أنوار وألوان... ضحكات وابتهالات وأصوات ذكر وقرآن... شوارع حية مليئة بالناس، تواصل وزيارات، قلوب يملؤها حب الله... هذا ما يميز شهر رمضان في جميع أنحاء العالم، إلا أننا في الخليج نتميز في شهر رمضان عن غيرنا من الدول الإسلامية باحتفال خاص نقيمه ليلة النصف من هذا الشهر المبارك، وهو كما نطلق عليه “الناصفة” أو القرقاعون أو “القرينشون” وغيرها من التسميات التي تختلف من قرية إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى.

في هذه الليلة المباركة يتنافس الناس في المنازل في تقديم المال والحلويات والمكسرات والهدايا للمحتفلين بهذه المناسبة، ويتسابق الأطفال والكبار في طرق أكبر عدد من البيوت، نعود نهاية السهرة بعد أن نتعب إلى منازلنا محملين بأكياس مليئة بما لذ وطاب... وبعد أن انتهت عملية الجمع تأتي مرحلة الفرز، إذا نفرغ ما جمعناه في إناء كبير ثم نبدأ بتصنيف محتويات الكيس، وعادة ما نبدأ بجمع القطع النقدية التي حصلنا عليها ونعدها. ثم نجمع الحلويات و “الشيبس” والعصائر ووو... إلخ. ليلة جميلة ننام في نهايتها مسرورين بما حصلنا عليه من هدايا وحلويات.

صحيح هي ليلة جميلة، ولكن هناك ما قد يعكر صفوها، إذ لوحظ في الفترة الماضية أن بعض المنازل توزع حلويات قد نشرت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بأنها مضرة وغير صحية. كما أن البعض بات يوزع على الأطفال “شيبس” وعصائر منتهية الصلاحية، أو بقي عليها أسابيع وربما شهر لتنتهي.

احذروا أعزائي، فلربما تأكل أو تشرب أحد تلك الهدايا المنتهية فتسبب لنفسك أوجاعاً وربما تسمماً فتعكر جمال تلك الليلة.

كما أنني أدعو أصحاب البيوت بأن يحرصوا على تقديم ما هو مفيد للأطفال، وأن يتأكدوا هم أيضاً من صلاحية ما يقدم من طعام وشراب في هذه الليلة.

في السنة الماضية ولقرب ليلة النصف من رمضان من افتتاح المدارس وبداية الفصل الجديد، تداول الناس رسائل تدعو إلى أن يتم توزيع قطعة نقدية أو هدايا بسيطة يمكن للطفل الاستفادة منها في المدرسة مثل الأقلام أو الدفاتر أو المماسح أو المساطر وغيرها من الهدايا التي يمكن للطفل أن يستفيد منها، وأنا شخصياً حصلت على عدد كبير من الأقلام والدفاتر، وقد استخدمتها في المدرسة.

وعليه ندعو المحتفلين بهذه المناسبة السعيدة بأن يحرصوا على تقديم الصالح والجيد والمفيد والذي يمكن للجميع الاستفادة منه... وكل عام وأنتم بخير.

مناهل