العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ

سيدتي.. حملك ينتهي بعد “الإلتصاق”

على رغم الوحدة التي يعانيها الجنين في عالم الرحم، إلا أنه يأنس بالرائحة المحيطة، ويسمع جيداً رسائل الأم القلبية، ويبقى متصلاً بالوالدة. ويظل الطفل محتاجاً للتواصل مع أمه في أول ستة أشهر بعد الحمل لتُأنس وحدته.

في هذا السياق، حذرت استشارية حديثي الولادة، عبلة الألفي، من ترك الأطفال لفترات طويلة بعيداً عن الأم حتى لا يشعر الطفل بالوحدة في الأشهر الـ 6 الأولى بعد الولادة والتي تسمى «فترة الالتصاق». وقالت: «إن حواس السمع، والشم، واللمس من أقوى حواس الطفل الوليد التي بدأت في العمل أساساً منذ أن كان جنيناً، وتعرف فيها على أمه عن طريق تلمسه للرحم، وشم رائحتها، وسماع دقات قلبها».

وأوضحت أن وضع الطفل في السرير لفترات طويلة يشعره بوحدة فظيعة؛ لأنه يبتعد عن بيئة رحم الأم فلا يشم رائحتها ولا يحس بقربها منها لغياب الاتصال. وأضافت: «إن عملية اللمس يجب أن يراعى فيه التقاء أكبر أجزاء من الجلد بين الطرفين».

وفنّدت الألفي الدراسة أو المنهج القائم على تجاهل بكاء الطفل حتى لا يتعود على كثرة حمله بين الذراعين أو وضعه في الحضن. وقالت: «ثبت أن الابتعاد عن الأم في فترة الالتصاق يسبب مشكلات نفسية كثيرة لهؤلاء الأطفال». وأشارت إلى أن الطفل يشعر بـ «قلق الانفصال» إذا ظل فترة طويلة بعيداً عن أمه، وتصحب حالة القلق آثار نفسية أخرى.

أما عن سبب سكوت الطفل الذي يترك من دون حمل لفترات طويلة، فتقول: «إن السكوت هنا تعبير عن شعور بعدم الاهتمام، وشعور بالنقمة على المحيطين به والذين تخلوا عنه، فكلما كان الطفل قريباً من أمه فإنه يشعر بالاطمئنان».

ونهت بشدة عن الصراخ على الأطفال في حالة البكاء، وأوضحت: «تصاب نحو 10 % من الأمهات بالاكتئاب ما بعد الولادة الذي يشكل ضغطاً على الأم وتضطر على إثره للصراخ في وجه الطفل. وهذا نتيجة لغياب البرامج التي ترشدهن للطريقة المثلى للتعامل مع حديثي الولادة».

وأكملت: «حاسة سمع الطفل من أهم الحواس، فالصوت العالي يسبب للطفل اضطراباً نفسياً غير عادي ويجعله يبكي أكثر. ولذا يجب الحرص على إسماعهم أصواتاً ذات «رتم» واحد كأصوات تلاوة القرآن يساهم في تهدئة الطفل».

ونصحت الأمهات بحمل الطفل مع مراعاة أن يلصقن جلدهن بجلده، فهذا وحده كفيل بأن يهدئ الطفل. ويساهم أيضاً في منح الأم سعادة؛ لأنه ينشط مادة «الأندروفين» التي تعطي الأم حالة من النشوة والسعادة.

وأشارت إلى أنه يمكن التخفيف من التواصل الجسدي بين الأم وطفلها بعد فترة الالتصاق؛ لأن تطور الطفل النفسي والعصبي اختلف بشكل كبير بحيث يتمكن الطفل من الانفصال عن أمه.

العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً