السلام والاستقرار والازدهار لجميع البحرينيين، هو من خلال حوار حقيقي بين الحكومة والمعارضة، من دون شروط مسبقة».

تلك الدعوة جوبهت بالرفض الشديد من قبل السلطة، حتى عبّر مندوبها الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف السفير يوسف عبدالكريم، عن رفضه مناقشة الحوار الوطني في مجلس حقوق الإنسان، مؤكّداً أن «الحوار الوطني شأنٌ وطني ليس من اختصاص مجلس حقوق الإنسان مناقشته، وأن البحرين عقدت حوارات توافق وطنية عديدة شملت كل أطياف المجتمع البحريني، والتي قوبلت بالرفض في معظمها من أطرافٍ سياسية سعت لتعطيل مسيرة الإصلاح وتقويض جهود التطوير في البحرين».

بعد الحكم على الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان بالسجن أربعة أعوام، سارعت الدول الكبرى لانتقاد الحكم، الذي مسّ قطب المعارضة البحرينية، حتى ذهبت الولايات المتحدة الأميركية للمطالبة بإسقاط التهم، وأنه «يجب ألا يُحاكم أو يُسجن بسبب مشاركته في التعبير أو التجمع السلمي».

الاتحاد الأوروبي من جانبه، اعتبر في بيانٍ أن الحكم على الشيخ علي سلمان، بالسجن أربع سنوات، يتعارض مع جهود تعزيز المصالحة الوطنية الدائمة والشاملة في البحرين، وحتى الحليف الغربي القوي للسلطة، وهو الحكومة البريطانية، عبّرت عن «قلقها» من الحكم.

الحقيقة المدركة لدى دول العالم والمؤسسات الدولية أنه مع مرور أكثر من أربع سنوات على الأزمة السياسية، فإنه حتى هذه اللحظة لم يقم أي مشروع حوار حقيقي وجاد يمكن من خلاله الوصول إلى حلولٍ للأزمة في البحرين.

الحقيقة المدركة الثانية، هي أن مشاريع الحوار السابقة، جميعها كانت نتاج ضغوط خارجية، ولم تكن أبداً نابعة عن رغبةٍ محليةٍ حقيقيةٍ لإنهاء الأزمة المتفاقمة.

الحقيقة المدركة الثالثة، هي أن المعارضة أيضاً كانت مجبرة ونتيجة ضغوط خارجية لقبول الجلوس على طاولة الحوار ضمن المشاريع المتعددة، رغم قناعتها التامة مسبقاً بأن تلك المشاريع ما هي إلا «صورية» لذر الرماد في العيون واستغلال عامل الزمن وتخفيف الضغوط الدولية.

الحقيقة المدركة الرابعة، هي أن السلطات في البحرين مازالت ترى في الخيار الأمني حلاً للأزمة رغم مرور أربع سنوات على ذلك.

في التوقيت الزمني الحالي، ومع الظروف الإقليمية وما يشوبها من متغيرات، اتجهت السلطة نحو التصعيد الأمني، وأعلنت عبر وكلائها رفض أي مشروع حوار جديد أو أي ضغوط دولية من أجل ذلك، واستبدلت ذلك بمشروع جديد تحت عنوان «الأعيان».

فمنذ دخولنا العام 2015، قرّرت الجهات الرسمية وبشكل قاطع، ترك مرحلة الحوارات و«الضغوط الخارجية»، وتوجهت نحو جملة إجراءات كان أبرزها توقيف الأمين العام لجمعية «الوفاق» الذي كان على رأس وفد الجمعية الذي اجتمع بولي العهد في (15 يناير/ كانون الثاني 2014) للإعلان عن انطلاق «حوار 2014»، وانتهت بالحكم عليه بالسجن أربع سنوات.

منذ العام 2011، وقبل انطلاق ما سُمّي حينها «حوار التوافق الوطني» (الحوار الأول)، كانت جميع التصريحات الرسمية، تكرّر أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل في البحرين إلا من خلال التوافق الوطني بين جميع مكونات الشعب».

مرّ على الإعلان عن مرحلة «الأعيان» و«القواسم المشتركة» وما أعلن عنه من إصلاحات وتغييرات 9 أشهر (منذ 18 سبتمبر/ أيلول 2014)، لم يجد على ذلك أي جديد، رغم ما رُوّج له على أنه هو «الحل»، إلا أنه بعد تسعة أشهر من دخول تلك المرحلة، فإن الأزمة السياسية باقية على احتقانها، في ظل غياب «الاتفاق» بين الأطراف الحقيقيين للأزمة في البحرين.

منذ أربع سنوات، ونحن نشهد مشاريع جديدة تطرح بين حين وآخر، وبمسميات مختلفة، إلا أن جميعها ينتهي إلى نتيجة واحدة وهي «الفشل»، كونها لا تعكس رغبة جادة بأن يشهد هذا البلد أي حوار «حقيقي وجاد» ينهي الأزمة السياسية، وهو الأمر الذي لايزال العالم ينتظره في البحرين ويطالب به ويدعو إليه.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4671 - الأحد 21 يونيو 2015م الموافق 04 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 43 | 5:23 م

      ا

      تنفخون في طبل مقضوض لارفي فايده ولا عايده السلام عليكم

    • زائر 41 | 2:39 م

      للتاريخ

      شكراً لكم

    • زائر 40 | 2:37 م

      مقال رائع

      بالتوفيق مقال رائع

    • زائر 38 | 10:41 ص

      رد على زائر 36

      النبي محمد \\ص\\ رجل دين ومحنك سياسى وعرف ادير المسلمين بتوجيهات من الله وعلمائنا الشيعة الحقانيين يعرفوون يديرون الشعب بتوجيهات من رب العالمين الحكومة الي تتبع السياسة لاتعرف فى السياسة اي شى والدليل الظلم على المواطنين الاحرار والجووع والفقر واعتقال الشعب وتعذيبه وهدم مساجده يالله جاوب ياسياسي الله يهديك ونور عقلك للحقيقة والله يحفض علمائنا الاحرار وياخد الحق

    • زائر 39 زائر 38 | 2:28 م

      ماهذا الغلو استغفر ربك

      بتوجيهات من رب العالمين وماذا عن علماء الطواءف الأخرى بتوجيهات من من

    • زائر 37 | 9:58 ص

      نحن

      نحن اشعب البحرانى والسنه الاشراف نريد حكومة منتخبه وان يكوون الشعب مصدر السلطات ...................

    • زائر 36 | 9:58 ص

      الحل سهل

      الحل في البحرين سهل جداً و هو إغلاق كل الجمعيات السياسية الطائفية و منع رجال ... الشيعة و السنة من التدخل في السياسة

    • زائر 34 | 8:11 ص

      العقرب

      عندما ينعقد للحوار و اول الحاضرين هم من يغذوون الفتنة ليل نهار ويعيشون على التمييز وجراح الشعب فهل تتوقع منه نجاحا؟؟!!

    • زائر 29 | 6:01 ص

      الأهم المواطنين يريدون حوار مع بعضهم البعض

      لماذا يوصل بنا الحال إلى التشبث بتصريح هذه الدولة أو تلك وتجاهل بعضنا ونعرف أي حل يجب أن يكون بمشاركة الجميع هل وصل بنا الحال لليأس من المصالحة الوطنية ونحنوا شركاء في الوطن لماذا لا نبحث أسباب عدم المصالحة الوطنية بدل ضياع الوقت والحل وندور في الفاضي وتتعمق الأزمة اكثر واكثر لا يفيد إلى حوار بين المواطنين أولا

    • زائر 32 زائر 29 | 8:00 ص

      العقرب

      مشكلة الشعب مع سلطته لا مع شركائه في الوطن
      مشكلته مع سلطة تنتهج سياسة ا...

    • زائر 35 زائر 29 | 8:36 ص

      لا أحد يختلف على المطالب العادلة ومن غير الديمقراطية لايمكن محاسبة السلطة

      على اخطاءها ولاكن نسأل أنفسنا لماذا المكون الثاني وقف بالضد هل المطالب السبب هذا اتهام خطير لا أحد يصدقه لماذا انزلقة البلد إلى هذه المأساة هل السلطة تستطيع أن تجعل المكون الثاني يأخذ هذا الوقف من شركائه في الوطن هذا كذالك مستحيل إقحام المعتقد هي سبب المآسي ونتعض من التحارب والكراهية في االجوار بسب الأحزاب الدينية والمذهبية

    • زائر 26 | 4:59 ص

      الحوار الحقيقي

      إذا رغبوا في الحوار الحقيقي والجاد والذي ينهي أزمة البلاد والعباد يعرفون لمن يتجهون بصدق

    • زائر 25 | 4:49 ص

      هل نشرعن للتدخلات الخارجية وازمتنا داخلية بامتياز

      لماذا نذهب بعيدا وشركاء الوطن لا نستطيع أن نحاورهم هذا مفتاح الحل ولا تستطيع أي سلطة أن تستقوي على اتحاد المواطنين المصالحة ألوطنية بين مكونات الشعب هي الأساس الوحيد للخروج من هذه الأزمة والعاءق الذي يمنع المصالحة الوطنية هي هذه الجمعيات فلا يفيد أي حل مع السلطة والشعب مقسم

    • زائر 31 زائر 25 | 7:57 ص

      العقرب

      من يفرق الشعب هو التمييز وعدم المساواة بين المواطنين من قبل السلطة ولا دخل للجمعيات التي وجدت من المجتمع و لاجله ومشكوريين على جهودهم الجبارة على حفظ السلم الاهلي وامتصاص غضب الشارع على السلطة لصالح الوطن والمواطن

    • زائر 33 زائر 25 | 8:08 ص

      كل الشعب يريد المساواة وعدم التمييز

      ولا يختلف في هذا أحد ومن يطالب بعدم التمييز لا ينشأ جمعيات قائمة على التميز المذهبي ولا تقبل بالآخر هذا هو الواقع وهذا من فرق الشعب وهذه الجمعيات هي العثرة الوحيدة لعدم المصالحة الوطنية

    • زائر 23 | 4:37 ص

      الحوار الحوار الحوار

      صدعتوا راسنا بكلمة الحوار... الحين موضة "الاعيان" وبس

    • زائر 21 | 4:33 ص

      مقال موفق

      المقال وثق واقع حقيقي... وبين حقيقة ما حدث طوال السنوات الاربع الماضية شكراً أيه الكاتب

    • زائر 20 | 4:32 ص

      هناك من لا زال يؤمن بوجود حوار أصلاً

      من غير المنطقي في ظل الاوضاع الحالي أن تؤمن السلطة بالحوار

    • زائر 19 | 4:14 ص

      الحل

      الحل في صدق النوايا من جميع الاطراف

    • زائر 18 | 4:13 ص

      أوباما راح يودع في 2016 البيت الأبيض ..... خلاص وقت الدلع انتهى

      حكومة جمهورية صقورية قادمة في الطريق برئاسة جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا الحالي ..... خلاص لا مجلس أعيان و لا برلمان أوربي و لا خرابيط ..... أوباما رجل جديد على السياسة ... انتخب للكونغرس في 2004 و في 2008 أصبح رئيس الولايات المتحدة ... هذا الرجل يعتمد على مستشارينه في كل صغيرة و كبيرة .. الآن الوضع سيتغير .. على المعارضة أن تعترف أولا بالهزيمة .... تراجع أخطائها .... تقطع صلاتها بالأطراف الإقليمية المشبوهة ...

    • زائر 30 زائر 18 | 7:47 ص

      العقرب

      تغريد خارج السرب

    • زائر 17 | 4:13 ص

      الضغوط الخارجية

      ديرتنا دائماً مضغوطة

    • زائر 16 | 4:11 ص

      الحوار الحقيقي

      صحيح لم يكن هناك حوار جاد

    • زائر 13 | 4:08 ص

      مطالبكم تعجيزية غير ممكنة و توقيتها خاطئ

      انظر إلى دولة الكويت مثلا .... هي الأفضل من ناحية العمل السياسي و الحريات ... و لكن عندما يأتي شخص مثل البراك و رنا السعدون و يطالب بتغيير الوضع السياسي بالقوة (الكويتيين لم يرموا لا مولوتوف و لم يحرقوا تواير و لم يفجروا) و مع ذلك راح فيها سجن و غيره الكثير ممن سحبت جنسيته و فصل من عمله .... انتم تفكرون روحكم تعيشون في دولة فاضلة في يوتوبيا ..... لا يبه الأمور تأخذ بالهداوة ..... مو كل ساعة طلعت مسيرة و تبي تعطل الحياة و تضرب عن العمل و المدارس ... يا تعطوني اللي أبيه يا أحرق البلد ..... لا يبه!

    • زائر 24 زائر 13 | 4:45 ص

      العقرب

      الدستور ينص ان الشعب مصدر السلطات

      هل السلطات بيد الشعب؟؟؟
      هل الدوائر الانتخابية عادلة؟!!
      هل القضاء ...؟؟!
      هل الامن للجميع؟؟!
      هل البرلمان غير مقيد وقادر على التشريع والمحاسبة للحكومة؟؟؟!


      هل بمقدور البرلمان البحريني حل الحكومة ومحاسبتها على إخفاقها وحلها كما البرلمان الكويتي؟؟!


      كل الاجاوبة ببساطة هي لااااااااااا

    • زائر 8 | 1:40 ص

      اعتقد وثائق ويكيليكس أجابت عن الكثير عمايحدث في البحرين

      وكشفت الكثير عمايحاك تحديدا لشيعة البحرين ذاب الثلج وبان المرج

    • زائر 7 | 1:40 ص

      السلميه هي السبب ..

      هل سمعتم عن ثوره انتصرت با السلميه ؟؟ هذا هو المغزى و السبب الذي جعل المعارضه تستجدي الحوار بعد ان وجدت نفسها في شرك لن تستطيع الخروج منه خصوصا بعد الدماء التي سالت ، و السلطه ترفض ...

    • زائر 15 زائر 7 | 4:10 ص

      العقرب

      احنا بالسلمية ومو سالمين

    • زائر 5 | 1:35 ص

      لماذا لايزال العالم يطالب بحوار «جاد وحقيقي»؟

      با ختصار لأنهم لا يرون ( هذا التوجه الحقيقي عند الطرف الأخر ) غير المعارض .

    • زائر 3 | 1:23 ص

      الحوار

      الحوار يجب ان يكون ضمن الإطار الدستوري و تحت قبة البرلمان

    • زائر 6 زائر 3 | 1:36 ص

      كيف الحال

      حلوه منك الحوار تحت قبة البرلمان.. نكتة الصباح.. ههههه

    • زائر 9 زائر 3 | 1:40 ص

      زائر 3

      اللي يسمعكم يقول البرلمان البريطاني ، برلمان مايقدر يوقف قرار دعم ( اللحم ) بيقدر يحل مشكلة بلد ؟؟ ويش قال تحت قبة البرلمان ما أدري الأخ يتكلم عن الكنجرس لو الأتحاد الأوربي ؟؟ السجون متروسة والأمن على باب كل قرية والمسيلات تارسة القرى ، والشهداء لم ينصفهم احد ، يا بابا البلد محتاجة مصالحة اول وجبر الضرر بعدين جيب طاري حوار وبطيخ ازرق .

    • زائر 14 زائر 3 | 4:09 ص

      العقرب

      المصالحة بتكون لتعديل الدستور والبرلمان
      لتكون مثلما نص الدستور الشعب مصدر السلطات
      شلون يكون التعديل من مجلس وهو محل الاعتراض كونه عاجز ومحاصر بمجلس الشورى

    • زائر 22 زائر 3 | 4:36 ص

      لماذا الحوار أساساً

      المشكلة سياسية تكمن في وجود برلمان عاجز... فهل البرلمان العاجز قادر على فعل شيء!!!!

    • زائر 2 | 12:18 ص

      ابو سيد رضا

      الجماعه عندنا معتمدين علي اختهم الكبيره في دفع العجز و البركه في ويكيليس ما خلت ولا بقت
      الله يكون في عون هالشعب
      كنا متوقعين هاامؤامره على الشعب البحريني والحين ويكيليس فضحت كل شي

    • زائر 1 | 11:56 م

      بما

      بما انك في الوضع المسنود دوليايوجد ايضاًالغرور والغطرسهوالعنجهيه ويبقى الوضع على ماهو عليه. ولااعتبار لمعارضه ولشعب ذاق الويلات في المطالبه بالديمقراطيه. وكأن القوي يقول للضعيف افعل ماشئت

اقرأ ايضاً