حرب شديدة ضروس، بين النفس وبين ما لذ وطاب من أصناف المأكولات التي تمتد على موائد الإفطار. وما يصعّب المقاومة في جولات هذه الحرب التي تمتد لـ 30 يوماً، القدرة الفائقة لأطباق المائدة بأشكالها المختلفة وألوانها الجذّابة على استمالة النفس لها.
السكر وزيوت القلي أكثر أسلحة المائدة قوةً وحضوراً وفتكاً، في المقابل تجد الإرادة في اختيار ما هو مناسب لصحة الفرد - سواء كان سليماً أو مريضاً - من الأطعمة على وجبة الإفطار وما بعدها تترواح في انخفاض أو ارتفاع.
وفي متابعتنا في «الوسط الطبي» لرصد أجواء هذه المعركة التي تخسر فيها الكثير من الإرادات أمام «دسومة» الأطباق الرمضانية، رصدنا فناً جميلاً يسند الأطباق والإرادات معاً. فحديثاً تقوم الكثير من النساء في البحرين بطرق في الطهي يقللن فيها من استخدام زيت القلي والسكر والدقيق الأبيض.
حركة التفاف رائعة تربح فيها النساء البحرينيات، وتبقى النتيجة غير محسومة بالنسبة للأطباق والإرادات.
وفي الظل تدور حرب أخرى بين عادة سيئة، وبين سياط الشمس اللاهبة ولا تنتهي بغروبها. فمن المعروف أن عادة شرب الماء الكافي قليلة الحظ في مجتمعاتنا الخليجية.
تُضاعف ساعات الصيام الطويلة هذا العام مخاطر الإصابة بالجفاف إذا استمررنا في مقاطعة شرب الماء بالشكل المطلوب.
وحتى ننتصر على الجفاف ومضاعفاته سنشرب الماء لننتصر.
نتمنى لكم صياماً مقبولاً وصحياً.
العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ
