العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ

د.فيصل الناصر: نكرر... احذروا الأغذية المشبعة بالدهون

غذاؤك بعد صيامك...

يحذر رئيس برنامج طب الاسرة والمجتمع بجامعة الخليج العربي الدكتور فيصل السليمان الناصر من التهاون تجاه العديد من السلوكيات الغذائية في شهر رمضان المبارك، وكعادته السنوية، يحرص الدكتور الناصر منذ أكثر من عشر سنين على تقديم رسالته التوعوية الخاصة بشهر الصيام مذكرًا بالعديد من النقاط المهمة التي يتوجب على الصائم الانتباه إليها.

وبالطبع، تتنوع الأطعمة على مائدة الشهر الفضيل، وهذه الصورة من أجمل الصور التي تعكس نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى علينا، والمائدة الرمضانية هي واحدة من أشهر عادات وتقاليد الشهر الفضيل في كل الدول الإسلامية، ولكل دولة عاداتها وأطباقها الشهيرة دون شك، لكن مع تنوع الأغذية الصحية وارتفاع الوعي واختيار الموائد التي تتوافق مع جمال وحلاوة معاني الصيام، لاتزال هناك مجموعة من الإرشادات المهمة التي تجعل من غذائك بعد صيامك راحة وسعادة وتمكنك حالتك الصحية وفقًا لذلك من الاستمتاع بكل لحظات العبادة وتلاوة القرآن وزيارة الأهل والمعارف خلال الشهر الفضيل. هذا ما يريد أن يعيد الدكتور الناصر التأكيد عليه، فكما نقول دائمًا: الصوم، جوع للبدن وشبع للروح، ولعلنا نقتدي بالنبي (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم في كل أمور حياتنا الدنيوية والأخروية أيضًا، فكان عليه الصلاة والسلام يبدأ افطاره بالتمر والماء، وفي هذا سر عظيم.

التمر.. هنا السر

من منظور صحي يقول د. الناصر نجد أن هناك فائدة عظيمة لجسم الصائم، فالتمور بالإضافة إلى أنها بركة، فهي سريعة الهضم لا ترهق المعدة وبها نسبة عالية من السكريات والعناصر الأخرى التي يحتاج إليها الجسم، فالسكريات الموجودة في التمر لها خاصية مهمة، فهي سريعة الامتصاص وبالتالي تعطي الجسم الطاقة اللازمة في أسرع وقت ممكن خلال دقيقتين ونصف الدقيقة، كما أن بدء الإفطار بالتمر يساعد على زيادة إفرازات الانزيمات الهاضمة للطعام استعدادا للوجبة الرئيسية وبالتالي تهيئة المعدة واعدادها لتقبل وجبة الطعام وعدم اجهادها بكميات كبيرة من الطعام في فترة وجيزة.

من النصائح المهمة طبيًا التي يقدمها الدكتور الناصر عدم الإفراط في تناول الطعام بل تناوله بكمية معتدلة لأن زيادة الطعام تؤدي إلى التخمة وعسر الهضم ومن ثم إلى الخمول الشامل الذي تصحبه آلام بالمعدة إذ يجب الاقتداء بقول رسولنا الكريم :»نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع»، كما ينصحنا الرسول (ص) عند الأكل بأن نجعل ثلث حجم المعدة للطعام والثلث الآخر للشراب والثلث الأخير للتنفس.

الأكل السريع.. بلا مؤشر

وحتى لا نصاب بالتخمة ومشاكلها، يحسن اعتماد أسلوب بسيط هو بتحديد كمية الطعام التي نأكل فيقوم كل واحد بغرف الطعام في طبقه الخاص ومحاولة الابتعاد عن طريقة اشتراك جميع أفراد العائلة عند الأكل في طبق كبير مشترك، كما لابد من التنويه بأن البطء في تناول الطعام وعدم الإسراع فيه مفيد جدا للجسم وقد أثبتت الدراسات أن الأكل مع البطء يمكن المعدة من هضم الغذاء بصورة جيدة، كما أن هذا البطء يحد تلقائيا من الإفراط في تناول الطعام، أي أن الإنسان لن يتناول أكثر من طاقته من الطعام بينما مع الأكل السريع تفشل المعدة في إعطاء مؤشر الشبع لذا فلن يشعر الشخص بالشبع إلا بعد فترة طويلة بعد أن يكثر من الطعام.

والسوائل، الماء والعصائر والمشروبات المتنوعة لها وقفة، فيقول د.الناصر إن السوائل من الأساسيات على المائدة الرمضانية، إلا أنه من الأفضل تناول العصائر الطازجة ومن المستحسن تأجيل شرب السوائل إلى ما بعد الإفطار كي لا تعمل هذه السوائل على تخفيف نسبة أحماض المعدة مما يؤدي إلى سوء الهضم، وأكثر ما يتوجب التحذير منها هو التحذير من تناول المأكولات المشبعة بالدهون وعدم استعمال الدهون الحيوانية في الطهي أو القلي بل الاعتماد على الزيوت النباتية، إن كل جرام من الزيت أو الدهن يعطي 9 سعرات حرارية، أما الفائدة من استخدام الزيوت النباتية فتكمن في عدم التعرض للإصابة بارتفاع نسبة الدهون في الجسم والذي يؤدي إلى أمراض متنوعة منها تصلب الشرايين.

سكريات... وما أكثرها

والشيء المثير للقلق هو السكريات، وزيادة الأطباق المحتوية على السكر؟ كيف الحال معها يا دكتور؟ يجيب الدكتور الناصر بالقول إن الإكثار من المواد السكرية وخصوصًا السوائل المركزة المستخدمة في تحلية بعض أنواع الأطعمة (الكستر واللقيمات)، كما يجب الاهتمام بالخضراوات والاكثار منها ويفضل أن تكون هذه الخضراوات طازجة أو مسلوقة لفترة بسيطة حتى لا تفقد قيمتها الغذائية. مع العلم أن العنصر الأساسي في تكوين الخضراوات هو الألياف وهذه الألياف إضافة إلى قيمتها الغذائية لها خواص تساعد على مقاومة بعض الأمراض كالإمساك وقرحة المعدة ومرض السكر، وينبه إلى أهمية عدم الإكثار من تناول الحلويات المعروفة على المائدة الرمضانية فهي تحتوي على نسبة عالية من السكر وتزود الجسم بسعرات حرارية عالية جدا (نحو 850 سعرا حراريا بكل كوب).

من المفضل أيضًا التقليل من اللحوم الحمراء والاعتماد على اللحوم البيضاء كالسمك والدجاج، فاللحوم الحمراء تساعد على ارتفاع نسبة كوليسترول الجسم.

وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور الناصر أجرى العديد من الدراسات حول الصوم وطرق الأكل والعادات المتبعة في الشهر الفضيل كانت، وانطلاقًا من دراسة تأثير الصوم على مرضى الضغط والسكر، يوضح أن الصوم مفيد في التحكم في ارتفاع ضغط الدم، وكذلك في حالات عدم اتزان معدلات السكر في الدم، سواء لدى الأصحاء أو المرضى المصابين بداء الضغط أو السكري.

أثر الصيام على الصحة

لقد أجرى هذه الدراسة التي هدفت إلى دراسة تأثير الصوم في شهر رمضان المبارك على مرضى ضغط الدم والسكر؛ ليقف بشكل واضح على التأثيرات بصورتيها السلبية والإيجابية، وقد ساعدت نتائج الدراسة في رسم صورة عن آثار الصيام على صحة المرضى، وبالتالي هيأت رسم الطرق المناسبة للعلاج، واستهدفت الدراسة مجموعة من المرضى المصابين بأمراض الضغط وارتفاع السكر، حيث أجريت على فترة ستة أسابيع، هذا وتطلب البحث من المرضى الالتزام بالمداومة على العيادة لعدد ثلاث مرات (قبل بداية شهر رمضان وخلال النصف الأول منه وفي الأسبوع الأخير). حيث يتم إجراء الفحوصات والمتابعة المستمرة والتي تشمل الفحص الجسدي والمخبري واحتساب الوزن والطول ومعدل الكتلة الجسدية، إضافة إلى فحوصات أخرى.

والخلاصة، أن الدكتور الناصر استنتج من خلال الدارسة بأن شهر رمضان الفضيل هو عامل مهم وفرصة مناسبة جداً للتحكم في أمراض كثيرة، وكذلك فهو يُهيِّئ البيئة المناسبة لإنقاص وزن الجسم والتحكم فيه، حيث إن هذا التغيير سينعكس بشكل مباشر على معدلات ارتفاع ضغط الدم وكذلك السكر، مشددًا على أن الاتزان في تناول المواد الغذائية من حيث الكمية والنوعية يساعد على تنظيم العمليات الحيوية في جسم الإنسان، وكذلك يعمل على خفض المعدلات غير الطبيعية في الضغط والسكر.

العدد 4672 - الإثنين 22 يونيو 2015م الموافق 05 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً